انتقل إلى المحتوى

نساء الخلفاء (دار المعارف، 1950)/ تصدير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
نساء الخلفاء المسمى جهات الائمة الخلفاء من الحرائر والإماء​ (1950) المؤلف ابن الساعي
تصدير
ملاحظات: القاهرة: دار المعارف (1950)، الصفحات ٥–٤٠
 




تصدير
ابن الساعي مؤلف الكتاب وعصرُهُ

تاج الدين أبو طالب على بن أنجب المعروف بابن الساعى الموصوف بالخازن كان بغداديًّا ، وقد ولد ببغداد سنة ٥٩٣ هـ — ١١٩٦ م ، على عهد الخليفة أبى العباس أحمد الناصر لدين الله العباسىّ ، وكان عهداً زاهراً ، وَطَّدت فيه الدولة العباسية استقلالها ، وآمَنَت فيه الرعيَّةَ من كل خوف ، فرتعت فى طمأنينة مُستدامة، وعدل شامل ، وحُرِّية واسعة ، وعيش رغيد ، وقد ذكره ابن جبير الرحالة فى كتابه قال : « وقد يظهر الخليفة فى بعض الأحيان بدجلة راكباً فى زورقٍ ، وقد يصيد فى بعض الأوقات في البرِّية ، وظهورُهُ على حالة اختصارٍ ، تعميةً لأمره على العامَّة ، فلا يزداد أمره مع تلك التعمية إِلا ٱشتهاراً ، وهو مع ذلك يحبُّ الظهور للعامَّة ويؤثر التحبُّبَ لهم، وهو ميمون النقيبة عندهم قد استسعدُوا بأيامه رخاءاً وعدلاً وطيب عيش فالكبير والصغير منهم داعٍ له [١] » .

وقال محبُّ الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجَّار البغدادي: «دانت السلاطين للناصر ودخل فى طاعته من كان من المخالفين، وذلّت له العُتاة والطغاة ، وانقهرت بسيفه الجبابرة ، واندحض أعداؤه ، وكثر أنصاره ، وفتح البلاد العديدة ، وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممَّن تقدَّمَ من الخلفاء والملوك ، وخُطب له ببلاد الأندلس و بلاد الصين ، وكان أسَدَ بنى العباس ، تتصدع لهيبته الجبال ، وكان حَسَن الخُلْق ، لطيف الخَلْق ، كامل الظّرف ، فصيح اللسان ، بليغ البيان ، له التوقيعات المسدَّدَة ، والكلمات المؤيدة ، وكانت أيامه غرّة فى وجه الدهر ودرة فى تاج الفخر ) وقال أبو عبدالله محمد بن سعيد بن الدبينى الواسطى : « ولما تزل الرعية في ظله وإنعامه يرجعون إلى أوفى أمن ، وأوفر فضل وأكمل من ، وأوسع معيشة ، وأرضى حياة وعيشة ، يعتهم العدل ، ويشملهم الفضل ، وتغمرهم الصدقات ، وتغنيهم الصلات، وعمر المساجد، وجدد المشاهد ، وأنشأ الأربطة والمدارس ، وأحيا من الخيرات كل دارس ، فالخلق فى إنعامه راتمون ، وله بدوام الملك وطول الحياة داعون ، والله تعالى يستجيب فيه دعاءهم ، ويحرس من الغير شريف سُدنه، ويُحييه ما أحب الحياة ، إنه جواد كريم ومناقبه الشريفة ، وفضائله الكريمة أوفر من أن يحيط بها وصف الواصفين ، ويخصرها تدوين المصنفين ، فنحن وإن رمنا ذكر بعضها فبعجزنا مُقرون ، وعن بلوغ الغاية فيها مقصرون . a (۲) وقال الموفق عبد اللطيف بن يوسف البغدادي : كان الناصر شاباً مرحاً عند ميعة الشباب ، يشق الدروب والأسواق أكثر الليل ، والناس يتهيبون لقاءه (۳) . وكان قد ملأ القلوب هيبة وخيفة ، فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد ، فأحيا هيبة الخلافة ، وكانت قد ماتت بموت المعتصم ، ثم ماتت بموته ، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام إذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة [له] وإجلالا (1) ) . ☑ وقال أبو الخطاب عمر بن دحية الكلبي : « وأخذ [ الناصر ]، الأمر حقا وقوة ، وفتح البلاد طاعة وعنوة ، وطبقت دعوته جميع الآفاق ، وطلعت شمسه باهرة الإشراق ، وأوقع بوزراء السُّوء على الإطلاق، وقام بما عليه من العهد والميثاق . (۱) تاريخ الخلفاء للسيوطى ، ص ٤٦١ ، ٤٦٢ من طبعة الهند (۲) المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيئي ۱ : ص ٣٦ من المستدرك » . (۳) نكت الهميان « ص ۹۳ » . [٢] وقد دخلت بغداد مراراً ، واستأذنت سُدَّة الخلافة الناصرية – جعل الله الأقدار لها أنصاراً - في الرواية بها وبواسط القصب ، فأذن لي سراً وجهراً ، فامتثلت الإذن ، وقطعت من كبار المصنفات أسفاراً ، واستضأت من علوم الشنة بما يُعد مع الصبح إشراقاً و إسفاراً ، فحقه أول واجب يُؤدَّى ، وأوجب حق يُبَدِّى ، فهو الخليفة الإمام الأهدى ، صنو الغمام الأسكب الأندى ، ومليك الأمة الذى جاوز ملكه المدى ، واحتاز الملوك عبدى ، وتبدى علمه نوراً على علم الهدى فعلم وهدى ، وغمر بالجدى ، وحكم المناصل في هام المدى ، وحكم للبأس تارةً وطوراً للندى

ترتاح أندية الندى والباس من ذكر مولانا أبي العباس محمد خير البرية من جميع الناس (1) نجل الخلائف وابن عم .« (۱) ، وقال أبو الحسن على بن أبي بكر الهروى السائح : «فوقع ابتداء ذكر الزيارات من مدينة حلب، وكان الواجب أن نبتدى بذكر مدينة السلام - حَرَسَها الله تعالى - إذ بها إمام المسلمين وخليفة الموحدين ، وأمير المؤمنين وابن عم سيد المرسلين الإمام العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين ( كذا ) ابن الإمام المستضيء بأمر الله ، الذي رفع المظالم ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وأقام حدود الله ، وأحيا سنة رسو الله ، وعمر الشريعة ، وأظهر الصنيعة، وفقه الله لطاعته ، و بلغه نهاية آماله من دنياه وآخرته ، بمحمد وآله وعترته (۲) ) . « وقال ابن واصل الحموى : «كان الناصر لدين الله شهما أبي النفس حازماً متيقظاً، ذا فكرة صائبة وعقل رزين ودهاء ومكر ، وكانت هيئته عظيمة جدا ، وكان له أصحاب أخبار في العراق وسائر الأطراف يطالعونه بجزئيات الأمور وكلياتها ، وكان (۱) النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس ( ١٦٥ ، ١٦٦ » طبعة الأستاذ العزاوي (۲) الإشارات إلى الزيارات ص ۱ ، ۲ « طبعة جانين سورديل بدمشق سنة ١٩٥٣ » . . لا يخفى عليه من الأمور إلا ما قل ، وكان ذا سطوة شديدة ، فكان أهل العرق يخاف أحدهم [ التحدث ] مع زوجته في منزله ، ربما يفان أن الخليفة إذا بلغه ذلك عاقب عليه « (۱) وقال الذهبي . « لم يل الخلافة أحد أطول مدة منه فإنه أقام فيها سبعاً وأربعين سنة ، ولم يزل مدة حياته في عزّ وجلالة ، وقمع للأعداء واستظهار على الملوك ، ولم يجد ضيماً ، ولا خرج عليه خارجى إلا قمه . ولا مخالف إلا دفعه ، وكلُّ من أضمر له سوءاً رماه الله بالخذلان ، وكان مع سعادة جَده شديد الاهتمام بمصالح الملك ، لا يخفى عليه شيء من أحوال رعيته كبارهم وصغارهم ، وأصحاب أخباره في أقطار البلاد يوصلون إليه أحوال الملوك الظاهرة والباطنة، وكانت له حيل لطيفة، ومكايد غامضة، وخدع لا يفطن لها أحد ، يُوقع الصداقة بين ملوك متمادين وهم لا يشعرون ، و يوقع العداوة بين ملوك متفقين وهم لا يفطنون (۲) ) وفي الحق أن عهد الناصر لدين الله كان عصر ازدهار للسياسة العربية والثقافة العقلية ، على اختلاف أنواعها ، والثقافة الجسمية على تعدد ضروبها ، فالازدهار السياسي قد نقلنا عليه شواهد من أقوال ثقات المؤرخين ، ولم نستطع أن تتبسط في الكلام عليه لضيق المكان ، وأما الازدهار الثقافي العقلى فقد بدا في مظاهره الأصلية ، وهي المدارس والربط ( الخانقاهات » فإنها معاهد روحية وعقلية معاً ، ودور الكتب وخزائنها، والتآليف باختلاف موضوعاتها ، وإقبال دولة الشعر بعد إدبارها، ونبوغ الشعراء والكتاب والأدباء والمؤرخين والمحدثين والفقهاء والبلدانيين وأرباب الفنون (۱) شفاء القلوب بأخبار بني أيوب «نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ، ١٧٠٢ الورقة ۲۳۱ ، وقد سميت هذه النسخة و تاريخ الواصلين فى أخبار الخلفاء والملوك والسلاطين » . والظاهر أن الواصلين تصحيف و الواصل » . (۲) تاريخ الخلفاء للسيوطى ، ص ٤٥٩ ، ٤٦٠ » طبعة بلاد الهند . ونقل هذا الكلام الصلاح الصفدى فى نكت الهميان « ص ٩٤ » ولم يشر إلى قائله .. والعلماء والفلاسفة والمدرسين والمهندسين والأطباء ، وكان الناصر قد جعل للشعراء ديواناً خاصاً في الدولة يسمى « ديوان الشعراء » وسمى الشعراء المثبتة أسماؤهم فيه شعراء الديوان » أى ديوان الدولة العباسية . فالشعراء الذين نبغوا ، والذين اشتهروا على عهد الناصر لدين الله هم سبط ابن التعاويذي صاحب الديوان المطبوع ، الحافل بالشعر ، البالغ قيمة الكمال من حيث الصناعة الشعرية ، والأبله (۱) البغدادى صاحب الديوان المشتمل على فنون المدح والغزل ، وابن المعلم الواسطى الهرثى الشاعر الرقيق، الذي شرقت قصائده وغربت وغارت وأنجدت ، وابن الدنينير المنذرى الموصلى صاحب الديوان الرائع الرائق (۳) ، وعبد المنعم المصرى النطروني المهاجر إلى العراق الداخل – كان – في خدمة الخليفة الناصر لدين الله سفيراً بينه و بين الملوك التابعين له، وعبد الواحد بن عبدالرحمن ابن منصور المصرى الطائي المنتقل من مصر إلى العراق انتقال استيطان ، وأبو الأمانة جبريل بن صارم المصرى الصعبي ، القادم من مصر إلى العراق للسكنى فيها، والباز الأشهب علوى بن عبيد الله الحيلى، والأمير ابن مقرب العيوني (۳)، ورشيد الدين - (r). عبد الرحيم النابلسي ، وبهاء الدين على بن محمد بن رستم بن الساعاتي ، وراجح بن إسماعيل الحلَّى ، وعلى بن بطريق الحلَّى، وأحمد بن جعفر الواسطى معارض قصيدة ابن زريق أو رزيق البغدادي ، والملك الأمجد بهرام شاه الأيوبى ، المحفوظ ديوانه الغزلي في دار الكتب الوطنية بباريس ودار كتب الأوقاف ببغداد . وكمال الدين على ابن النبيه الشاعر الرقيق ، القائل في مدح الخليفة الناصر أحمد بن الحسن : بغداد مكتنا وأحمد أحمد حجوا إلى تلك المنازل واسجُدُوا (۱) رأيت نسخة من ديوانه فى دار كتب طهران الوطنية بإيران. وقد صوره الدكتور حسين على محفوظ للأستاذ عبد الكريم الدجيلي . (۲) منه نسخة في خزانة الأستاذ الأديب أحمد عبيد الدمشق . (۳) طبع دیوانه مشروحاً في بمبى سنة ۱۳۱۱ في « ٥٧٦ » صفحة متوسطة . يا مُذنبين بها ضَمُوا أوزاركم وتَطَهَرُوا بترابها وتهجدوا باب النجاة مدينة العلم التي ما زال كوكب هَدْيها يَتَوَقَدُ وابن سناء الملك صاحب الموشحات السائرة، وأبو على محمد بن صدقة الخفاف ، ومحمد بن عبد الملك الوظائفى ، والفق الشاطر عمر بن السفت البغدادي الرامي الكبير المتغزل بالطير الجليل و بقوس البندق ، وصاحب الخمسة التي جمعت أصول الرمي عند الفتيان ، وأنواع الطّير الجليل المقرر صيده عندهم، وأبو الشكر محمود بن سليمان ابن سعيد الموصلى المشهور بابن المحتسب، وأبو العباس أحمد بن المؤمل البغدادي ، ومؤيد الدين أبو البركات محمد بن أحمد بن زيد التكريتي صاحب الأبيات السائرة التي مطلعها : ألا مبلغ عنى الوجيه رسالة وإن كان لا تُجدى لديه الرسائل ويحيى بن أبي زيد العلوى البصرى ، وأبو الحسن على بن إسماعيل العبدى البصرى ، وأبو عبد الله محمد بن المهنا بن محمد البنانى ، ويعقوب بن صابر المنجنيقي الحراني الأصل البغدادى الذى يقول فيه ابن خلكان : « وكانت أخباره في حياته متواصلة إلينا ، وأشعاره تنقلها الرواة عنه ، ويحكون وقائعه وماجرياته وما ينظم في ذلك من الأشعار الرائقة والمعالي البديمة ) ) . وغير هؤلاء ممن يطول تعدادهم . أما العلماء بمعنى العلم الصحيح فقد ظهرت كثرتهم في عصر الناصر لدين الله منهم العلامة عبد اللطيف بن يوسف البغدادى مؤلف كتاب «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر » وأبو الرشيد مبشر بن أحمد بن على الرازي الأصل البغدادي ، كان أوحد زمانه فى الحساب وخواص الأعداد والجبر والمقابلة والهندسة والهيأة وقسمة التركات وحوى من سائر العلوم طرفاً ، وكان ذا معرفة (۱) وفيات الأعيان « ٢ : ... و من طبعة بلاد العجم تامة بعلم الكلام والمنطق والهندسة وله اطلاع على العلوم القديمة وأقوال العلماء فيها ومذاهبهم ، وله اليد الطولى فى عمارات الدور وقسمتها ، وهو الذي كلّفه الخليفة الناصر لدين الله أن يختار الكتب لوقفها في رباط زوجته « سلجوقی خاتون . (۱) وسديد الدين جعفر بن القطاع البغدادي ، وأبو الرضا محمد بن أحمد بن داود الحاسب المؤدب الملقب بالمفيد لكثرة إفادته بالحساب وأنواعه والأدب ، وله تصنيف وتعاليق في علم الحساب ، وأبو شجاع محمد بن على بن شعيب المعروف بابن الدهان الحاسب البغدادي كان عالماً بالرياضيات ومنها الهندسة وبالأدب . وله كتاب « تقويم المسائل الخلافية ) منه نسخة بدار الكتب الوطنية بباريس ونسخة أخرى في خزانة الشاعر الكبير محمد رضا الشبيبي ، وقد ساح في البلاد الإسلامية ونشر علمه فيها ثم استقر بدمشق إلى أن مات صلاح الدين الأيوبى . فتركها إلى العراق ، وأبو العباس أحمد بن أحمد بن على الواسطى الحاسب المصنف في الحساب (۳) ، وأبو الفضائل جعفر بن محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطى ، من علماء الرياضيات أيضاً وعضد الدين المبارك بن محمد بن رئيس الرؤساء المهندس المتقن لأكثر الفنون . وكانت له اليد الطولى في الهندسة والرياضيات، وعلاء الدين محمد بن عبد الله الجوبغاني المنجم ، كان عارفاً عالماً بعلم النجوم والأحكام والعلوم الرياضية كالهندسة والحساب زيادة على علمه بالموسيقى ، وأبو الفضل الحازمي ، وشرف الدولة العسقلاني . واشتهر في عصر الناصر من المؤرخين عز الدين على بن الأثير ، وجمال الدين محمد ابن سعيد بن الدبيى الواسطى، ومحمد بن أحمد القطيعى، ويحيى بن القاسم التكريتي وقيصر بن كمشتكين، وعمر بن دحية الكلبي، ومحمد بن أحمد أحمد القادسي، وقم بن طلحة العباسي الزيني، ومحب الدين محمد بن محمود بن النجار، وأبو شجاع محمد بن على بن الدهان المقدم ذكره مع علماء الرياضيات ، وعبد اللطيف بن يوسف البغدادي (۱) تاريخ الحكماء ( ص ۱۷۷ من الطبعة المصرية » . (۲) له كتاب « عمدة الرائض وعدة الفارض » . ، ۱۲ المذكور آنفاً ، وهبة الله بن شُنَيف، وحماد بن هبة الله الحَرَّاني ، وأسعد بن تماتي المصرى، وبهاء الدين يوسف بن شداد الموصلى ، وأبو الفرج عبد الرحمن بن على ابن الجوزي، وعبيد الله بن نصر بن المارستانى، وياقوت الحموي ، والحسن بن محمد ابن حمدون البغدادي ، وعبد الله بن حنظلة البغدادي ، وغيرهم . و يطول الكلام ويكثر القول إن ذكرنا الحكماء والأطباء والفقهاء، والقضاة والمدرسين ، وأهل الفن، ومن جرى مجراهم من أرباب الثقافة العقلية والثقافة الروحية . سيرة المؤلف

في هذا العصر وفى زمان هؤلاء ولد تاج الدين على بن أنجب بن الساعي ، وكان مولده في شعبان من «سنة ٥٥٩٣ » ولم نجد لوالده « أنجب» ذكراً في التاريخ ، وذلك يدل على أنه كان من العامة لا من الخاصة، ويمكن أن يكون هو « الساعي ) المذكور في نسب « تاج الدين على » . والساعى : عداء يعدو في مصالح غيره من التجار والأعيان ، بين القرى والبلدان . وكانت مجالس الحديث كثيرة في زمان ابن الساعي ، والرواة فى وفارة ، فلما ميّز الأمور أخذ يسمع الحديث والأخبار والآثار ، فسمع من أبي الحسن على بن محمد بن على الموصلى المعروف ابن اللباد الخياط وهو عم الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي الذي قدمنا ذكره مرتين، وكان قد سكن بغداد واشتهر بها بالرواية والدراية، وتوفى بها سنة ( ٦١٤ هـ » (١) ولم نقف على السنة التي سمع منه فيها الحديث ، وقد سمع جامع البخارى على الحسن (۱) التكملة لوفيات النقلة لعبد العظيم المنذرى المصرى نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية وتاريخ الإسلام للذهبى نسخة دار الكتب الأهلية بباريس ١٥٨٢ 1 الورقة ۱۰۹ . ج و ۲۱۲ ، وتاريخ بغداد لابن الدبيئي ، نسخة كمبريج ، و ١٥٩ والنجوم الزاهرة « ٦ : ٢٢١ » ۱۹۸۲ ه والشذرات ۱۳ والحسين ابنى المبارك بن الزبيدى ، فأما الحسن بن الزبيدي فكنيته أبو على ، وكانت ولادته في سنة ( ٥٤٣ ) ببغداد ، ودرس النحو والأدب وكتب كثيراً من كتب التفسير والحديث والتواريخ والأدب وكان عالماً فاضلا متديناً حسن الطريقة حنفى المذهب ، وطال عمره حتى حدث كثيراً ، ورتب محدثاً في مسجد قمرية على شاطىء دجلة بالجانب الغربي من ،بغداد، رتبه فى ذلك منشئ المسجد الخليفة المستنصر بالله العباسى سنة ( ٦٢٦ هـ ) . وتوفى سنة ( ٦٢٩ ه » ودفن بمقبرة جامع المنصور بالجانب الغربي من بغداد (۱) . وأما أخوه الحسن بن الزبيدي فكنيته أبو عبد الله وكان مولده سنة ( ٥٤٥ هـ ) وكان فقيهاً حافظاً ثقة ، توفى سنة ( ٦٣١ هـ » (٢) وقرأ ابن الساعى الحديث أيضاً على جماعة يطول إثباتهم ، منهم المشهورون والمغمورون، فمن المشهورين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الديني المقدم ذكره بين المؤرخين (۳) ، ومن المغمورين أبو القاسم سعيد بن معالى النخاس) وأجاز له أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى (٣) الأديب النحوى الفقيه المحدث البغدادي نزيل دمشق ، وقرأ القرآن الكريم بالقراءات المروية ، على أبي البقاء عبد ا الله بن الحسين العكبرى (٥) النحوى الأديب المشهور صاحب « التبيان في إعراب القرآن » والمنسوب إليه « شرح ديوان أبي الطيب المتنبي » المطبوع غير مرة مع أنه تأليف F

۲۰۰ » وتاريخ (۱) الجواهر المضية فى طبقات الحنفية، لمحيى الدين القرشى المصرى «۱ بغداد لابن الدبيبي نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ۲۱۳۳ الورقة (١٧٤) والحوادث التي سميناها الحوادث الجامعة ( ص ٤ » وبغية الوعاة ٢٢٦ » والتكملة لوفيات النقلمة « نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية » ۱۹۸۲ د ، ج ۲ ص ۱۰۳ » . والشذرات ٥ : ۱۳۰»، وتلخيص معجم الألقاب لابن الفوطي ، ج ، (۲) التكملة « الورقة ١٤١ ) وتاريخ بغداد لابن الدبيئي » نسخة الترجمة ١٩٩٥ من الميم . ا. . باریس ۲۱۳۳ و ۱۹۸ » والجواهر المضيئة ( ١ : ٢١٦ » . (۳) الجامع المختصر لابن الساعي ( الصفحة ن من التصدير » . (٤) منتخب المختار من ذيل تاريخ ابن النجار « ص ۱۳۷ » . (٥) تصدير الجامع المختصر أيضاً « ص ن » ١٤ » عفيف الدين على بن عدلان الموصلى ( المتوفى سنة ٦٦٦ ه . وروى أيضاً عن جماعة بالإجازة . و درس ابن الساعي الأدب ، ولم نجد اسم الأديب الذي قرأ هو عليه الأدب ، إلا أننا عثرنا على أخبار تفيدنا اتصاله بالرواية عن ياقوت الحموي ، وضياء الدين بن الأثير صاحب المثل السائر والجامع الكبير وغيرها من التأليف الأدبية البلاغية، ومحمد بن أبي الفضل الأديب ، وأبى البقاء عبد الله بن الحسين العكبرى النحوى الأديب الذي قرأ هو عليه القرآن ، كما ذكرنا آنفاً ، بالقراءات المسندة . وأقل ابن الساعى على التواريخ فقرأ ( التاريخ المجدد لمدينة السلام» على مؤلفه محب الدین محمد بن محمود بن النجار المقدم ذكره آنفا ، و « ذیل تاریخ بغداد » على مؤلفه جمال الدين محمد بن سعيد بن الديني الواسطى ، وقد أسلفنا ذكره ، وطالع التواريخ على اختلاف أنواعها وعصورها ومواضيعها ، وبرع في أكثر الفنون الدينية كالحديث والفقه والتفسير ، والفنون الأدبية كالتاريخ والأدب والأخبار والأشعار ، وقد نظم الشعر ، وخالط العلماء والفقهاء والأدباء، وأرباب الدولة العباسية، وكان لطيفاً ، مقبول الصورة ، دمث الأخلاق ، كريم الطباع ، منور الوجه ، وازداد فضلا على فضله بأنه كان قد صحب المشايخ والزهاد ولبس سنة ٢٥٦٠٨ خرقة التصوف من شيخ الشيوخ أبي حفص عمر بن محمد الشهروَردي الشافعي، وكان ابن الساعي نفسه شافعياً ، ولذلك مال إلى التصوف لأنَّ التصوف والتشفع أخوان ، وذكره تقى الدين ابن قاضي شهبة في عداد الشافعية الأعلام قال : على بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله بن عبد الرحيم ) ، المؤرخ الكبير ، تاج الدين أبو طالب البغدادي المعروف بابن الساعي ... كان فقيهاً قارئاً بالشبع ، محدثاً، مؤرخا ، شاعراً ، لطيفاً كريماً ، له مصنفات في التفسير والحديث والفقه (۱) في ذكر أجداده اختلاف كما سترى فى منقولاتنا . ، ۱۰ والتاريخ وغير ذلك منها تاريخ في ستة وعشرين مجلداً (۱) . . . )) وقد التبس اسمه « ابن الساعي » الذى هو العداء باسم « ابن الساعاتي » نسبة إلى عمل الساعات البنكاميَّة المائية وإدارتها ، فنسبوه إلى « بيت ابن الساعاتي » ومن أولئك الناسبين له محيى الدين عبد القادر بن محمد القرشي المصرى ، فقد ترجمه في كتابه « الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية » قال : على بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله بن الحارث ، عُرف بابن الساعاتي ... « تقدم خاله أحمد بن على بن ثعلب الإمام، وذكره الحافظ الدمياطى فى مشيخته ولا صلة في الحقيقة بين بيتيهما سوى ما أحدثه الوهم في النسخ والتصحيف فيه ، وكيف يكون أحمد بن على بن تغلب خال ابن الساء بن على بن تغلب خال ابن الساعى من حيث الزمان ، ومؤلف الجواهر المضيئة يذكر في ترجمة هذا الخال المزعوم أنه أتم تأليف بعض كتبه سنة ( ٦٩٠ ) ه ؟ (۱ : ۸۱ » مع أنَّ على بن أنجب توفى سنة (٦٧٤» ه كما جاء في جميع التواريخ التي ترجمته (۳) ، ما عدا منتخب المختار فإنه لم يذكر وفاته ، والغريب في هذا الأمر أنَّ محيى الدين القرشى مؤلف الجواهر المضيئة كان مصرا على أنه ابن أخت مظفر الدين أحمد بن على بن تغلب البعلبكي الأصل المذكور ، فإنه قد قال في ترجمة أحمد : « ويأتى ابن أخته على بن أنجب (٤) » وهذا وهم منه . و ممن ذكره باسم « ابن الساعاتي » عبد الله بن محمد التجاني المغربي ، قال في بعض أخباره

(۱) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة « نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٢١٠٢ الورقة ٦٨ . (۲) الجواهر المضيئة ( ١ : ٣٥٤ » . (۳) الحوادث التي سميناها « الحوادث الجامعة ص ٣٨٦ » وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ، الورقة ٦٨ . . وتذكرة الحفاظ للذهبي « : ٢٥٠ » . والوافي بالوفيات للصلاح الصفدى « نسخة المجمع العلمي العربي المصورة ( ۸۸ : ۱۲ » والمنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى « نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ۲۰۷۱ الورقة ۱۱۸ ( والشذرات ) ° ٠٣٤٣ : ( ٤ ) الجواهر المضيئة « .«۸۱:۱ ١٦ » قال ابن الساعاتي في تاريخه : كانت فاطمة بنت الحسين بن على - رضى - وهي أخت سكينة - عند الحسن بن الحسن بن على وكان محباً لها . . . » (۱) . (... . ولعل الخلط بين نسبه ونسب ابن الساعاتى بعث جمال الدين بن تغرى بردى أن يظنه حنفيا مع أن الأدلة متضافرة على أنه كان شافعيا ، و بيان ذلك أن ابن تغرى بردى بعد أن ترجمه فى كتابه باسم «على بن الأنجب بن عثمان بن عبد الله الشيخ تاج الدين أبو الحسن وأبو طالب الشيخ الإمام المؤرخ خازن المستنصرية ببغداد عرف بابن الساعي ) ... » أعاد ترجمته باسم « على بن الحسين بن عثمان بن عبيد الله ابن عبد الله بن عبد الرحيم الفقيه العلامة تاج الدين أبو طالب البغدادي المعروف بابن الخازن مؤرخ العراق ... » قال : « أظنه حنفى المذهب (۳) » . وقد ظنه رجلًا آخر كما هو ظاهر من عبارته فى الترجمتين ، لوجود « الحسين » في نسبه مكان «أنجب». . . (٤) وقد عرف ابن الساعى بصفة « الخازن ) ) وهو اصطلاح لمن يخزن الكتب ويحفظها ، على أن أبا سعد بن السمعانى قال في الأنساب : « الخازن . . . هذه تم النسبة لجماعة ، منهم من كان خازن الكتب ، ومنهم من كان خازن الأموال » قال « وأبو منصور محمد بن على بن إسحاق بن يوسف الكاتب الخازن خازن دار العلم يبغداد . . . » . وقريب من ذلك في اللباب وهو مختصر الأنساب . وذكر ابن رافع السلامي أنه كان خازن الكتب بالمدرسة النظامية (٥) وذكر مؤرخون آخرون أنه كان خازن كتب المدرسة المستنصرية ، كما نقلنا آنها . ولا شك أن خزنه (۱) تحفة العروس ومنعة النفوس و نسخة أوقاف بغداد ، الورقة ١٠١ » . (۲) المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافى نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ۲۰۷۱ الورقة ۱۱۸ » (۳) المرجع المذكور و الورقة ۱۲۱ . ( ٤ ) منتخب المختار « ص ۱۳۷ » والمنهل الصافى فى المرجع المشار إليه . والوافي بالوفيات وتذكرة الحفاظ ، في الموضعين المقدم ذكرهما آنفاً . والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ لشمس الدين السخاوى ل ص ٩٦ ، ١٢٣ ، ١٥٦ ، وقد زل قلمه سهواً فسماه « ابن الخازن في ص ١٤٦ ) . (٥) منتخب المختار و ۱۳۷ ، ۱۳۸ » . ۱۷ للكتب في هاتين المدرستين أعانه على الاطلاع على كثير من كتب الأدب والتاريخ. وقد زاد عدد الكتب في خزانة هذه المدرسة منذ سنة ٥ ٥٨٩ » هـ ففيها بنى الخليفة الناصر لدين الله دار كتب جديدة بالنظامية ونقل إليها عشرة آلاف مجلد فيها الخطوط المنسوبة وغيرها (۱) ، كما أنه استفاد من خزائن الكتب الأخرى قال القفطي في ترجمة برهان الدين أبي الرشيد مبشر بن أحمد الحاسب المقدم ذكره وتميز في أيام الناصر لدين الله أبى العباس أحمد وقرب منه واعتمده في اختيار الكتب التي وقفها بالرباط الخاتونى السلجوقى و بالمدرسة النظامية وبدار المسناة ، فإنه أدخله إلى خزائن الكتب بالدار الخليفية وأفرده لاختيارها (۲) » . أراد بالرباط الخاتونى الرباط الذي بناه الناصر لدين الله لذكرى زوجته سلجوقی خاتون بنت قليج أرسلان السلجوقى سلطان بلاد الروم يومئذ ، بالجانب الغربي من بغداد على شاطئ دجلة ، وسيأتي ذكره في ترجمتها من هذا الكتاب ، وقد وقف ابن الساعى كتبه على المدرسة النظامية (۳) قبل موته بقليل كما هو عادة العلماء الواقفين كتبهم على المدارس . وفعل ذلك قبله محب الدين محمد بن النجار المؤرخ وكان عصر الناصر لدين الله عصر تعظيم لأهل العلم والأدب والفن ، وكان الأمراء ممن يختلفون إلى دور الكتب والمعاهد العلمية وفيمن يختلف إليها ، قال عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد بعد إيراده قصيدة ابن الزبعرى اللامية : « وعلى ذكر هذا الشعر فإني حضرت وأنا غلام بالنظامية ببغداد في بيت عبد القادر بن داود الواسطى المعروف بالمحب خازن دار الكتب بها وعنده في البيت باتكين الرومي الذي ولى اربل أخيراً ، وعنده أيضاً جعفر بن مكى الحاجب فجرى ذكر يوم أحد وشعر (1) النجوم الزاهرة « ٦ : ١٣٢ » . (٢) أخبار الحكماء لاص « ۱۷۷ (t) (۳) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة « الورقة ٦٨ » . ( ٤ ) فوات الوفيات : ۲ : ٥۲۳ طبعة مطبعة السعادة بمصر (۲) ١٨ ابن الزبمرى هذا وغيره (۱) ) . وعبد القادر بن داود الواسطى هذا قد ذكره الصلاح الصفدي في الوافي بالوفيات وذكر في سيرته أنه قد تولى النظر في دار الكتب الناصرية بالنظامية ] ثم توفى سنة ( ٥٦١٩ (٢) » . فاشتغال ابن الساعى بالعلم والأدب وحسن أخلاقه وجمال سيرته جعلته محترماً بين الناس ، مكرماً عند أرباب الدولة العباسية ، فقد ذكر شمس الدين الذهبي أن شرف الدين إقبالا الشرابي مقدم الجيوش العباسية كان يحترم ابن الساعى ويبعث إليه بالدنانير، ونقل الصفدى قول الذهبي هذا (۳). ثم إنَّ مخالطته لأرباب الدولة مهدت له سبل الاطلاع على مكتوبات الدواوين الرسمية المخزونة في الأسفاط والقماطر التي يصعب على غيره من المؤرخين الوصول إليها ، أستدللنا على ذلك بما صرح هو به في آثاره ، ففي سنة ( ٦٠٤ ) أسند التدريس في مشهد الإمام أبي حنيفة النعمان إلى الشيخ أحمد بن مسعود التركستاني وفي ذلك يقول ابن الساعى : « وكتب توقيع من المخزن المعمور بإنشاء مجد الدين محمد بن جميل كاتب المخزن المعمور يومئذ ومن خطه نقلت وهذه نسخته ) ... (٤) و بذلك الجاه أيضاً وكونه معظماً عند الأكابر والأعيان كثير التردد إليهم نقل أخباراً من أرباب الدولة وأعوانها وعنهم لا يعرفها أحد من المؤرخين ، ولم يذكرها غيره ، فصارت مادة تاريخية غزيرة ، ولولا هي كنقص التاريخ نقصاناً مؤسفاً. وثقافته العقلية الواسعة جعلته يفتن فى تأليف كتب التاريخ والأدب إلا أن أكثر تأليفه في (۱) شرح نهج البلاغة ( ج ۳ ص ۳۸۲ طبعة دار الكتب العربية الكبرى ، ، . (۲) الوافي بالوفيات ( نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٢٠٦٦ الورقة ۲۳۹ » . وله ترجمة الألقاب ج ه الترجمة ٦٨٧ من الميم . . في تلخيص معجم ( ٣ ) المنتقى من معجم الذهبي الكبير لابن قاضي شهبة نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٢٠٧٦ الورقة ١٤١ » . والوافي بالوفيات ( نسخة المجمع العلمي العربي ۸۸ : ۱۲ ه . (٤) الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير لابن الساعي ، ج ۹ ص ۲۳۳ » . ۱۹ التاريخ ، وقد ساعده على فنه أنه عاش فى عصور دولتين متعاديتين أولاهما الدولة العباسية والثانية الدولة المغولية الإيلخانية التي أسسها هولا كو بغربي إيران والعراق و بلاد الروم ، على أنه قضى « ثلاثاً وستين سنة » في ظل الدولة العباسية أعنى من سنة ( ٥٩٣ » إلى سنة ( ٦٥٦ ه » وسلخ « ثماني عشرة سنة » في حكم الدولة الإيلخانية المقدم ذكرها ، والظاهر أنه تولى الخزن بدار الكتب في المدرسة المستنصرية على عهد الدولة الإيلخانية بالعراق ، وقد جاء في بعض المراجع التاريخية المجهولة المكان في ترجمة عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني شارح نهج البلاغة أنه لما أخذ هولاكو بغداد وقرض الدولة العباسية ، كان عز الدين هذا ممن نجا من القتل في دار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي ببغداد مع أخيه موفق الدين ، فحضر بين يدى الخواجه نصير الدين محمد بن محمد الطوسى الحكيم المشهور ففوض إليه أمر خزائن الكتب ببغداد مع أخيه موفق الدين والشيخ تاج الدين على بن أنجب بن الساعى ولم تطل أيام صاحبيه فقد ماتا في السنة عينها ، وبقى هو فى عمله الجديد . 6- (۱) ولم يسلم من مَعرَّة الحرب وفواجعها : وإن سلمت روحه من الإزهاق فقد أفقدته ابنه كمال الدين أبا القاسم عبيد الله، وكان شاباً سريا ذكيا، أشغله والده بحفظ القرآن وأسمعه الحديث وكتب خطا مليحاً ، وتوصل إلى جعله حاجباً من الحجاب ، وقد ذكره والده تاج الدين في تاريخه ، قال : « وفى ذى الحجة سنة خمسين وستمائة رتب ولدى أبو القاسم عبيد الله مشرفاً بباب مسرور ، وكان مولده يوم الجمعة سابع شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة (٢) وأكثر كتبه ألفها في أيام الدولة العباسية ، ومنها كتاب « جهات الأئمة الخلفاء معجم الألقاب (۱) شرح نهج البلاغة مج ٤ ص ٥٧٥ » نقلا من معجز الآداب في ( كدا ) » لكمال الدين بن الغوطى، ومما يدل على أن الناقل لم يقف على نسخة الأصل أنه جعل اسم المؤلف أنه و أحمد » مع عبد الرزاق بن أحمد » (۲) تلخيص معجم الألقاب لابن الفوطى « ج ٥ الترجمة ٤٢٥ من الكاف «طبعة لاهور بالهند . من الحرائر والإماء » هذا ، ألا تراه يقول في ترجمة « شاهان » جارية المستنصر بالله العباسي : ولما توفى مولاها الإمام المستنصر بالله كرم الله مثواه، وجعل الجنة مأواه، وبويع ولده سيدنا ومولانا الإمام المستعصم بالله أمير المؤمنين – أيد أيد الله شريف دولته القاهرة، و بلغه آماله في الدنيا والآخرة - أجراها على عادتها في الإكرام، ووفر نصيبها من التبجيل والإعظام (۱) . والنظر إلى قائمة مصنفاته يدلنا على اقتنانه في التصنيف و إيغاله فيه وسعة معارفه ، قيل إن الذى حُصر من مؤلفاته « مائة وثلاثة وثلاثون مجلداً (٢) ، وكان محظوظا في التأليف، قلما ألف كتاباً فلم ينل به جائزة ، قال صاحبه a محمد بن سعيد : ما كان يكتب مجلداً في التاريخ إلا يحصل له في مقابله المائة دينار والثلاثمائة . وهذا يطعن في حياده عند أهل التحقيق والتدقيق . وألف كتاب « غزل الظراف ومغازلة الأشراف » في مجلدين فأجازه عليه الخليفة المستنصر بالله العباسي بمائة دينار ، وصنف كتاب نزهة الأبصار في أخبار ابنى المستعصم بالله العباسي فأجيز عليه بمائة دينار كذلك ، وألف ( التاريخ المعلم الأتابكي » لنور الدين أرسلان شاه ابن زنكي بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنگی صاحب شهر زور بالتماس منه فأجازه عليه بمائة دينار أيضاً (۳) ، وألف كتاب «الإيناس بمناقب بني العباس » فأعطاه المستنصر بالله مائة دينار أيضاً ، وقال الذهبي : « أورد ظهير الدين على بن محمد الكازروني في ترجمة ابن الساعى أسماء التصانيف التي صنفها وهي كثيرة جدا لعلها وقر بعير (٤) D وقد بقيت تلك التأليف مراجع مهمَّة ، كثيرة المادة والنفع للمؤرخين فاستعدوا منها (۱) جهات الأئمة الخلفاء « نسخة خزانة ولى الدين بالاستانة ٢٦٢٤ الورقة ١٣٠ » . . (۲) المنهل الصافي في الموضع المقدم ذكره (۳) منتقى المعجم الكبير للذهبي والوافي بالوفيات والمنهل الصافي في المواضع المذكورة آنفاً . ( ٤ ) تلخيص المعجم وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة والوافي بالوفيات . ۲۱ في كتبهم ، ومنهم كمال الدين بن الفوطى فى تلخيص معجم الألقاب فإنه يكثر فيه من قوله « ذكره شيخنا تاج الدين بن الساعى فى تاريخه » . وينقل أحياناً من تواريخ ابن الساعي الخاصة كما سيأتى ،شرحه، ومنهم شمس الدين الذهبي نقل من غير كتاب من كتبه، وابن كثير الدمشقى فى كتابه «البداية والنهاية» وعلى بن الحسن الخزرجي في تاريخه « المسجد المسبوك فى تاريخ دولة الإسلام والملوك » وقد سماه « ابن الخازن » قال في حوادث سنة ٦٤٢ : ( هكذا قال ابن الخازن ) ) . والصواب « الخازن » (۱) ومنهم « الصفدى » مثال ذلك قوله فى افتتاح المدرسة المستنصرية ببغداد سنة ٦٣١ ه وفيها فتحت المدرسة المستنصرية ببغداد ... قال ابن الساعي حمل: إليها من الكتب مائة وستون حملاً سوى ما نقل إليها بعد ذلك وسوى ما أحضره أرباب الدولة والمتولون من كتبهم تقرباً إلى قلب الخليفة (1) . ومنهم مؤلف كتاب الحوادث الذي سميناه الحوادث الجامعة ( استرجاحاً (۳) ، ومنهم المؤرخ عبد الرحمن الإربلي في كتابه خلاصة الذهب المسبوك ( ) كما سنذكره قريباً ، وعبد الله بن محمد التجاني المغربي في كتابه ( تحفة العروس ومتعة النفوس » وقد أشرنا إلى ذلك قبلاً . وفخر الدين أبو الفضل محمد بن على بن أبى الميامن بن أمسينا الواسطى الكاتب المؤرخ قال ابن الفوطى : كان عارفاً بالحساب والضبط في الكتابة والخط ، والتقط فوائد تاريخ . « شيخنا تاج الدين أبي طالب [ ابن الساعى ] وهو عالم بالحوادث والتواريخ (٥) ) وقد سمع من ابن الساعى الحافظ الكبير المؤلف الشهير شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطى بالمدرسة النظامية ببغداد ، وذكره الدمياطي في معجمه (۱) المسجد المسبوك » نسخة دار الكتب المصرية » الورقة ١٦٥ . (۲) تاريخ الصفدى المرتب على حوادث السنين « نسخة خزانة الأوقاف بحلب ، أرقامها ١٢١٦ حوادث سن ٦٣١ » . (۳) الحوادث الجامعة ؟ « ص ٢٦٢،٢٥٢ » . (٤) خلاصة الذهب المسبوك » ، ص ٩٦، ١٦٢ » . ( ه ) تلخيص معجم الألقاب الورقة ٣٣٦ من نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق » ويظهر لى » ج أنه مؤلف كتاب « الحوادث » المقدم ذكره أيضاً ۲۲ وأورد له حديثاً بروايته إياه عنه ، وأبو الفضل عبد الرازق بن الفوطى ، وتقى الدين محمود بن على الدقوقى (١) ، ولكنه لم يشتهر فى الحديث ، ولا صرف همته إلى روايته لعنايته بالتواريخ وتوفّره عليها ، على أنه ألف كتاب « الإيضاح عن الأحاديث الصحاح » و « الأحاديث الثمانية (۳) » أى التى روى كل حديث منها عن ثمانية شيوخ، والثمانيات معروفة في فنون الحديث (۳) « وخلاصة القول أن تاج الدين على بن الساعى كان من كبار مؤرخي القرن السابع بالعراق ، وأصدقهم لهجة وأوسعهم تصنيفاً وأطولهم نفساً في الكتابة ، وأبعدهم ذكراً في التواريخ . وأنه كان إلى ذلك من الأدباء والمحدثين المشاركين لا من المتخصصين. قال شمس الدين الذهبي في ترجمته : « وقد تكلّم فيه وله أوهام )) . ولم يفصح الذهبي عن حقيقة ذلك الكلام وتلك الأوهام، ولا عن السبب الذي قيلت فيه، أكان متساهلاً في الأخبار أم مجازفاً أم مزخرفاً أم مبالغاً أم كاذباً أحياناً ؟ ليس في استطاعتنا الجواب لأن الدعوى عليه عامة مرسلة، ولكن إقبال المؤرخين والأدباء على كتبه ، وإطباق عامتهم على توثيقه ، وانتشار أقواله في الكتب تدلنا على إسراف من تكلم فيه ، ولم يرد الذهبي بذلك القول إلا الاخبار والاعلام ، لتكون ترجمته إياه محيطة بالمهم من سيرته ، ولم يؤكد الرجل اتهامه ولا نفاه عنه بل حايد واعتزل ، أما الأوهام التي ذكرها فممكن وقوعها من ابن الساعى ، وقل من يسلم من المؤرخين والأدباء والمؤلفين عامة من الأوهام. وهاهنا لا يجوز أن نقول للذهبي : وما أوهام ابن الساعي ؟ لأن معجمه إنما هو لذكر السير والضرورى من الأخبار لا للتتبع والنقد. ولا للمؤاخذة والاستدارك والتصحيح . (۱) منتخب المختار و ص ۱۳۸ ) . (۲) المنتخب « ص ۱۳۸ ، وجاء فيه « اليمانية ، من غلط النسخ أو الطبع (۳) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة في « الثمانيات » . ( ٤ ) متنق المعجم الكبير في الموضع المشار إليه آنفاً ، ۲۳ توفى تاج الدين بن الساعى فى ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٧٤ بغداد (۲) ببغداد (۱) ودفن بمقبرة الشوينزية بالجانب الغربي من ، وهى مقبرة الصوفية وذوى المشرب الصوفى وإن لم يتصوفوا ، وفيها دفن « الجنيد بن محمد » الصوفى الزاهد المشهور ، ولا يزال قبر الجنيد معروفاً مزوراً . وآخر كتاب الله ابن الساعي هو كتاب ( الزهاد » وقد وجد على هذا الكتاب بخط الشيخ زكي الدين عبد الله بن حبيب الكاتب المشهور هذه الأبيات : ما زال تاج الدين طول المدى من عمره يعنق في السير في طلب العلم وتدوينه وفعله نفع بلا ضير علا على بتصانيفه وهذه خاتمة الخير (۳) وهذا ثبت مصنفات ابن الساعي : - الأحاديث الثمانية الغالية ، فى الثمانية العالية ، قدمنا ذكرها في الكلام على اشتغاله بالحديث وبينا معناها . ذكرها حاجى خليفة في كشف الظنون عن (³) أسامى الكتب والفنون (4) ٢ - أخبار الأدباء وهو كتاب كبير فى خمس مجلدات ( جمع مجلدة ) ذكره مؤلف كشف الظنون ، وادعى بعض الباحثين أنه كان محفوظاً في بعض خزائن الكتب بحلب ، ولم نقف على شيء من حقيقته أخبار الحسين بن منصور الحلاج، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون وأعاد ذكره في التواريخ . N (1) المراجع المذكورة ما عدا الجواهر المضيئة « ٣٥٤:١ ، فقد جاء في المطبوع منها أنه توفى a ستين » سنة و أربع وستين وستمائة ، والظاهر أن (۲) المرجع المذكور ١٥ : ٣٥٤ » . (۳) الحوادث « ص ٣٨٦ ) سبعين » . ( ٤ ) كشف الظنون « ١ : ١٤ » طبعة نظارة المعارف التركية . ٢٤ - ٤ أخبار الخلفاء ، ذكره مؤلف الكشف قال : « وهو كبير في ثلاث مجلدات » وذكره ثانية في التواريخ ، وأما هذا المطبوع المسمّى « مختصر أخبار الخلفاء » فهو مدسوس عليه ، نحله إياه بعض المزوّرين الذين اعتادوا التزوير في كل أمورهم وشؤونهم . - ° أخبار الربط والمدارس ، ذكره حاجى خليفة في كشف الظنون في بابه وفى تاريخ ابن الساعي . - ٦ - أخبار قضاة بغداد ، ذكره هو أيضاً في بابه وفى التواريخ . - أخبار المصنفين ، ذكره (۱) فى بابه وقال « ست مجلدات » وأعاد ذكره Y في التواريخ . - ٨ الأخبار النبوية، جاء ذكره في منتخب المختار من ذيل تاريخ ابن النجار » ص ۱۳۸ ) . - أخبار الوزراء ، ذكره حاجي خليفة في مادة « أخبار » وقال في مادة كتاب الوزراء : « لإسماعيل بن عباد الوزير المعروف بالصاحب ، وذيله الشيخ تاج الدين على بن أنجب بن الساعى فى مجلد » . وذكره شمس الدين السخاوى في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ « ص ٩٧ ) . ١٠ - إرشاد الطالب إلى معرفة المذاهب ، جاء ذكره في منتخب المختار المقدم ذكره ( ص ۱۳۸ منه » 11 - الإشارات الموفقية في علماء الدولة البويهية ، ذكره تلميذه عبد الرحمن الإربلى في تاريخه وخلاصة الذهب المسبوك » - ص ۱۹۱ – قال : « وقد جمع - . (1) أعنى حاجى خليفة مؤلف كشف الظنون ٢٥ الشيخ تاج الدين على بن الحسن المعروف بابن الساعي شيخنا - رحمة الله عليه في ذلك كتاباً سماه الإشارات الموفقية فى علماء الدولة البويهية ) . - - ۱۲ - اعتبار المستبصر في سيرة المستنصر ، جاء ذكره في منتخب المختار ص ۱۳۸ ) وذكره الذهبي في تاريخه ومعجمه وعبد الرحمن الاربلى في كتابه خلاصة الذهب المسبوك ص ۲۱۱ ) والصفدى فى الوافي بالوفيات ، وحاجي خليفة في كشف الظنون . - ۱۳ الاقتفاء في ذيل طبقات الفقهاء ، وهو ذيل على طبقات الشافعية الذي ألفه قبله. ذكره كمال الدين بن الفوطى فى تلخيص معجم ا الألقاب غير مرة ونقل منه . ١٤ - الإيضاح عن الأحاديث الصحاح ، ورد ذكره في منتخب المختار . - ١٥ - الإيناس بمناقب الخلفاء من بني العباس ، قدمنا الكلام عليه في سيرته ، - ذكره الذهبي والصفدى في ترجمته من المعجم الكبير للأول والوافي بالوفيات للثانى ، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ، وقال عبد الرحمن الأربلي في خلاصة الذهب المسبوك ( ص ٢١٤ » في ترجمة الخليفة المستعصم بالله : « وقد ذكر الشيخ تاج الدين على بن الحسن البغدادى من ذلك فى كتابه الموسوم بكتاب الإيناس في مناقب الخلفاء من بني العباس » . ١٦ - بشارة من بلغ الثمانين ، ذكره ابن الفوطى في تلخيص ونقل منه الألقاب معجم ۱۷ - بلغة الظرفاء إلى معرفة تواريخ الخلفاء ، ذكره مؤلف كشف الظنون في مادة تاريخ الخلفاء » وهو غير المطبوع « ۱۸ - تاريخ الخلفاء . ذكره هو أيضاً في الكشف في تواريخ الخلفاء ، ولعله أحد التواريخ المسميات باسم خاص وذكره من حيث عموم الموضوع . ٢٦ ۱۹ - تاريخ الشهود والحكام ببغدام ، ذكره حاجي خليفة في كتابه قال : وهو كبير في ثلاث مجلدات » . ۲۰ - الأمة الخلفاء تاريخ من أدركت خلافة ولدها . واسمه الأصلى « أخبار من أدركت خلافة ولدها » ذكره المؤلف - أعنى ابن الساعى - في خطبة كتابه هذا « جهات الحرائر والإماء » قال : « أما بعد حمد الله رب العالمين . والصلاة من والسلام على سيدنا محمد وآله أجمعين فإني لما جمعت كتاب أخبار من أدركت خلافة ولدها من جهات الخلفاء، ذوات المعروف والعطاء، أحببت أن أذكر من اشتهر ذكرها من حظايا الخلفاء ، الحرائر منهنَّ والإماء ، وبالله التوفيق » . فللمؤلف إذن كتابان في نساء الخلفاء ، وقد حسبهما الذهبي ، و بعده الصفدي، كتاباً واحداً ، قال الأول في معجمه الكبير : ( تاريخ نساء الخلفاء من الحرائر والإماء » ولم يذكر الثاني و تابعه ابن تغري بردی یوسف قال : « وتاريخ نساء الخلفاء من الحرائر والإماء ومنهن سمر أم أولاد المستعصم الأمراء : أحمد وعبد الرحمن ومبارك . وأعاد ابن تغرى بردى قول الصفدى فقال : ( وتاريخ نساء الخلفاء من الأحرار ( كذا ) والإماء ومنهن سمر أم أولاد المستعصم الأمراء : أحمد وعبد الرحمن ومبارك(۱) . وذكره كاتب جلبي في مادة « نساء الخلفاء » من كشف الظنون ، والسخاوى في الإعلان بالتوبيخ ( ص ٩٦ » ، وذكره عبد الرحمن الاربلى في خلاصة الذهب المسبوك D . ص ۱۹۷ ، ۲۰۳ » . - ۲۱ الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير ، ذكره حاجي خليفة D في تاريخ ابن الساعى وكأنه عناه أيضاً بقوله : « تاريخ ابن الساعي هو على بن أنجب البغدادي المتوفى سنة ٦٧٤ وهو تاريخ كبير على ثلاثين مجلداً (1) (۱) المنهل الصافي والمستوفى بعد الواقى نسخة دار الكتب الوطنية بباريس» ۲۰۷۱ الورقة ۱۱۸ . (۲) وجدت المجلد التاسع منه أو الجزء التاسع منه في خزانة الكتب التيمورية بدار الكتب المصرية • وقد طبعته ببغداد وعلقت عليه سنة ١٩٣٤ ۲۷ - ۲۲ الإشارة إليه . جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء وهو هذا الكتاب وقد قدمنا ٢٣ - الحث على طلب الولد . ذكره الذهبي في معجمه ، والصفدي في الوافي بالوفيات، قال الذهبي ألفه باسم مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير ، وقدمه له يوم عرسه على ابنة صاحب الموصل لؤلؤ » (۱) : وذكره الصفدي في الوافي ، وحاجي خليفة في كشف الظنون باسم «كتاب الحث على طلب الولد » . ٢٤ - حسن الوفاء لمشاهير الخلفاء. ذكره حاجى خليفة فى مادة « تاريخ الخ ٢٥ - ذيل تاريخ بغداد . ذكره السخاوى فى الإعلان بالتوبيخ « ص ۱۲۳ » ٢٦ - ذيل كامل التواريخ الذى لابن الأثير ، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ، والسخاوى فى الإعلان بالتوبيخ ، وذكر الأول أنه في خمس مجلدات إلى سنة ٦٥٦ وهى سنة سقوط الدولة العباسية . وقد نقل منه مؤلف كتاب « تاريخ الجزيرة ( المحفوظة - كانت – منه نسخة فى دار الكتب ببرلين ، أرقامها » ۹۸۰ » عربيات . ۲۷ - الروض الناضر فى أخبار الإمام الناصر ، قال عبد الرحمن الاريلي في ترجمة الناصر : « وله مناقب كثيرة وفضائل جمة قد ذكرها الشيخ العالم تاج الدين على بن أنجب المؤرخ المعروف بابن الساعى شيخنا – رحمة الله عليه ـ في كتاب - - يشتمل على خمس مجلدات سماه الروض الناضر في أخبار الإمام الناصر (۲) » . وذكره ابن الفوطى فى تلخيص معجم الألقاب مراراً ونقل منه ، ومن ذلك ما ورد في «جه في الترجمة ٤٥ من الكاف منه » قال . كافى الدين محمد بن شرفشاه العراقي المستوفى ذكره شيخنا تاج الدين أبو طالب بن الساعى فى كتابه ( الروض الناضر في أخبار (۱) منتقى المعجم الكبير ( نسخة الدار المذكورة ، الورقة ١٤١ » . (۲) خلاصة الذهب المسبوك « ص ۴۲۰۸ . ۲۸ الإمام الناصر . . ) وكرر ذكره في الترجمة ٣٤٨٥ من الكاف» وفي غيرها . وأشار إليه السخاوى في الإعلان « ص ٩٦ ) باسم سيرة الناصر . ۲۸ - الزهاد . وهو آخر كتاب ألفه، كما ذكرنا نقلا من كتاب الحوادث في أثناء كلامنا على سيرته . ٢٩ - سيرة المستعصم بالله ، ورد ذكرها في منتخب المختار . - شرح الأخبار النبوية ، جاء ذكره في المنتخب أيضاً . ۱ - شرح الفصيح لثعلب ، ورد ذكره في الكتاب المقدم ذكره . ۳۲ - شرح مقامات الحريرى ، مختصر في مجلد ذكره مؤلف المنتخب وذكر له شرحين آخرين . نبهنا عليه . - شرح المقامات ، وسط ، ورد ذكره في التاريخ المشار إليه كما ٣٤ - شرط المدرسة المستنصرية ، مجلد واحد قال حاجي خليفة في كشف الظنون : للشيخ تاج الدين (1) على بن أنجب البغدادي المتوفى سنة ٦٧٤ ٣٥ - طبقات الشافعية ، ذكره ابن الفوطى مراراً فى تلخيص معجم ا الألقاب ، ونقل منه وذكره حاجي خليفة فى الكشف وذلك فى « الطبقات» وفى « التاريخ » طبقات الفقهاء ( وقد قدمنا ذكر ذيله « الاقتفاء » للمؤلف نفسه باسمه - ٣٦ . ، غرر المحاضرة ودرر المكاثرة . في التاريخ ، ذكره كاتب جلبي في باب الغين » و « التاريخ » . - ۳۷ . غزل الظراف ومغازلة الأشراف ، وقد أشرنا إليه في الكلام على سيرته (۱) وقع في بعض نسخ كشف الظنون قول المؤلف « وقد سميته بمفاتيح الجنان ومصابيح الجنان » والظاهر أنه شرح لكتاب فى الفقه الحنفى اسمه « شرعة الإسلام » لأنه قد كرره في « مفاتيح الجنان » . ۲۹ ورد ذكره في الجامع المختصر « ٩ : ٦٤ » وسماه حاجی خلیفه « غزل الطرف» وقال في مجلدين لابن الساعى على بن أنجب ... ) وذكره الذهبي في معجمه والصفدى في الوافي بالوفيات . ۳۸ - القلائد الدرية فى المدائح المستعصميَّة ، وهو قصائد في مدح الخليفة المستعصم بالله ، ذكره ابن الفوطى في تلخيص معجم الألقاب ، قال في ترجمة مجد الدين أبي المعالى محمد بن أبي على سالم بن على بن مسافر الحديثي الشاعر » : ذكره شيخنا تاج الدين في كتاب القلائد الدرية في المدائح المستعصمية .. (۱). ٣٩ - لطائف المعانى فى شعراء زماني ، ذكره ابن الفوطى فى تلخيص معجم الألقاب أيضاً غير مرة ، ونقل منه ، وذكره حاجي خليفته في باب « الشين » شعراء الزمان » وفى باب «اللام» بالاسم الثاني ، وقال في مادة التاريخ « وله تاريخ آخر لشعراء عصره » . ٤٠ - المحب والمحبوب ، ورد ذكره في منتخب المختار في سيرته - . باسم ٤١ - المدائح الوزيرية ، ذكره ابن الفوطى في ترجمة « فخر الدين أبي على محمد بن عبد الرحمن بن أبي البقاء عبد الله العكبرى الكاتب » حفيد أستاذ المؤلف ، قال : « من فضلاء الزمان ، سمع جده أبا البقاء وتأدب ونظم الأشعار الرائقة . أنشد له شيخنا تاج الدين في « المدائح الوزيرية » يهنئه بالوزارة . . . (۲) ((F) ٤٢ - مراثى الجهة السعيدة زمرد خاتون والدة الخليفة الناصر لدين الله ، ذكره المؤلف في كتابه الجامع المختصر « ۹ : ۲۷۹ » ٤٣ . المشيخه وهى كتاب فيه مختصرات لسير من سمع المؤلف عليهم من (۱) ج . فى الترجمة ٤٨١ من الميم . (۲) تلخيص معجم الألقاب » نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، الورقة ٣٣٠ » الشيوخ الرواة ومن أجاز وا له ، وقد ذكرها ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ، قال فيه ترجمته . نقلاً من تاريخ الذهبي : « وقد أورد الكازروني في ترجمة ابن الساعي أسماء التصانيف التي صنفها وهي كثيرة جدا لعلها وقر بعير منها مشيخته بالسماع والإجازه في عشر مجلدات (۱) ، ... » والقول عينه وارد في منتقى المعجم الكبير للذهبي ، وفى الوافي بالوفيات أنها في عشرين مجلداً. وكذلك عدد مجلداتها في كشف الظنون . ٤٤ - المعلم الأتابكي ، قدمنا الكلام عليه في سيرته ، وذكره ابن الفوطى في تلخيص معجم الألقاب قال في ترجمة الملك القاهر محمد (كذا) بن نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنگی بن آقسنقر صاحب الموصل والجزيرة وسنجار : ( ذكره شيخنا تاج الدين أبو طالب على بن أنجب في كتابه (المعلم الأتابكي) الذى صنفه لصاحب شهر زور (۳) » . وذكره حاجي خليفة في « وفي التاريخ من كشف الظنون . ٤٥ - a المعلم a المقابر المشهورة والمشاهد المزورة ، مجلد واحد ذكره مؤلف كشف الظنون في مادته وفى « التاريخ » . ٤٦ - مناقب الخلفاء الأربعة ، وهم الراشدون الأولون ، ذكره حاجي خليفة أيضاً وقال : « ثلاث مجلدات » وذكره السخاوي في الإعلان باسم مناقب الخلفاء ص ٩٦ ) . - ٤٧ ابن الساعي . - ٤٨ مناقب الخلفاء العباسيين ، جاء ذكره في منتخب المختار مع تأليف المناقب العلية لمدرسى المدرسة النظامية ، ورد ذكره في المنتخب أيضاً. (۱) شذرات الذهب « ٥ : ٣٤٣ - ٢٤ . « والمفرد مجلدة » . (۲) النسخة المقدم ذكرها و الورقة ٣٩٠ » . ۳۱ ٤٩ - منهاج الطالبين في معرفة نقباء العباسيين، ذكره ابن الفوطي في تلخيص معجم الألقاب . قال في ترجمة مجد الدين أبي الحسن على بن الأتقى أبى أحمد طلحة ابن عبد الله الزينبي العباسي : ذكره شيخنا في كتاب منهاج الطالبين في معرفة نقباء العباسيين (۱) 0. - نزهة الأبصار في أخبار ابنى المستعصم بالله العباسي : قدمنا ذكره في أثناء سيرته . قال الذهبي: «هو في أخبار ابنى المستعصم السعيد وما أنفق عليهما من الأموال وتفاصيل ما عمل من المأكول والملبوس وما عمل من المدائح ، وذكره الصلاح الصفدى فى الوافي بالوفيات (۳) وابن تغرى بردى فى ( المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ) (۳) » ٥١ - نزهة الأبصار في معرفة نقباء الأسرة الأطهار، وهم نقباء الطالبيين - من بني على بن أبي طالب - ٤ - ذكره ابن الفوطى في تلخيص - معجم الأقاب - قال في ترجمة مجد الدين على بن الحسين بن باقى الحلى القاضي : ذكره شيخنا تاج الدين في كتابه نزهة الأبصار في معرفة النقباء الأطهار ( وكرر ذكره ونقل منه في غير هذا الموضع (4) . وذكره هو في كتابه الجامع المختصر « ٩ : ٧٩ ) وأشار إليه حاجي خليفة (٤) في كشف الظنون . - ٥٢ نزهة الراغب المعتبر في سيرة الملك قشتمر ، ذكره هو في الجامع المختصر ٩ : ٤٣ ) ، وهو في سيرة الأمير قشتمر من مماليك الخليفة الناصر لدين الله . (۱) تلخيض معجم الألقاب « ج ه في الترجمة ٣٧٥ » . (۲) نسخة المجمع العلمى العربى المصورة « ۸۸ : ۱۲ » . (۳) نسخة دار الكتب الوطنية بباريس » ۲۰۷۱ الورقة ۱۱۸ » . (٤) تلخيص معجم الألقاب ج ه في الترجمة ۳۷۰ من الميم ، وفى الترجمتين « ٥١٥ و ٢٦٧٧ منه . ۳۲ - ٥٣ نظم منثور الكلام في ذكر الخلفاء الكرام ، ذكره حاجي خليفة في مادة « تاريخ » من الكشف - ٥٤ . نهاية الفوائد الأدبية في شرح المقامات الحريرية . في خمسة وعشرين مجلداً، جاء ذكره في منتخب المختار . 00 - الوزراء أو أخبار الوزراء ، ذكره حاجي خليفة في « أخبار الوزراء ) و كتاب الوزراء ) من كشف الظنون - ٥٦ الألقاب ، قال ولاة خوزستان ، ذكره ابن الفوطي في تلخيص معجم في ترجمة ، مجاهد الدين ياقوت بن عبد الله الرومى » : ذكره شيخنا تاج الدين في (۱) كتاب ولاة خوزستان وقال . . . » . (۱) المرجع المذكور « ج ه في الترجمة ١٤٨ من الميم . . ۳۳ حقيقة الكتاب يعود الفضل في تعريفى و إعلامى بهذا الكتاب إلى الأستاذ العلامة « لويس ماسنيون » المستشرق المشهور ، فقد ذكر لي في كتاب كتبه إلى في التاريخ ٤ / ٦ / ١٩٤٩ أن الأستاذ مكرمين خليل مدرس التاريخ بجامعة استانبول وقفه على كتاب مخطوط اسمه « جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء » تأليف كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطى المؤرخ ، وهو محفوظ في خزانة كتب « ولى الدين » الموقوفة في استانبول ، في مجموعة أرقامها ( ٢٦٢٤ ٩ ولم أدر كيف تهيأ للأستاذ مكرمين خليل أن ينسب هذا الكتاب إلى ابن الفوطى المذكور ؟ ولا دليل على ذلك فيه ولا خارجه ، فحاجي خليفة لم يذكر أن لابن الفوطى كتاباً اسمه « جهات الأممة الخلفاء من الحرائر والإماء » بل ذكره تاریخ نساء الخلفاء » لابن الساعي قال : « تاريخ نساء الخلفاء من الحرائر وستمائة (٢) « » والإماء لتاج الدين على بن أنجب البغدادي المتوفى سنة أربع وسبعين وستمائة (1) ثم كرر ذكره باسم نساء الخلفاء » فى النون قال : « نساء الخلفاء من الحرائر والإماء ، تاريخ لعلى بن أنجب البغدادى المؤرخ المتوفى سنة أربع وسبعين . ومعلوم أنه أراد بنساء الخلفاء « جهات الخلفاء » جمع الجهة وهى السيدة المحترمة المتزوجة ، كما سيأتي بيانه فى التعليق على هذه الكلمة في أول الكتاب ، هذا هو الدليل الأول على أن هذا الكتاب هو تأليف ابن الساعى على ابن أنجب البغدادى . والدليل الثانى هو أن المؤلف ذكر في مقدمة كتابه هذا أو خطبته أن له كتاباً اسمه « أخبار من أدركت خلافة ولدها ، وقد ذكرناه في (۱) كشف الظنون « فى العمود ۳۰۸ » من طبعة وكالة المعارف التركية . (۲) المرجع المذكور « في العمود ١٩٥٠ ٩ . (۳) ٣٤ ثبت كتبه باسم « تاريخ من أدركت خلافة ولدها ، وهو لابن الساعي حقا ، ذكر ذلك عبد الرحمن الار بلى في تاريخه ولم يصرح باسم مؤلفه)، إلا أننا نعلم أنه ينقل من كتب شيخه ابن الساعي كما قدمنا الإشارة إليه ، وذكره ابن تغري بردي في بعض تواريخه . كما نقلناه آنفاً ، إلا أنه لم يصرح باسمه بل ذكر منه اسم « سمر » وهى أم أولاد المستعصم بالله أحمد وعبد الرحمن والمبارك . وإن لم تذكر السيدة سمر في هذا الكتاب أعنى كتاب « جهات الأئمة الخلفاء ) فهى قد ذكرت في « أخبار من أدركت خلافة ولدها أو أدركت ولايته للمهد (۳). والدليل الثالث هو أنَّ الشيوخ الذين روى مؤلف « جهات الأئمة الخلفاء » عنهم الأخبار هم بين شيخ معروف من شيوخ ابن الساعي كمحب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي الذي ذكرنا أن ابن الساعى قرأ عليه تاريخ بغداد من تأليفه ، وشيخ لا يصلح أن يكون راوياً لابن الفوطى لوفاته قبل ميلاد ابن الفوطى ، فقد روى المؤلف عن ابن النجار في ترجمة « ناشب المتوكلية ) قال : «قرأت على الحافظ أبي عبد الله البغدادي قال أخبرني عيسى بن عبد العزيز اللخمي وأبو عبد الله البغدادي هو محب الدين محمد بن محمود بن النجار . وروى عنه أيضاً في ترجمة « دولة جارية ابن المعتز » . . a ... « . . . قال : « أخبرني الحافظ أبو عبد الله البغدادي عن أبي القاسم الأزجي وأبو القاسم الأزجي هو يحيى بن أسعد بن بؤش، توفى سنة ٥٩٣ كما سيأتي في حوائى الكتاب ، وحدث عنه في سيرة « قبيحة جارية العباس بن الحسن ) قال : « قرأت على الحافظ أبي عبد الله البغدادى عن ذاكر بن كامل الحذاء . . . » وصرح باسمه الكامل في ترجمة «ست النساء بنت طولون » قال : « قرأت على العدل محمد بن محمود بن الحسن الشافعى قلت له : قرأت على أبي عبد الله الحنبلي (۱) خلاصة الذهب المسبوك « ۱۹۷ » . (۲) كان ابنها أبو العباس أحمد ولى عهد الخلافة العباسية وقد قتله هولاكو المغون مع أبيه وأخيه عبد الرحمن عند احتلاله بغداد ٣٥ (1) بأصبهان . . . » . وكانت وفاة ابن النجار فى خامس شعبان سنة ٦٤٣ هـ (۲) وكان ميلاد ابن الفوطى فى سابع عشر المحرم سنة ٦٤٢ هـ (٢) أي قبل وفاة ابن النجار بسبعة أشهر تقريباً . وروى المؤلف عن عبد الوهاب بن على الأمين المحدث الصوفى المعروف باين مكينة وقد كانت وفاته سنة ٦٠٧ كما سيأتي في التعليق على اسمه . وقد ذكر الذهبي أن ابن النجار ترجمه في كتابه (۳). وترجمته مذكورة في تاريخ ابن النجار كما قال الذهي ، قال ابن النجار : « عبد الوهاب بن على بن على بن عبيد الله أبو أحمد بن أبي منصور الأمين المعروف بابن سكينة (4) » . ومؤلف هذا الكتاب يقول في أول كتابه في ترجمة « حمادة بنت عيسى » : « أخبرنى عبد الوهاب بن على الأمين إجازة قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الشيباني . . . » . ثم قال في ترجمة « غريب المأمونية » : « أنبأنى أبو أحمد الأمين عن ابن ناصر ... » وأبو أحمد الأمين هو عبد الوهاب ابن سكينة كما قدمنا في نقل نسبه آنفا، ومما ذكرنا يعلم أن عبد الوهاب بن سكينة توفى قبل مولد ابن الفوطى بخمس وثلاثين سنة ، فلا يصح أن يكون ابن الفوطى راوياً عنه بلا واسطة في كل حال من أحوال الرواية: سماعاً وإجازة ومناولة . وروى مؤلف هذا الكتاب عن « عبد الرحمن بن سعد الله الواسطى الدقيقى الطحان » فى ترجمة « عريب المأمونية » وترجمة « بنان جارية المتوكل » وترجمة « محبوبة جارية المتوكل » وسيرة « ثبت جارية المعتمد على الله » . ففى الموضع الأول قال : « وأنبأنى عبد الرحمن بن سعد الله الدقيقى عن أبي القاسم بن السمرقندى ... » وفى الثانى : « أنبانى عبد الرحمن الطحان (۱) طبقات الشافعية الكبرى للسبكى . « 1 : 0 }) ( ٢ ) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ۱ ۲ : ٣٧٤ طبعة مصر » . (۳) تاريخ الإسلام نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ١٥٨٢ الورقة ١٦٠ » . ( ٤ ) التاريخ المجدد لمدينة السلام » نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، الورقة ٦٤ » . عن ٣٦ أبي القاسم بن السمرقندي . . . » . وفى الثالث : « أخبرني عبد الرحمن بن سعد الله ...

