مفيد العلوم ومبيد الهموم/کتاب شرح السنة/الباب السابع
الباب السابع في تعظيم المصحف واحترامه
من شعار أهل السنة تعظيم المصحف مان القرآن مكتوب فيه حقيقة ومن قال أن ما بين الدفتين من القرآن ليس بقرآن فقد كفر ومن استخف به کفر ومن حلف به مستحلا فقد كفر ومن مسه جنباً أو محدثاً فقد أثم ومن عظمه فقد عظم الله ومن أهانه فقد أمان الله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ومن زعم أن في الصحف زاجا وسواداً ليس الا فكافر لانه يخالف الاجماع المقطوع به ومن قال أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ليست فيما بين الحلق فكافر ومن حالف بما في المصحف يقع طلاقه وان حلف بالمصحف فلا يقع طلاقه ولو أن يهودياً كتب مصحفاً ، ا يجب تعظيمه واحترامه وكان من جملة التابعين وجل يصبح كل يوم ويأخذ المصحف ويقبله ويقول كلام ربي ولا يجوز بيع المصحف من كافر ولا تحوز دفعه الى دار الحرب ويكره أن يصغر حجمه ويكره جدا أن يفرط في سطوره وحواشيه ولا يجوز تصغيره فيقال مصحف ومسيجد ولا فتيوى وان ابتلي في برية لاماء معه ولا تراب وأصابه جنابة ومعه مصحف الصحيح أنه لا يفارقه عن نفسه بل يضرب يديه على ثيابه وينوي اتيمم ويستصحب المصحف حتى يبلغ إلى الطهور والنظر في المصحف عبادة وفي الخبر أن من داوم النظر في المصحف فقد أمى من العمى في حياته وروي رجلا كتب مصحفا فيجود بسم الله الرحمن الرحيم نعصر الله له بذلك وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم ومدت عيناه فسأل جبريل عري ذلك فقال أدم النظر في المصحف