انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاج العروس1.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(شرح خطبة المصنف) ما أحسنها وأشد تراكمها قال كيف ترون قواعدها فالو اما أحسنها وأشد مكنه اقال كيف نرون جونها قال ما أحسنه وأشد سواده | قال كيف ترون رحاها استدارت قالوا ما أحسنه او أشد استدارتها قال كيف ترون برقها أخفيا أم وميضا أم يشق شقا قالوابل | يشق شقا فقال الحيا، فقال رجل يا رسول الله ما أفتك ما رأينا الذي هو أعرب منك قال حولى فانما أنزل القرآن على بلسان | عربي مبين ثم ان المصنف الاذكر أوصافه الشريفة النبوية اشتاق الى رؤية الحضرة وتذكر تلك النضرة فأقبل بقلبه وقاليه عليها وجعلها كأنها حاضرة لديه وكأنه مخاطب له صلى الله عليه وسلم وهو بين يديه فقال وفي الاصل قبل البيت بعد قوله لا يعشق ما نصه وبواسطة من خلق أجود من الريح المرسلة نجد عرف الجنان وسب المن ألف البوادى نتروح نسيم | الرند و البان ثم أنشد ( اذا تنفس من واديك أى مجلسك (ريحان) أى كل ذى رائحة طيبة (تأرجت) أى توهجت ( من قبص الصبح) هو الفجر (أردان) أى اكمام جعل الصحيح كانه شخص وما ينتشر عنه من أضوائه وأنواره عند صدوع الفجر كانه ثياب بلبسها وجعل النياب قيصاله أكمام متفرقة وقيد بالصبح لان روائح الازهار والرياض تفوح غالبا مع الصباح والبيت من البسيط وفيه الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح وقوة الانسجام (وما أجدر ) أى أحق (هذا اللسان) أى - اللغة وفي الأصل ذلك اللسان (وهو) أى اللسان ( حبيب النفس أى محبوبها وعشيق الطبع ) أى معشوقه أى حبه | طبيعة للاذواق السليمة ( وسمير) أى مسامر و محادث (ضمير) أى خاطر وقلب (الجميع) هم الجماعات المجتمعة للمنادمة والمسامرة والملاطفة بأنواع الادب والملح وذلك لما فيه من الغرائب والنوادر (وقد وقف) أى اللسان (على ثنية الوداع) أشار بهذا إلى أنها قد أز معت الترحال ولم يبق منها الامقدار ما يعد توديعا بين الرجال وفي الفقرة الاستعارة | المكنية والتخييلية والترشيح (وهم) أى اعتنى واهتم وقصد (قبلى بالكسر منسوب الى القبلة وهى جهة الصلاة وناحية الكعبة المشرفة (مزنه) أى غيشه بالاقلاع) أى بالكف والارتفاع وخص القبلى لما من شأنه الانصباب ( بأن يعتنق )) الظرف متعلق بأجدر أى ما أحق هذا اللسان الشرفه وتوقف الأمر عليه وعزمه على الرحيل أن يعامل معاملة المفارق فيعتنق | (ضها و التزاما كالاحبة أى كما يضمون الصدور على الصدور ويلتزمون با النحور لدى التوديع أى موادعة بعضهم بعضا ويكرم بنقل الخطوات) أى بالمشى متبعا ( على آثاره) أى بقيته كالاعزة كما فى نسخة الاصل (حالة التشييع) قال شيخنا - وقد أورد هذا الكلام على جهة التمثيل حض او دا على تعلم اللغة والاعتناء بشأنها وتحصيلها بالوجه الممكن وان لم يمكن الكل فلابد من البعض فجعلها كشخص تم الافرر وقف على ثنية الوداع وأوجب تشييعه وتوديعه بالاعتناق المشتمل على الضم والالتزام الذي لا يكون الا للخاصة من الاحبة في وقت التوديع وحث على نقل الخطا في آثاره حالة التشييع كما يفعل بالصديق المضنون بمفارقته ثم أشار إلى ما كان عليه في الزمن السابق من تعظيم أهل اللغة وافاتهم جلائل المكاسب فقال | ( والى اليوم) أى الى هذا الزمان الذى كان فيسه نال (القوم أى أخذ و او أدركوا (به أى بسبب هذا اللسان (المراتب) الجليلة (والحظوظ ) الجسيمة (وجعلوا) أى صيروا (حماطة) بالفتح والمهملنين صميم (جله لانهم) بالضم أى حبه قلبهم قال شيخنا وهو مأخوذ من كلام سیدنا علی رضی الله عنه كماهر و فى الاصل جعلوا حاطة قلوبهم (لوحه ) أي صحيفته (المحفوظ) المحروس أى جعل قلبه لوح ذلك الشئ فان الانسان اذا أكثر من ذكر شئ لازمه وسلط قلبه على حفظه ورعايته وفى الفقرة تضمين (وفاح) أى انتشر (من زهر) أى نور (تلك الخمائل) جمع خميلة (وان) أخطأه أى تجاوزه فلم يصبه (صوب) أى قصد أو نزول (الغيوث) الامطار (الهواطل) الغزيرة المتتابعة العظيمة الفطر ( ما تتواع به أى تستنشقه (الارواح) وتحن له النفوس (لا) من الامورا العارضة التى تأخذه (الرياح) والاهوية فتفرقه ففيه المبالغة وجناس الاشتقاق ( وتزهى) مبنيا ) للمجهول على الفصيح أى تتبختر وتتكبر ( به الالسن لا الاغصن) جمع غصن على المشاكلة فان القياس على ماسبيا تي في جمع غصن غصون وغصنة كة رطة وأغصان ( وبطاع) بضم حرف المضارعة أى يظهر (طلعه) أى ثمره السادات - والعلماء من ( البشر لا الشجر) فانه جامد و الطلع بالفتح شئ يخرج كانه نه لان طبقان والحمل بينهما منضود الطرف محدود وأريد بالشجر النخل وقد ثبت عن العرب تسمية النحل شجرا قاله الزجاج وغيره ومنه الحديث المروي في الصحيحين ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وانها لمثل المؤمن أخبروني ماهي فوقع الناس في أشجار البوادى فقال ألا وهى النخلة وقال شيخنا وفيه اشارة الى أن المعتبر في العلوم هو حملها عن الرجال ومشافهتهم بضبطها واتقانها لا الاخذ من الأوراق والصحف فانه | ضلال محض ولاسيما المنقولات التي لا مجال للعقل فيها كرواية اللغة والحديث الشريف فانه ما يتسلط عليهما التصحيف والتحريف وخصوصا في هذا الزمان فالحذر الحذر، قلت وقد عقد السيوطى لهذا بابام - - تقلا في المزهر في بيان أنواع | الاخذ و التحمل فراجعه وفي الفقرة جناس الاشتقاق والتلميح لحديث ابن عمر المتقدم ذكره وزاد فى الاصل بعد قوله الشجر و يسمع بجناه الجنان لا الجنان (ويجلوه) أى يظهره ويكشف عن حقيقته (المنطق السحار أى الكلام الذى | بسعر السامعين لانه بمنزلة السحر الحلال (لا (الأسحار) جمع سحر وهو الوقت الذي يكون قبل طلوع الفجر وخص التوجه - الفرائح