انتقل إلى المحتوى

مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب في أحكام النبوة/الباب الثاني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الصفحات ٢٣–٢٤


 

﴿الباب الثاني في الرد على البراهمة﴾

بیست أن جميع أهل القبلة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجوزون الله أنبياء الى الحلق بالأمر والنهي فيأمرهم وينهاهم بواسطة وسالهم لان الانبياء مبلغون وليسوا بموجبين وقالت البراهمة من أهل الهند لا يجوز بعثة الأنبياء عقلا ولهم في ذلك شبهتان ( الأولي ) قالو الايخلوا ماجاء به الانبياء أما أن يكون موافقاً للسقل أو مخالفاً للمقل فان كان موافقا للعقل فلا حاجة الى التي وان كان مخالفا للعقل فلا يمكن معرفته فما به حاجة الى النبي ( الجواب ) نقول يا معشر الحمير و أصحاب السعير عرقم شيئاً وغابت عنكم أشياء الشرع مؤكد للعقل مقرر له يرشد الى أشياء لاندرك بمحض العقل فاذا لم يكن في ارسال الرسل استحالة خروج عن حقيقة فيجب الحكم بجوازه وهذا لان العقل يقضي بتناول الدواء عند المريض تم الأطباء يبينون قوانين الادوية والتفصيل ويعرفون الضار من النافع فالحاجة ماسة الى الانبياء فالأطباء أصحاب الابدان والانبياء أصحاب الاديان وأيضاً تفاصيل الشرعيات من أعداد الصلوات والحدود والكفارات لا يهتدي العقل إليها فالحاجة داعية إلى الأنبياء في بيان ذلك ( الشبهة الثانية ( الأنبياء وردت يدفع البهائم من غير جريمة وهو قبيح فلهذا قلنا لا يجوز بعثة الانبياء ( الجواب ) هذه البهائم مملوكة لله تعالى تارة يؤمها ويسقمها وتارة يمينها وتارة يأمر بذبحها وللمالك أن يتصرف في ملكه كما يشاء لا اعتراض عليه فلما جاز له اماتها جاز له أن يأمر بذبحها ولانها اذا تماوتت لا ينتفع بها أحد فأمر بذبحها لينتفع بها عييده ولان الآدمي أشرف من البهائم وقد خلق محتاجا إلى الاكل والشرب ليكون له قوة واشطة على عبادة الله وجهاد أعداء الله فالله حكيم وجعل البهائم فداء الآدمي وصيانة القوته وكفاية لمعيشته ومن حمل الأخس فداء الاشرف يكون حكيما جواب آخر ) منظم أمر المعيشة مرتبط بجلودها من السرج واللجم والسياط و الانطاع والحقاف والمحاد والاخبية فلو لم يجز لادي ذلك إلى الحرج ولا حرج في الدين