الى صدرها وطلع الى وجهها فلما وصل الى وجهها بكت وقالت أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله ثم نظرنا اليها فرأيناها كوم رماد بجانب كوم العفريت فحزنا عليها وتمنيت لو كنت مكانها ولا أرى ذلك الوجه المليح الذی عمل فی هذا المعروف يصير رمادا ولكن حكم الله لا يرد فلما رأى الملك ابنته صارت كوم رماد نتف لحيته ولطم على وجهه وشق ثيابه وفعلت كما فعل وبكينا عليها ثم جاء الحجاب وأرباب الدولة فوجدوا السلطان فی حالة العدم وعنده كوم رماد فتعجبوا وداروا حول الملك ساعة فلما أفاق أخبرهم بما جرى لابنته مع العفريت فعظمت مصيبتهم وصرخ النساء والجواری وعملوا العزاء سبعة أيام ثم ان الملك أمر ان يبنی على رماد ابنته قبة عظيمة واوقد فيها الشموع والقناديل وأما رماد العفريت فانهم أذروه في الهواء الى لعنة الله ثم مرض السلطان مرضا أشرف منه على الموت واستمر مرضه شهرا وعادت اليه العافية فطلبنی وقال لی يا فتى قد قضينا زماننا فی أهنأ عيش آمنين من نوائب الزمان حتى جئتنا فاقبلت علينا الاكدار فليتنا ما رأيناك ولا رأينا طلعتك القبيحة التی لسببها صرنا فی حالة العدم فاولا عدمت ابنتی التی كانت تساوی مائة رجل وثانيا جرى لی من الحريق ما جرى وعدم أضراسی ومات خادمی ولكن ما بيدك حيلة بل جرى قضاء الله علينا وعليك والحمد لله حيث خلصتك ابنتی واهلكت نفسها فاخرج يا ولدی من بلدی وكفى ما جرى بسببك وكل ذلك مقدر علينا وعليك فاخرج بسلام فخرجت يا سيدتی من عنده وما صدقت بالنجاة ولا أدري أين أتوجه وخطر على قلبی ما جرى لی وكيف خلونی فی الطريق سالما منهم ومشيت شهرا وتذكرت دخولی فی المدينة غریبا واجتماعی بالخياط واجتماعی بالصبية تحت الارض وخلاصی من العفريت بعد ان كان عازما على قتلی وتذكرت ما حصل لی من المبدأ الى المنتهى فحمدت الله وقلت بعينی ولا بروحی ودخلت الحمام قبل ان أخرج من المدينة وحلقت ذقنی وجئت يا سيدتی وفی كل يوم أبكی وانفکر المصائب التی عاقبتها تلف عینی وکلما أتذکر ماجری لی ابکی وأنشد ذهه الابیات
ثم سافرت الاقطار ووردت الامصار وقصدت دار السلام بغداد لعلی أتوصل الى أمير المؤمنين وأخبره بما جرى فوصلت الى بغداد هذه اليلة فوجدت أخی هذا الاول واقفا متحيرا فقلت السلام علیک وتحدثت معه واذا باخینا الثالث قدأقبل علینا وقال السلام علیکم انا رجل غریب فقلنا له ونحن غریبان وقد وصلنا هده اللیلة المبارکة فمشینا نحن الثلاثة وما فینا أحد یعرف حکایة أحد