خط أحد الا خطى فقال لاصحابه توجهوا الى صاحب هذا الخط وألبسوه هذه الحلة وأركبوه بغلة وهاتوه بالنوبة وأحضروه بين يدى فلما سمعوا كلام الملك تبسموا فغضب منهم ثم قال كيف آمركم بأمر فتضحكون على فقالوا أيها الملك ما نضحك على كلامك بل الذي كتب هذا الخط قرد وليس هو أدميا وهو مع ريس المركب فتعجب الملك من كلامهم واهتز من الطرب وقال أريد ان ان اشترى هذا القرد ثم بعث رسلا الى المركب ومعهم البغلة والحلة وقال لابدأن تلبسوه هذه الحلة وتركبوه البغلة وتأتوا به فساروا إلى المركب وأخذونى من الريس إلبسونى الحلة فاندهش الخلائق وصاروا يتفرجون على فلما طلعوا بى الى الملك ورأيته قبلت الارض بين يديه ثلاث مرات فامرني بالجلوس فجلست على ركبتى فتعجب الحاضرون من أدبى وكان الملك أكثرهم تعجبا ثم ان الملك أمر الخلق بالانصراف فانصرفوا ولم يبق الا الملك والطواشى ومملوك صغير وأنا ثم أمر الملك بطعام فقدموا سفرة طعام فيها ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين فاشار الى الملك ان كل فقمت وقبلت الارض بين يديه سبع مرات وجلست آكل معه وقد أرتفعت السفرة وذهبت فغسلت يدى وأخذت الدواة والقلم والقرطاس وكتبت هذين البيتين
ثم قمت وجلست بعيدا أنتظر الملك الى ما كتبته وقرأه فتعجب وقال هذا يكون عند قرد هذه الفصاحة وهذا الخط والله ان هدا أعجب العجب ثم قدم للملك شطرنج فقال لى الملك تلعب قلت برأسى نعم فتقدمت وصففت الشطرنج ولعبت معه مرتين فغلبته فحار عقل الملك وقال لو كان هذا ادميا لفاق أهل زمانه ثم قال لخادمه اذهب الى سيدتك وقل لها كلمى الملك حتى تجىء فتتفرج على هذا القرد العجيب فذهب الطواشى وعاد ومعه سيدته بنت الملك فلما نظرت الى غطت وجهها وقالت يا أبى كيف طاب على خاطرك أن ترسل الى فيرانى الرجال الاجانب فقال يا بنتى ما عندى سوى المملوك الصغير والطواشى الذى رباك وهذا القرد وأنا أبوك فمن تغطين وجهك فقالت ان هذا القرد ابن ملك واسم ابيه ايمار صاحب جزائر الابنوس الداخل وهو مسحور سحره العفريت جرجريس الذى هو من ذرية ابليس وقد قتل زوجته بنت ملك اقناموس وهذا الذي تزعم أنه قردا انما هو رجل عالم عاقل فتعجب الملك من ابنته ونظر الى وقال احق ما تقول عنك فقلت برأسى نعم وبكيت فقال الملك لبنته من أين عرفت أنه مسحور فقالت ياأبت كان عندي وأنا صغيرة عجوز ماكرة ساحرة علمتنى صناعة السحر وقد حفظته واتقنته وعرفت مائة وسبعين بابا من أبوابه أقل باب منها انقل به حجارة مدينتك خلف جبل قاف وأجعلها لجة بحر او أجعل أهلها سمكا فى وسطه فقال أبوها بحق اسم الله عليك أن تخلصى لنا هذا الشاب حتى أجعله وزيرى وهل فيك هذه الفضيلة ولم اعلم فخلصيه حتى أجعله وزيري لانه شاب ظريف لبيب فقالت له حبا وكرامة ثم أخذت بيدها سكينا وعملت دائرة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح