انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٤

بنفسه فحسنه فى طوله وارتفاعه وعرضه واتّساعه وركب عليه أبواب عظيمة وحسن قواعده حتى لا يمكن أن يصنع مثله، وصنع على ظهر الباب من داخل المسجد قبّة فيها مكتوب؛ صنعت هذا الباب والقبّة وكلت بالبناء والتركيب في شهر ذي حجّة سنة ثمان وعشرين وخمس مائة، ولما حفر أساس هذا الباب وجد تحت راج المصراع الذي عن يسار الداخل فى الباب المذكور حيث في الدكنة الان عن من مغبّو عليها تربيع شبه الصهريج، طوله ثمانية اشبار وعرضه كذلك والبناء عليه مغبون. يعلم أحد كم له من السنين، فخيل لهم أنه كنز مدفون فهدم الاقباء، فلم يجدوا غير صهريج يندفق بماء معين وفية سلحفا قد ملات الصهريج باسره من أولّه إلى آخره، فلما أرادوا اخراجها منه فلم يستطيعوا ذلك، فاستشار القاضي ابن داوود الفقهاء في أمره، فاجتمع أمرهم أن يترك في موضعه، ويعاد عليه الأقباء كما كان، فسبحان أن العظيم. القائم برزقه، الخالق لما يشاء، لا اله إلا هو اليه المصير، فينا عليه موضعه ورد عليه الاساس، وطبع الباب، وجعلت قواعده من نحاس أحمر، قله أبو القاسم بن جنين ، قال المؤلف للكتاب: رأيت تقييدا بخطّ الحاجّ الفقيه الصالح ابى الحسن بن محمّد بن فرون الازدىّ؛ أن الأقباء المذكورة أنما وجدت في موضع رتاج المصراع الذى على يمين الداخل من ناحية القرسطون، ولم يزل الباب الكبير على ما بناه القاضی ابو عبد الله بن داوود إلى أن احترق السوق فى ليلة أربع وعشرين من شهر جمادى الآخرة من سنة أحدى وسبعين وخمس مائة، طلع حريق النار من سوق باب السلسلة حتى وصل الى باب المذكور، فاحترقت القبّة التي كانت أمامه في الخشب واحرق أكثر الباب، فجددت الباب والقبة على يد السيد ابى حفص بن أمير المسلمين يوسف بن على بن عبد المومن بن عليّ وبامره؛ وذلك في شهر جمادى الآخرة سنة ستّ مائة، وكن النظر في بنائها أبو الحسن بن محمد الازرق العطّار، والانفاق فيها من بيت مال المسلمين على يد القاضى أبي يعقوب بن عبد الحقّ، وتوفى القاضى الفقيه أبو عبد الله بن داوود فود القصا محانه الفقيه المبارك عبد الحق بن عبد الله بن معيشة فحذا حذوه واقتفا أثره في ذلك، وجمع أهل البنا والنظر السديد، وكان من نظره أن يجعل محراب القرويين . على عين قرقاف، فلم يمكنه ذلك لاجل ديار الفقيه؛ أبى علىّ بن ابى الحسن التي تعرضت له في طريقه، فكان الذي اجمع رأيهم عليه من الزيادة ثلاث بلاطات ومحراب و منبر. وزاد فيه من ناحية الغرب؛ البلاط المرتفع على أرض المذكور من القبلة إلى الجوف وزاد فيه من ناحية المشرق بلاطين من القبلة إلى المزدرع بنى ذنك لله بترابه الذي خرج.