كلامها فرح فرحا شديدا وقال وأشوقاه الى رؤية ابن أخي أتري تجمع الايام شملنا وما نطلب الاجتماع به الا من الله تعالى ثم أن الوزير قام من وقته وساعته وصاح على الرجال الذين معه وقال يمضی منكم عشرون رجلا الى دكان الطباخ ويهدمونها ويكتفونه بعمامته ويجرونه غصبا الى مكانی من غير ايذاء يحصل له فقالوا له نعم ثم أن الوزير ركب من وقته وساعته الى دار السعادة واجتمع بنائب دمشق واطلعه على الكتب التی معه من السلطان فوضعها على رأسه بعد تقبيلها وقال من هو غريمك قال رجل طباخ ففی الحال أمر حجابه أن يذهبوا الى دكانه فذهبوا فرأوها مهدومة وكل شیء فيها مكسور لانه لما توجه الى دار السعادة فعلت جماعته ما أمرهم به وصاروا منتظرين مجیء الوزير من دار السعادة وحسن بدرالدين يقول فی نفسه يا ترى أی شیء رأوا فی حب الرمان حتى صار لی هذا الامر فلما حضر الوزير من عند نائب دمشق وقد أذن له فی أخذ غريمه وسفره به فلما دخل الخيام طلب الطباخ فاحضروه مكتفا بعمامته فلما نظر حسن بدرالدين الى عمه بكى بكاء شديدا وقال يا مولای ما ذنبی عندكم فقال له أنت الذی طبخت حب الرمان قال نعم فهل وجدتم فيه شيئا يوجب ضرب الرقبة فقال هذا أقل جزائك فقال له يا سيدی أما توقفنی على ذنبی فقال له الوزير نعم فی هذه الساعة ثم ان الوزير صرخ على الغلمان وقال هاتوا الجمال وأخذوا حسن بدرالدين معهم وادخلوه فی صندوق وقفلوا عليه وساروا ولم يزالوا سائرين الى أن أقبل الليل فحطوا وأكلوا شيئاً من الطعام وأخرجوا حسن بدرالدين فاطعموه وأعادوه الى الصندوق ولم يزالوا كذلك حتى وصلوا الى مكان فاخرجوا حسن بدرالدين من الصندوق وقال له هل أنت الذی طبخت حب الرمان قال نعم يا سيدی فقال الوزير قيدوه فقيدوه وأعادوه لي الصندوق وساروا لي ان وصلوا الي مصر وقد نزلوا فی الزيدانية فامر باخراج حسن بدرالدين من الصندوق وأمر باحضار نجار وقال اصنع لهذا لعبة خشب فقال حسن بدرالدين وما تصنع بها فقال أصلبك واسمرك فيها ثم أدور بك المدينة كلها فقال على أي شیء تفعل بی ذلك فقال الوزير على عدم اتقان طبيخك حب الرمان كيف طبخته وهو ناقص فلفلا فقال له وهل لكونه ناقص فلفلا تصنع معي هذا كله أما كفاك حبسی وكل يوم تطعموني أكلة واحدة فقال له الوزير من أجل كونه ناقصا فلفلا ما جزاؤك لا القتل فتعجب حسن بدرالدين وحزن على روحه وصار يتفكر فی نفسه فقال له الوزير في أی شیء تتفكر فقال له فی العقول السخيفة التی مثل عقلك فانه لو كان عندك عقل ما كنت فعلت معي هذه الفعال لاجل نقص الفلفل فقال له الوزير يجب علينا أن نؤدبك حتى لا تعود لمثله فقال حسن بدرالدين ان الذی فعلته معي اقل شیء فيه ادبي فقال لا بد من صلبك وكل هذا والنجار يصلح الخشب وهو ينظر اليه ولم يزالوا كذلك الى أن أقبل الليل فأخذه عمه ووضعه فی الصندوق وقال فی غد يكون صلبك ثم صبرعليه حتي عرف أنه نام فقام وركب وأخذ الصندوق قدامه ودخل المدينة وسار الى أن دخل بيته ثم قال لابنته ست الحسن الحمد لله الذي جمع شملك بابن عمك قومي
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/86
المظهر