انتقل إلى المحتوى

نساء الخلفاء (دار المعارف، 1950)/حمادة بنت عيسى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
نساء الخلفاء المسمى جهات الائمة الخلفاء من الحرائر والإماء​ (1950) المؤلف ابن الساعي
١ – حَمَّادَةُ بنتُ عِيسى
ملاحظات: القاهرة: دار المعارف (1950)، الصفحات ––٤٦
 
﷽
وَيِهِ ثِقَتِى

(١ظ) أما بعد حمد الله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد وآله أجمعين، فإني لما جَعْتُ كتاب «أخبار مَنْ أَدركَتْ خِلافَةَ وَلَدِها » من جهات[١] الخلفاء، ذوات المعروف والعطاء، أحببتُ أن أذكرَ مَن اشتهرَ ذِكرُها من حظايا الخلفاء، الحرائر والإماء، وبالله التوفيق.

۱ - حَمَّادَةُ[٢] بنتُ عِيسى[٣]

زوجة الإمام أبي جعفر عبد الله المنصور. أخبرني عبد الوهاب بن على ٤٤ الأمين) إجازة ، قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الشيباني ، أخبرنا أحمد بن على الحافظ أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد ( ۲ ) ابن عبد الله بن زياد القطان سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلباً يقول : ه لما ماتت حمادة بنت عيسى زوجة المنصور وقف المنصور والناس معه على حفرتها ينتظرون مجىء الجنازة وأبو دلامة فيهم ، فأقبل عليه المنصور فقال : يا أبا دلامة ما أعددت لهذا المصْرَع ؟ قال : حَمَّادَةَ بنت عيسى . يا أمير المؤمنين (٢) . قال فضحك القوم ) . (۱) الأمين ويجمع فى التكسير على الأمناء، هو الرجل الدي يستحفظه القاضى أموال الأيتام والغائبين ( معيد النعم ومبيد النقم ص ٦٢ طبع دار الكتاب العربي ) . وأبو أحمد الأمين هو شيخ الشيوخ ضياء الدين عبد الوهاب بن على ابن على بن عبيد الله البغدادي الشافعى المحدث الزاهد الفقيه الورع المقرئ البارع ، ولد ببغداد سنة ٥١٩ وتوفى بها سنة ٦٠٧ وترجمته مفضلة في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيئي ( نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٥٩٢٢ الورقة ١٥٥ ) ، والتاريخ المجدد

لمدينة السلام ( نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، الورقة ٦٤ ، والتكملة لوفيات النقلة ، لزكي الدين عبد العظيم المنذرى المصرى ( نسخة مكتبة البلدية بالإسكندرية ۱۹۸ د ج ١ الورقة ۲۷ ، ، والكامل فى وفيات سنة ٦٠٧ ، وذيل الروضتين لأبي شامة المقدسي ( ص ۷۰ ) . وتاريخ الإسلام ( نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ١٥٨٢ الورقة ١٦٠ ، والوافي بالوفيات للصفدى ( نسخة باريس ٢٠٦٦ الورقة ٢٩٠ ) . وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ( نسخة باريس ٢١٠٢ الورقة ٥٧ ، ، - والنجوم الزاهرة ( ج ٦ ص ۲۰۱ ، ۲۰۲ ، ، والشذرات و ٥ : ٢٥ ، وغيرها ( ۲ ) في الأغانى ( ۱۰ ٢٦٢ ، أن أبا دلامة أجابه قائلاً : « بنت عمك يا أمير المؤمنين حمادة بنت عيسى ، يجاء بها الساعة فتدفن فيها ، وتمام الخبر فيه هو : « فضحك المنصور حتى غلب فستر وجهه ) . وأبو دلامة زند بن الجون

له ترجمة في الأغانى ( ج ۱۰ ص ۲۳٥ ، ووفيات الأعيان وغيرهما ٢٣٥

۲ - غادِرُ[٤] جارية الإمام الهادي

(۲ظ) قال جَعْفَر[٥] بن قدامة : « كانت من أحسن الناس وجهاً وغناءاً، وكان يُحِبُّها حبا شديداً، فبينا هي تُغنيه يوما عَرَض له فكر وسهو، فسأله من حضر من خواصه فقال : قد وقع في فكرى أني أموت وأن أخي هارون يتزوج جاريتي بعد أن يلي الخلافة. فقيل له نُعِيذك بالله، ويُقدَّمُ الكُل قَبلَك. فأمر بإحضار أخيه وعَرَّفه ما خَطَرَ لَه، فأجابه بما يُحِبُّ من ذلك. فقال : لا أرضى حتى تَخْلِفَ أَنى مَتَى مُتُ لا تتزوجها. مُخَلَّفَهُ واستوفى عليه الايمان : من الحج راجلا وطلاق الزوجات وعتق المماليك وتشبيل[٦] ما عليكه، ثم أخلقها بمثل ذلك فحلفت. فلم يمض على ذلك إلا شهر، ومات الهادي وبويع الرشيد، فبعث إلى غادِر وخَطَبَها، فقالت : كيف نصنع بالأيمان ؟ فقال : أكَفِّرُ عن الكُلِّ وأَحُجُ راجلا. فَأَجابَتْ، وتزوجها وزاد شغفاً بها حتى إنَّهُ صار يضع رأسها في حِجْرِه، فتنام فلا يتحرَّك حَتى تَنْتَبِه. (۱۲) فبينا هى ناعة ذات يوم أنتبهت فزعة تبكى، فسألها عن حالها، فقالت : رأيت أخاك الساعة في النوم وهو يقول :

أَخْلَفْتِ وَعْدِى بعدما
جاورت سكان المقابر
وحلفت لى[٧]. . . .
أعانك الكذب الفواجِرْ
ونَكَنتِ غادِرَة أَخي
صَدَقَ الذي سَمَّاكِ عَادِرْ
أَمْسَيْتُ في أَهل البلى
وغدَوْتِ فِي الحُورِ العوائر[٨]
لا يهينك الألف الجدي
د ولا تدر عنك الدوائر
ولحقت بي قبل الصبا
ح وَصِرْتِ حيث غدوتُ صائر

والله يا أمير المؤمنين وكأنى أسمعها وكأنما كتبها في قلبي فما نَسِيتُ (۴۲) منها كلمة. فقال لها الرشيد : أضغاث أحلام. فقالت : كلاً. ثم تَزَل تضطربُ وتُرْعَدُ، حتى ماتت بين يديه، وذلك في سنة ثلاث وسبعين ومائة.


  1. جهات جمع جهة، وهي كناية عن زوجة الخليفة أو حَظيَته، وعن زوجة السلطان أو حَظيَته، استعملت كذلك في العصر السلجوقي وما بعده، وأريد بها أحيانا « السيدة » المتزوجة مطلقًا « الكامل ج ١٠ ص ٧ طبعة أحمد الحلبي سنة ١٣٠٣ » و « المنتظم ج ۸ ص ۱۷۰، ص ۲۱۹، ۲۲۰ وغيرها » و «مختصر مرآة الزمان ج ۸ ص ٣٤٥ طبعة حيدر أباد الدكن » ومختصر مناقب بغداد ص ٢٠ بمطبعة دار السلام ببغداد » و «كتاب الأموال لأبي عبيد « ص ٦١٥ طبعة عبد اللطيف الحجازى بالقاهرة » و« مختصر صبح الأعشى ص ٣٨٦ ». وسيرد استعمال المؤلف « الجهة » بمعنى السيدة في هذا الكتاب غير مرة.
  2. ورد ذكرها في الأغاني « ج ١٠ ص ٢٦٢ طبعة دار الكتب المصرية ». و « ج ۹ ص ۱۲۸ طبعة محمد ساسي بمصر ».
  3. (۳) هو عيسى بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عمّ السفاح والمنصور وإليه نسب قصر عيسى وقطيعة عيسى بالجانب الغربي من بغداد. ولد سنة ٨٣ وتوفى ببغداد سنة ١٦٤ « تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ۱ ص ۹۲، وج ١١ ص ١٤٧ » ومعجم البلدان لياقوت الحموي في « قصر » و « قطيعة ».
  4. الأغاني « ج ۱۹ ص ۱۲۲ طبعة محمد ساسی ».
  5. قال أبو بكر الخطيب البغدادي : « أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم، وافر الأدب، حسن المعرفة، وله مصنفات في صنعة الكتابة وغيرها ». « تاريخ بغداد ج ۷ ص ۲۰۷ » وكانت وفاته سنة ٣١٩، « معجم الأدباء ٢ ص ٤١٢ « طبعة مرغوليوث ». وذكره ابن النديم في الفهرست في ترجمة ولده « قدامة، قال : « كان أبوه جعفر ممن لا يفكر فيه، ولا علم عنده ». « ١٨٨ من الطبعة المصرية »، قال هذا مع أن أبا الفرج الأصبهاني يروى عنه « الأغاني ۱ : ۸۳، ٢ : ٤٦، ٣ : ۲۸۰ » طبعة دار الكتب، وهو فيه « جعفر بن قدامة بن زياد الكاتب». والذى في فهرست ابن النديم « قدامة بن جعفر بن قدامة » فهل قدامة ابن جعفر اثنان ؟ هذا هو الظاهر.
  6. يقال « سَبَّل الشيء تسبيلاً أي جعله في سبيل الله ووقفه على وجوه البرّ والإحسان ». « القاموس ».
  7. نقصان في نسخة الأصل.
  8. هكذا وردت الكلمة في الأصل، والعوائر جمع العائرة من عارت تعيرُ أي ذهبت وجاءت فهي حرّة الحركات أو هي « الغوائر » جمع الغائرة.