انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (طبعة أوبسالا، 1259هـ ).pdf/189

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٨٨

جاءوا من الصحراء والسباسب على ظهور الخيل والنجائب كمثل ما قد دخل الملثمون من قبل داوم لهم ميسمون وكانت ملوك الموحدين في تلك السنين قد تهاونوا بالامور واشتغلوا باللهو والخمور وركنوا إلى السقيد في القصور فادني بهم نسان إلى القصور فدخلت بنوا مرين المغرب الفا والقدر يسوقهم لملكه ويقرب فانتشروا في بلاده كالجراد وملات عساكرم الجنود والوهاد فلم يزالوا ينتقلون في بلاده ويسيرون في نجوده وناده ويقطعون به مرحلة مرحلة حتى أبادوا الجيش عام المشتعلة وهو عام ثلاثة عشر وست مائة ، قال المؤلف عفا الله عنه حدثني من اتف به من اعمل التاريخ أنه لما دخل مرين المغرب تفرقت قبائلها في الحاله وشنوا الغارات على بلاده وارحمانه من أذعن لهم بالطاعة سالموه ومن بدام بالحرب قاتلوه وقتموه وفر الناس أمامهم يمينا وشمالا ولجوا الى الجبال المنيعة لتكون لهم حصنا ومالا فاتصل خبرم بيوسف المنتصر فنرى في أمورهم يفكر ويدير ثم دعا الوزراء وأشياخ الموحدين وشاورهم في امر بني مرين فقالوا يا أمير المومنين لا تهتم بامره ولا يشتغل خاطرك بهم فهم أضعف ناصرا واقل عددا ولاكنا لا نترك لهم سدا بل سنبعث لهم جيشا من الموحدين يبددم في الحين يقتل رجانهم وينهب اموالهم ويسي نساءم ويشدّد بهم من خلفهم ويشعف بهم من سوام فبعث اليهم جيش من عشرين من الموحدين وقدم عليهم ابا على بن واندير وأمرهم باستصال مرين وقال لهم اقتلوا الوالد والولد ولا تبقوا منهم احدا فارحل الجيش عن مراكش قصدا للحرب وانتناوش، فسمعت مرین با قبالهم قناعبوا الحربيم وترانيم وتلافت في تليها وتشاور رؤساؤها واقياتها فاجتمعت دمتهم واتفق رأتهم وقولهم أن يجعلوا بقلعة تازونا حريهم وأموالهم ثم اقبلوا مستعدين لقتل جيش الموحدين تنتقى المعان بمقربة من واد تكور فكان بينهم حرب عظيمة مذكورة منح الله تعالى فيها بني مرين النصر على الموحدين فيرموهم وقتلوهم قتلا ذريعا وفر من أفلت منهم خائفًا جزوعًا واحدون مرين على جميع ما كان في محلتهم من الانت والمال والعدد والخيل والبغال فقویت مرین بذنان قوة عظيمة وشكروا الله تعالى على من خولهم من نعمه الجسيمة وهابيم جميع من بالمغرب من الناس ودخل فل جيش الموحدين الى رباط تازا ومدينة فاس حماى عواة منهزمين بالمشعلة محتزمين وباوراقها مستترين قد علاهم الغبار واعتراهم الادبر وبدت عليهم الذلة والصغار دموعهم مرسلة