(وفى ليلة ۱٥) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الصعلوك قال للصبية يا سيدتى ثم ان بنت الملك أخذت بيدها سكينا مكتوبا عليها اسماء عبرانية وخطت بها دائرة فى وسط وكتبت فيها اسماء وطلاسم وعزمت بكلام وقرأت كلاما لا يفهم فبعد ساعة أظلمت علينا جهات القصر حتى ظننا ان الدنيا قد انطبقت علينا واذا بالعفريت قد تدلى علينا فى أقبح صفة بايد كالمدارى ورجلين كالصوارى وعينين كمشعلين يوقدان نارا ففزعنا منه فقالت بنت الملك لا اهلا بك ولا سهلا فقال العفريت وهو فى صورة أسد يا خائنة كيف خنت اليمين اما تحالفنا على انه لايتعرض احد للآخر فقالت له يالعين ومن أين لك يمين فقال العفريت خذى ماجاءك ثم انقلب أسدا وفتح فاه وهجم على الصبية فاسرعت وأخذت شعرة من شعرها بيدها وهمهمت بشفتيها فصارت الشعرة سيفا ماضيا وضربت ذلك الاسد نصفين فصارت رأسه عقربا وانقلبت الصبية حية عظيمة وهممت على هذا اللعين وهو فى صفة عقرب فتقاتلا قتالا شديدا ثم انقلب العقرب عقابا فانقلبت الصبية نسرا وصارت وراء العقاب واستمر ساعة زمانية ثم انقلب العقاب قطا اسود فانقلبت الصبية ذئبا فتشاحنا فى القصر ساعة زمانية وتقاتلا قتالا شديدا فرأي القط نفسه مغلوبا فانقلب وصار رمانة حمراء كبيرة ووقعت تلك الرمانة فى بركة فقصدها الذئب فارتفعت فى الهواء ووقعت على بلاط القصر فانكسرت وانتشر الحب كل حبة وحدها وامتلأت أرض القصر حبا فانقلب ذلك الذئب ديكا لاجل ان يلتقط ذلك الحب حتى لا يترك منه حية فبالامر المقدر تدارت حبة فى جانب الفسقية فصار الديك يصيح ورفرف باجنجته ويشير الينا بمنقاره ونحن لانهم مايقول ثم صرخ علينا صرخة خيل لنا منها ان القصر قد انقلب علينا ودار فى أرض القصر كلها حتى رأى الحبة الذى تدارت فى جانب الفسقية فانقض عليها ليلتقطها واذا بالحبة سقطت فى الماء فانقلب الديك حوتا كبيرا ونزل خلفها وغاب ساعة واذا بنا قد سمعنا صراخا عاليا فارتجفنا فبعد ذلك طلع العفريت وهو شعلة نار فالقى من فمه نارا ومن عينيه ومن منخريه نارا ودخانا وانقلبت الصبية لجة نار فاردنا ان نغطس فى ذلك الماء خوفا على أنفسنا من الحريق والهلاك فما نشعر الا والعفريت قد صرخ من تحت النيران وصار عندنا فى الليوان ونفخ فى وجوهنا بالنار فلحقته الصبية ونفخت فى وجهه بالنار أيضا فاصابنا الشرر منها ومنه فاما شررها فلم يوذينا وأما شرره فلحقنى منه شرارة فى عينى فاتلفتها وانا فى صورة القرد ولحق الملك شرارة منه فى وجه فأحرقت نصفه التحتاني بذقنه وحنكه ووقعت أسنانه التحتانية ووقعت شرارة فى صدر الطواشى فاحترق ومات من وقته وساعته فايقنا بالهلاك وقطعنا رجائنا من الحياة فبينما نحن كذلك إذا بقائل يقول الله أكبر الله أكبر قد فتح ربى ونصر وخذل من كفر بدين محمد سيد البشر واذا بالقائل بنت الملك قد احضرت العفريت فنظرنا اليه فرأيناه قد صار كوم رماد ثم جاءت الصبية الينا وقالت الحقونى بطاسة ماء فجاؤا بها اليها فتكلمت عليها بكلام لانفهمه ثم رشتنى بالماء وقالت اخلص بحق الحق وبحق اسم الله الاعظم الى صورتك الاولى فصرت بشرا كما كنت أولا ولكن تلقت عينى فقالت الصبية النار النار يا والدى ثم انها لم تزل تستغيث من النار واذا بشرر اسود قد طلع م – ٤ الف ليله المجلد الاول
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/53
المظهر