منه حتى اجتمع اليه سائر من تأخر من المسلمين فسار بالمجمع حتى اصبح فصلى الصبح قريبا من الوادى الكبير وسار بالمسلمين يسيرا حتى طلعت الشمس فنزل عن فرسه وتدرع وتأهب للقاء العدو وتاهب الناس وجدّدوا نياتهم للجهاد وضجوا بالدعاء إلى الله تعالى فركب الأمير أبو يعقوب ومن معه من المجاهدين فعبر الوادي وأمر الناس بالاغارة والانتشار في بلاد المشركين فأغارت كل فرقة من المسلمين الى ناحية فخرج بنوا عسكر وعرب الخلط الى ناحية فلم يكن الا ساعة واذا هم قدموا على الامير ابى يعقوب بغنائم لا تحصى من البقر والغنم والدواب والعلوج والنساء، واغارت عرب سفيان على حصن من حصون الروم فدخلوه عليهم بالسيف وأضرموا النيران في أبوابه فقتلوا الرجال وسبوا النساء والذرية وغنموا الاموال وقدموا بغنيمتهم الى الامير ابى يعقوب وانتشرت طوائف المجاهدين في تلك البلاد يقتلون الروم ويأسرون ويفسدون ويحرقون ويقدمون بالغنائم على الامير ابى يعقوب وهو رحمه الله يمشى في أثر المغيرين على مهله في جماعة من وجوه بني مرين واشياخ الاغزاز وخرج شيخ الاغزاز حصدا في مائة فارس الى قلعة الوادى فاغار عليها وقاتلها فقتل على بابها ما يزيد على سبعين علجا وأسر كذلك وشرع المسلمون في حرق الزرع وافساد المرافق الى العصر فرجح الناس وقدموا بالغنائم كل جهة وشرع الناس في ذبح الغنم، فذبح منها نحو العشرة الاف رأس ثم أمر الأمير أبو يعقوب بإحصاء الغنائم وجمعها فاحصي عددها في زمام وجعلت فى ايدى الامناء وبات المجاهدون هنالك في غبطة وسرور وأمر الأمير أبو يعقوب ثلاث مائة فارس من المجاهدين يحرسون المسلمين تلك الليلة فباتوا طول ليلتهم يطوفون بعساكر المسلمين حتى أصبح فصلّى الامير ابو يقوب صلاة الصبح وأمر بضرب الطبول فضرب وركب الناس واجتمعوا ندخل بهم قرى الغابة وقرى الشرف فاقبل المسلمون عليها بالحرق والنهب والتخريب والفساد وتحريق الزرع وقطع الثمار وهدم الدور وقتل من بها من الروم الوفا كثيرة وأسر من النساء والرجال والاولاد كذلك فاقام بالغابة والشرف يومين حتى لم يترك بها للنصارى ما يتقوتون به فارتحل راجعا حتى وصل الوادى الكبير فجازه وجوز الغنائم/ المغانم بين يديه فدخل هناك حصنا بالسيف وقتل جميع من كان به من الروم وغنمت اموالهم فبات المجاهدون تلك الليلة فلما أصبح ارتحل الامير أبو يعقوب وسار بالغنائم على مهل بات بها قريباً من قرموتة ثم ارتحل من الغد فسار طول يومه حتى نزل بالاقراس وجبل اجريت فاقام هنالك إلى الثلث الآخر من الليل نارتحل واسرى بقية ليلته فاصبح
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/241
المظهر