1AV وفوض اموره الى وزرائه و اشیاخ دولته فتحاسدوا فيما بينهم على الرئاسة وناقض بعضهم بعضا تكبرا ونفاسة وادرك رؤساء الاعجاب فاضاعوا الامور وغلظوا الحجاب وقطعوا الارحام وجاروا فى الاحتكام وولوا امورم سفلتهم وتحكم عليهم اسرار فبدا الفساد في ملكهم وظهر النقص في دينهم وبلادهم ووقت أيامهم وأدبرت سعوده فجعل الله باسهم بينهم وبعث الغنائهم عصبة مرين وايده عليهم فاصبحوا ظاهرين ومكنهم في الارض وجعلهم أية وجعلهم الوارثين وكان بنوا مرين أهل تصمیم وصحة يقين يسكنون القبلة من زاب افريقية الى سجلماسة ينتقلون في تلك البراري والقفاز ولا يودون الامير درهما ولا دينارا ولا يدخلون تحت حكم سلطان ولا يرضون بدل ولا هوان لهم هم عالية ونفوس سامية لا يعرفون الحرث ولا التجارة ولا يشتغلون بغير الصيد وفراد الخيل والغارات جلّ أموالهم الخيل والابل والخول وطعامهم اللحم واللبن والعسل وكانت طائفة منهم يدخلون بلاد المغرب في زمان الصيف يكتالون ميرتهم ويرعون أنعامهم فإذا توسط الخريف اجتمعوا ببلاد اجرسيف ثم يشدون رحالهم وينصرفون الى بلادهم كان ذلان دأبهم على مر الزمان وتعاقب الاحيان، فلما كان فى عام عشرة وست مائة أتوا على عادتهم من العربية فوجدوا الغرب قد باد أهله ورحاله وفنا خيله ورجاله وابطاله ومات الكل بغزوة العقاب واستولى على بلادهم الخراب وعمرتها السباع والذباب فاقاموا مكانهم وبعثوا الى اخوانهم فاخبروهم بحال البلاد وخصبها وطيب مزارعها وسعة مراعها وكثرة مياهها و مشارعها والتفات اشجارها وغزر ثمارها وأفراد عيونها وانهارها فأسرعوا اليها فليس بها من يمدكم عنها ولا ينازعكم فيها فوصل الخبر الى مريين فبادروا الى المغرب منقلبين وعلى الله عز وجل في أمور متوكلين يقطعون انهامة والسباسب على شهور الخيل والنجائب يرومون الدنو والبلاغ حتى وصلوا الى واد تلاغ فدخلوا الغرب من تلك الباب بالخيل والابل والمراكب والقباب في جيوش كالسيل والليل المغمر وأهم كالنمل أو كالجراد المنتشر وذلك لامر قد قدر وليظهر ما كان في الغيب مجهولا ولـيـقـــى الله امرا كان مفعولا قدمت مرين الى بلاد المغرب والسعد يصحبها خيل المطلب في عام عشرة كان بدو دخولهم من بعدد سيميين فاحفظها واكتب وقال أبو فارس في رجزه في عام عشرة وستمائة انوا الى المغرب من البرية
