ثم قالت لعجيب يا ولدي أين كنت قال فی مدينة دمشق فعند ذلك قامت وقدمت له زبدية لعام من حب الرمان وكان قليل الحلاوة وقالت للخادم اقعد مع سيدك فقال الخادم فی نفسه والله ما لنا شهية فی الاكل ثم جلس الخادم وأما عجيب فانه لما جلس كان بطنه ممتلئا بما أكل وشرب فاخذ لقمة وغمسها فی حب الرمان وأكلها فوجده قليل الحلاوة لانه شبعانا فتضجر وقال أي شیء هذا الطعام الوحش فقالت جدته يا ولدی اتعيب طبيخی وأنا طبخته ولا أحد يحسن الطبيخ مثلی الا والدك حسن بدرالدين فقال عجيب والله يا سيدتی ان طبيخك هذا غير متقن نحن في هذه الساعة رأينا فی المدينة طباخا طبخ رمان ولكن رائحته ينفتح لها القلب وأما طعامه فانه يشتهي نفس المتخوم ان تأكل وأما طعامك بالنسبة اليه فانه لا يساوي كثيرا ولا قليلا فلما سمعت جدته كلامه اغتاظت غيظا شديدا ونظرت الى الخادم وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۲٤) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان جدة عجيب لما سمعت كلامه اغتاظت ونظرت الى الخادم وقالت له ويلك هل أنت افسدت ولدی لانك دخلت به الى دكاكين الطباخين فخاف الطواشی وانكر وقال ما دخلنا الدكان ولكن جزنا جوازا فقال عجيب والله لقد دخلنا وأكلنا وهو أحسن من طعامك فقامت جدته وأخبرت أخا زوجها وأغرته على الخادم فحضر الخادم قدام الوزير فقال له لم دخلت بولدی دكان الطباخ فخاف الخادم وقال ما دخلنا فقال عجيب بل دخلنا وأكلنا من حب الرمان حتي شبعنا وسقانا الطباخ شرابا بثلج وسكر فازداد غضب الوزير على الخادم وسأله فانكر فقال له الوزير ان كان كلامك صحيحا فاقعد وكل قدامنا فعند ذلك تقدم الخادم وأراد أن يأكل فلم يقدر ورمي اللقمة وقال يا سيدی انی شبعان من البارحة فعرف الوزير انه أكل عند الطباخ فامر الجواری أن يطرحنه فطرحنه ونزل عليه بالضرب الوجيع فاستغاث وقال يا سيدی انی شبعان من البارحة ثم منع عنه الضرب وقال لم انطلق بالحق فقال اعلم اننادخلنا دكان الطباخ وهو يطبخ حب الرمان فغرف لنا منه والله ما أكلت عمری مثله ولا رأيت أقبح من هذا الذی قدامنا فغضبت أم حسن بدر الدين وقالت لا بد أن تذهب الى هذا الطباخ وتجيء لنا بزبدية حب رمان من الذی عنده وتريه لسيدك حتي يقول ايهما احسن وأطيب فقال الخادم نعم ففی الحال اعطته زبدية ونصف دينار فمضي الخادم حتي وصل الى الدكان وقال للطباخ نحن تراهنا على طعامك فی بيت سيدنا لان هناك حب رمان طبخه أهل البيت فهات لنا بهذا النصف دينار وادر بالك فی طهيه واتقنه فقد أكلنا الضرب الموجع على طبيخك فضحك حسن بدر الدين وقال والله ان هذا الطعام لا يحسنه أحد الا أنا ووالدتی وهي الآن فی بلاد بعيدة ثم أنه عرف الزبدية وأخذها وختمها بالمسك وماء الورد فأخذها الخادم وأسرع بها حتي وصل اليهم فاخذتها والدة حسن وذاقتها ونظرت حسن طعمها فعرفت طباخها فصرخت ثم وقعت مغشيا عليها فبهت الوزير من ذلك ثم رشوا عليها ماء الورود بعد ساعة افاقت وقالت ان كان ولدی فی الدنيا فما طبخ حب الرمان هذا الا هو وهو ولدی حسن بدرالدين لا شك ولا محالة لان هذا طعامه وما أحد يطبخه غيره الا أنا لانی علمته طبيخه فلما سمع الوزير م-٦ الف ليلة المجلد الاول