مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب في أحكام النبوة/الباب الأول
﴿الباب الأول في تفسير النبوة﴾
الله عليه أن النبوة ليست بمكتسبة ولا هي صفة النبي صلي الله عليه وسلم وليست بجسم فيوضع على الطبق وأما تفسير النبوة فمضاها تعلق خطاب الله تعالى بشخص أن يقول له أنت رسول وقد منتك الى أمة كدا لتدعوهم الى كدا فحينند ثبتت رسالته ويجب على الحاق طاعته ولا يتعلق هذا بكسب بشر ولا يحصل بجهد آدمي ولو أنفق عمره في الرياضة وأذاب مهجته فيها قليت شعري ما عمل عيسي في المهد حين قال اني عبد الله وما فعل خليل الله في صباء حين قاب الي وجهت وجهى وماذا كسب آدم صلى وسلم مبديع فطرته حين قاد من تراب ثم اصطفاه واحتباه واخوة يوسف ما فعلوا مع يوسف خصوا بالنبوة وموسي صلى الله عليه وسلم كان يرعى الشعيب الغنم فاعطاء الله النبوة هيهات هيهات لا كسب ولا رياضة ولا جهد ولا دراسة بل نياً عناية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقد ضل في هذا الباب عالم وهلك جماعة وغرق في بحار الكفر جميع الفلاسفة فقالوا البوة مكتسبة يمكن كسبها بالرياضة فيقال لهم ياضلاله مع استحيوا من الله حق الحياء فان محمدا صلى الله عليه وسلم كان في اجارة خديجة رضي الله عنها يعمل لها وكان يرعي فأدرجت النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم ثم منذ استأثر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ونقله الى جنته قد مضي زهاء خمسمائة سنة وأربعين سنة أما كان رجل من هذا العالم العظيم أن يصفى نفسه ويروض طبعه لينال النبوة تم بعد تقشفكم وعنه بكم من طبيبات الدنيا يسكن أحدكم حبا فارغا طول الدهر لا يا كل شيئاً من الدنيا ومع ذلك لم يمكن أحد فيكم ادعي النبوة لا كان ولا يكون الدهر إلى يوم القيامة فامسكوا عن هذياتكم وأقصر وأ من بهتانكم ومن قال ان الانسان برياضة القلب ومجاهدته لانفس بصل إلى العالم الروحانى فذاك زنديق يقرع باب الزندقة بل صفاء القلب من فضل الله وسواد القلب من حلق الله لا خالق الا الله لاعبة ولا معلول ولا طبيعة ولا مصنوع بلى الله صالح وماسواء مصنوع مكم وأنا من رجل جاهد وهاجر وراض نفسه بالمجاهدات الشاقة فهي حصل الأعلى السوداء البحث والماليخولياه الصرف وكم رأينا من يتمرغ في النعيم يغدو بجفان ويروح يجفان وقد حصل له كرامات و ولايات ولبس باتفاق فخذوا حذركم فأي طاعة اكثر من طاعة أبليس وصافته اللعنة واي معصية فوقى معصية سحرة فرعون وخاتمتهم الرحمة قال الاستاذ أبو اسحق أن يسمى الفلاسفة خدع بعض الناس وقال انكم تصلون بالرياضة وسناء الشلب الى عالم الروح ومن عالم الروح الى عالم المكوت ومن عالم المكوت الي عالم الغيب فالمساكين هجروا الديار والاوطان وأقبلوا على أكل الحشيش ومساكنة الخيال ومرافقة الوحوش نفخم دماغهم وأخذتهم الماليخولياء فتعجلوا بالمد السوداء وذهبت أعمالهم هباء ولم يحصلوا الا على سراب به الظمآن ماء ( قاعدة ( مفيدة خاصية النبي صلى الله عليه وسلم شيان اثنان أحدهما أن لا يكون في نظره خطأ البتة فلا يعتريهم خطأ في دين الله تعالى والله تعالى يعصم نظرهم عن الخطأ والنسيان ويجوز الخطأ والنسيان على الأنبيان الا في موضع واحد وهو تبليغ الرسالة ففي هذا الموضع لا يجوز فتأمل فى هذه النكتة والثاني أن الله قد شرفهم وكرمهم بأخبار الغيب أو بواسطة ملك أو بنفسه بأن يخلق لهم علما يعرفون به أنه كلام الله أو غيب يظهره عليه عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد الا من ارتضي من رسول وما سوي ذلك فهو كسائر الآدميين