« وأنبأني

الواسطى إذناً عن أبي القاسم بن السمرقندي » . وفى الرابع : « عبد الرحمن بن سعد الله الدقيقى عن أبي القاسم بن السمرقندي . . . » . وسيأتي في التعليق على اسمه أنه توفى سنة ٦١٥ (١) أي قبل مولد ابن الفوطى بسبع وعشرين سنة . • وروى المؤلف عن على بن عبد الرحمن بن الجوزي وهو ابن أبي الفرج بن الجوزى العلامة الفقيه المفسّر الواعظ المؤلف المشهور وذلك في ترجمة « بوران بنت الحسن بن سهل » وفي سيرة « قطر الندى بنت خمارويه » . قال في الموضع الأول : « أخبرني أبو القاسم على بن عبد الرحمن بن على إذناً عن [ أبي ] محمد بن (۲) > عبد الله بن الخشاب النحوى ... » وفى الموضع الثاني : « أنبأني أبو القاسم على بن عبد الرحمن ابن على عن أحمد بن المقرب » . وسيأتي في التعليق على ترجمة على بن الجوزي هذا أنه توفى فى سلخ شهر رمضان سنة ٦٣٠(٢) أي قبل مولد ابن الفوطي باثنتي عشرة سنة . وروى المؤلف عن أبي محمد عبد العزيز بن محمود المبارك الجنابذي المعروف بابن الأخضر في ترجمة « قرة العين جارية المعتصم بالله » قال : « أنبأني أبو محمد الجنابذى عن أبي بكر الحنبلى ... » . وأبو محمد الجنابذي هو عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، المقدم ذكره ، قال ياقوت الحموي : « جنابذ . . . ناحية من نواحى نيسابور وأكثر الناس يقولون إنها من نواحى قهستان من أعمال نيسابور A (۱) تاریخ بغداد لابن الدبيثي « نسخة دار كتب كمبريج ٢٩٢٤ الورقة ٣٥ « تاريخ الإسلام للذهبي و نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ١٥٨٢ الورقة ٢١٧ » . " (۲) علامة للمزيد فى نص الكتاب غلطاً ، والتي قبلها للناقص من الكتاب سهواً . (۳) التكملة لوفيات النقلة ، لزكى الدين المنذرى نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية « ١٩٧٢ . د ج ٢ الورقة ١٣٤ » . ومرآة الزمان « مختصر ج ۸ ص ٦٧٨ طبعة حيدر أباد » . وشذرات الذهب ه : ۱۳۷ ... ۳۷ ... وهى كورة يقال لها كنابذ وقيل هى قرية ينسب إليها خلق من أهل العلم وشيخنا عبد العزيز بن المبارك (۱) بن محمود الجنابذي الأصل، البغدادي المولد والدار ، يكنى أبا محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم ويعرف بابن الأخضر ، يسكن درب القيار من محال نهر المعلى شرقى بغداد .... (۲) وروى المؤلف عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي في ترجمة « قبيحة مولاة العباس امن الحسن » المقدم ذكرها آنها ، قال : « أنبأني محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الله قال أخبرنا المبارك بن عبد الجبار إذناً . وسيأتي في التعليق على ترجمته أنه توفى سنة ( ٦٤٠ (٣) هـ ( أى قبل ميلاد ابن الفوطى بسنتين . D (( . . . والدليل الرابع هو ما ورد فى سيرة « شاهان جارية المستنصر بالله » وهو قول المؤلف : « ولما توفى مولاها الإمام المستنصر بالله و بويع ولده سيدنا ومولانا الإمام المستعصم بالله أمير المؤمنين - أيد الله شريف دولته القاهرة ، و بلغه آماله في الدنيا والآخرة - أجراها على عادتها . . . » . فهذا كلام مؤرخ يمدح المستعصم . بالله في حياته ، وألف تاريخه على عهده ، وهو أمر يوافق حال ابن الساعي لا حال ابن الفوطى ، والمستعصم ولى الخلافة سنة ( ٦٤٠) وقتل سنة (٦٥٦» وأسر المغول ابن الفوطى سنة وفاة المستعصم ، وعمره يومئذ أربع عشرة سنة ، فهو لم يؤلف شيئاً قبل أسره ولا عُرفت له في ذلك الوقت كتابة أدبية تاريخية كائناً ما كان نوعها ، بله أن الذى عمره أربع عشرة سنة عاجز بالبداهة عن التأليف والتصنيف والإسناد إلى الشيوخ الكبار كما هو ظاهر فى هذا الكتاب، فهذا الكتاب من تصانيف N (۱) الصواب و ابن محمود بن المبارك» راجع الكامل فى حوادث سنة ( ٦١١ » وذيل الروضتين ص ۸۸» وذيل طبقات ابن رجب ۱ ۲ : ۷۹ » والشذرات «ه : ٤٦ » وغيرها ، وجاء في تذكرة الحفاظ للذهبي « ٤ : ۱۷۰ » عبد العزيز بن مسعود وهو خطأ هذا الخطأ مصلحو معجم . البلدان ، طبعة دار صادر ببيروت (۲) معجم البلدان في « جنابذ » . " ، ولم يصحح (۳) التكملة لوفيات النقلة « نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية ( ۲ : ۲۹۷ » . ۳۸ تاج الدين على بن أنجب المعروف بابن الساعى ولا صلة له بابن الفوطى ، والغريب أن اسم المؤلف لم يكتب على الكتاب بل جاء فى أول ورقة منه « كتاب جهات الأمة (۱) الخلفاء من الحرائر والإماء » . وكأنه كان من الشهرة والشيوع والذيوع بحيث لم يحتج إلى ذكر مؤلفه . وهذا خطأ مُبين فى نسخ المؤلفات والمصنفات ، لأن العصور مختلفة، والمعارف متغيرة متبدلة ، فالكتاب المشهور في عصر قد يحمل ذكره في عصر آخر ، والمؤلف المعروف فى زمن من الأزمان قد تذهب شهرته في عصر آخر، أو يذهب كثير منها ، فابن النجار المؤرخ البغدادي ، كان عمدة المؤرخين في أزمان طويلة ، ولا يعرفه اليوم إلا من تبحر في التواريخ (٢) (۱) يجوز قلب الهمزة ياء للتخفيف (۲) ومن المجهولين اليوم من المؤرخين على بن محمد الكازرونى ، وحمد بن أحمد القادسي، وعز الدين الحسن بن أحمد بن زفر الأربلى صاحب المجاميع التاريخية فى سير الشعراء والأدباء والأعيان ، و راوى قصة صفى الدين عبد المؤمن بن يوسف الأرموى مع هولاكو راجع ثمرات الأوراق لابن حجة ج ٢ ص ٣٤». ۳۹ مصدر النسخة وصفتها ذكرنا فضل الأستاذ العلامة ماسنيون في تنبيهنا على وجود هذه النسخة في مجموعة من مجاميع خزانة كتب ولى الدين باستانبول ، وبعد علمنا بذلك تاقت النفس إلى الاطلاع على مضمون الكتاب ، ولم نجد فرصة لتصويره بالمايكروفيلم إلا سنة ١٩٥٢ ففيها أقيم مهرجان ألفى لمولد ابن سينا الحكيم الفيلسوف ببغداد ، ودعى إليه أعيان العلماء والمحققين من شرقيين ومستشرقين ، وكان في الوفد العلمى التركي الأستاذ الأديب اللغوى الأريب » أحمد آتش » مدرس الأدب العربي والأدب الفارسي في جامعة استانبول ، فرغبت إليه أن يصور لى هذه النسخة بالمايكروفيلم ، فأجابني إلى ذلك – حفظه الله - بغير تلكو ولا اعتذار ، وما كاد يعود إلى استانبول حتى صورها بفلم ، ومقدار أوراقها « خمسون ورقة » في شريط تصويرى واحد ، كما هو مألوف ، وسلم – أيده الله – التصوير إلى قنصل العراق باستانبول فبعث به إلى متلطفا ، وقد كتبت كتاباً إلى الأستاذ الأريب « أحمد آتش » أستعلم مقدار النفقة على تصوير الفلم فلم يرد على منه جواب ، ولعله سكت عن الإجابة استقلالاً للمبلغ - أحسن الله جزاءه عن العلم والأدب وأهليهما - . - ولما حصل فلم النسخة فى يدى طلبت إلى إدارة مجمعنا العلمي العراقي أن تصوره بنفقتي على ورق « الفوتوستات » ليكون صالحاً للقراءة والنشر، وفي المجمع جهاز آلي تصويري يعالج هذا وأمثاله ، فصورت النسخة فيه وكانت النفقة على التصوير بل أجرته خمسة دنانير ، لخمسين ورقة ، وهى مجموع ورق الكتاب ، وبقيت النسخة المصورة في خزانة كتبى حتى هيا الله تعالى لها هذه الفرصة ، فنسختها وصححت ما فيها من خطأ النسخ وعلقت عليها تعالية، تختلف قصراً وطولاً، على حسب ٤٠ الحاجة، وأرجو أن لا تخلو من فائدة ، يقطفها القارئ في أثناء قراءته الكتاب ، والباحث عند استمداده منه ، ولا أبرى نفسى من تقصير ولا من ذهول . فإن نشر . الثلاثاء كتاب مخطوط أول مرة لا يبلغ الكمال في كل الأحوال وخط النسخة نسخى واضح ، إلى الجمال ما هو ، وتاريخه هو « يوم رابع شهر رجب الفرد سنة تسعمائة ، كما جاء في آخر الكتاب ، وقد جاء في الورقة الخمسين ما هذا نصه « نبذة بسيرة من نكت الظرفاء : قيل جاء رجل إلى سليمان ابن داود عليه السلام .... هذا وينبغي لنا أن نتبه على أن الناسخ لم يكن من الأدباء المحققين لأنه نقل في عدة مواضع ما لم يفهمه من الكتاب ، ونسخ ما هو غير واضح، لوقوع الخطأ في نسخه ، وهو يترك بعض النقط أحياناً فيكتب ثقتى « ثمتى » ، والهمز أحياناً مثل الخلفا » أي الخلفاء ، ومجى بمعنى ( المجيء » ، ويقلب الهمزة أحياناً مثل الحراير ، للحرائر، ويهمل نقط الياء تارات فقيه مثل « يتزوج جاريتي بعد أن يلى الخلافة ، ويجمع آونة بين الموض والمعوض عنه مثل « لبكابيه » ، ويترك نقط التاء أحياناً مثل « بدعه » لبدعة ، و « متوقفه » لمتوقفة . وقد حدث خلل في النسخة وهو أن قسماً من أخبار « عنان جارية الناطفى ) أدغم في أخبار ( بدعة الكبيرة ، فاستوجب ذلك تنبيهنا و إصلاح الخلل ، ولم ينبه على ذلك أحد قبلنا وأختم هذا التصدير بأن أذكر أن المؤلف لم يلتزم شرط كتابه بتضمينه إياه نساء الخلفاء من الحرائر والنساء حسب، فقد أضاف إليه من نساء السلاطين كخاتون السفرية حظية السلطان ملکشاه ، وزبيدة زوجة السلطان مسعود بن محمد بن ملکشاه، ومن نساء الأمراء كسريرة الرائقية ، وست النساء الطولونية، وقبيحة مولاة الوزير العباس بن الحسن وزير المقتدر بالله ، وبالله ثقتى وعليه اعتمادى وتوكلى وهو الموفق للصواب . مصطفی جواد


  1. رحلة ابن جبير ، طبعة ليدن الثانية ص ٢٢٦ .
  2. تاريخ الخلفاء للسيوطى ( ص ٤٦١ ، طبعة بلاد الهند