مجلة المقتبس/العدد 83/مطبوعات ومخطوطات
مجلة المقتبس/العدد 83/مطبوعات ومخطوطات
الإشارات الإلهية للتوحيدي
في المكتبة الظاهرية بدمشق الجزء الأول من هذه الكتاب لأبي حيان التوحيدي صاحب المقابسات (المقتبس م1 ص302) من كبار المنشئين في عصره وأئمة العلم والأدب وكتابه في مخاطبة النفس جاء في أوله: اللهم إنا نسألك ما يُسأل لا عن ثقة بياض وجوهنا عندك وأفعالنا معك وسوالف إحساننا قبلك ولكن عن ثقة بكرمك الفائض وطمعاً في رحمتك الواسعة نعم وعن توحيد لا يشوبه إشراك وعرفة لا يخاطبها إنكار وإن كانت أعمارنا قاصرة عن غايات حقائق التوحيد والمعرفة نسألك أن لا ترد علينا هذه الثقة بك فتشمت بنا من لم يكن له هذه الوسيلة إليك يا حافظ الأسرار ويا مسبل الأستار ويا واهب الأعمار ويا منشئ الأخيار ويا مولج الليل والنهار ويا مصافي الأخيار ويا مداري الأشرار ويا منقذ الأبرار من النار والعار وعد علينا بصفحك عن زلاتنا وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا وحطة حالنا معم في اختلاف سكراتنا وصحواتنا وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا لأنك أولى بنا وإذا خفنا منك فابرح خوفنا منك برجائنا فيك وإذا غلبت علينا بأسنا منك فتلقه بالأمل فيك الخ.
وقال من فصل: أيها المحاور والصديق المجاور كيف أتكلم والفؤاد هائم بكل واد والخاطر خال من كل حاد وهاد كيف أشكو والسر ظاهر باد أم بأي شيء أتعلل وكل ما أجده مردد ومعاد أم عَلَى من اعتمد وكل أحد أراه فهو لي ضد ومعاد. أنفاسي محترقة بالحسرات ودموعي مترقرقة بين النغمات والزفرات وكبدي مشتعلة عَلَى المناظر والهيئات ويقظتي جارية عَلَى الرسوم والعادات وأحلامي عارية من كل ما له حاصل وثبات ونفسي رهينة بالسيئات مفتونة بالحسنات بالسوانح والخطرات مغبونة عن الحسنات والصالحات. الجهات من دوني منسدة والوجوه أمامي مسودة إن قلت قيل هذا زور وبهتان وإن شربت قيل هذا غرور وعدوان وإن سكت قيل هذا سهو ونسيان قليت من ابتلائي بما لا طاقة لي به ارحمني مما لا غنى لي عنه أو ليت منة طردني عن بابه أهلني لعتابه أو ليت من جرعني مرًّ من فراقه أخطر عَلَى بالي حلاوة لقائه أو ليت من غمسني في بحر البلوى طرحني إلى ساحل المنى أو ليت من حطني عن درجات المخدومين رقاني إلى قامات الخدم الخ.
وقال من رسالة: حرام عَلَى قلب استنار بنو الله أن يكفر في غير عظمة الله حرام عَلَى لسان تعود ذكر الله أن يذكر غير الله حرام عَلَى نفس طهرت من أدناس الدنيا لله أن تدنس بشيء مخالفة لله حرام إلى عين نظر ت إلى مملكة الله أن تحدق إلى غير الله حرام عَلَى كبد ابتلت بالثقة بالله أن تطمئن إلى غير الله حرام لع== عَلَى من لم يجد الخير إلا من الله أن يجد طمعاً في غير الله حرام عَلَى من شرف بخدمة الله أن يتضع بخدمة غير الله حرام عَلَى من ألف فَنَاء الله أن يعرج إلى غير الله حرام عَلَى من تلذذ بمناجاة الله أن يناجي غير الله حرام عَلَى من رتع في نعمة الله أن يعبد غير الله الخ.
وأكثر الكتاب عَلَى هذا النمط وهو في مجلد ضخم يغلب عليه التحريف والتصحيف.
التحفة الظريفة
في خزانة كتب عبد القادر بك المؤَيد من فضلاء دمشق.
نسخة من كتاب التحفة الظريفة الحاوية من كل نكتة لطيفة المسماة بمجموعة الحكيم جمع السيد حسن بن السيد عثمان الحكيم جمعه سنة 1888 في عصر بارت فيه صناعة الأدب وجدت القرائح وتراجعت العلوم ومن أحسن ما رأينا في آخر الكتاب تقارظ بعض أدباء عصره وفقهائه في دمشق وأكثرها شعر ضعيف ركيك فمنها تقريظ لحمزة أفندي زاده وآخر للسيد علي العمادي ولأحمد أفندي العمادي والسيد كمال الدين البكري ومحمد شاكر أفندي العمري والسيد أحمد الشمسي العمري والشيخ عمر العمري والشيخ محمد العمري والسيد عبد الفتاح مغيزل والسيد علي الشمعة والسيد خليل بن قرا مصطفى والشيخ محمد البصيري والسيد مصطفى اللوجي والسيد عبد الخالق اللوجي والسيد يحيى العطار والسيد محمد أمين العطار والشيخ محمد البصير وخليل أفندي المحاسني والشيخ محمد الطباع الحلبي والشيخ علي المجلد والشيخ صالح بن الشيخ محمد الدسوقي والحاج أحمد الرباط ومن أرق الشعر الوارد بيتان للشيخ علي الشمعة وهما قوله:
ابدى لنا حسن الشريف لطائفاً ... قد صاغها لذوي النهى مجموعا
كل المفرق من محاسن عصره ... أضحى لدى مجموعه مجموعا
وقد رتب الجامع كتابه عَلَى خمسة عشر باباً الأول في نوادر العرب والثاني في المغفلين الثالث في القضاة الرابع في المعلمين الخامس في المتنبين السادس في النحاة السابع في الأطباء الثامن في الشعراء التاسع في الأهاجي والرسائل العاشر في الأجوبة المسكنة الحادي عشر في نوادر النساء والجواري والمغنيات الثاني عشر في نوادر الغلمان والخدم الثالث عشر في نوادر البخلاء الرابع عشر في نوادر الطفيلية وأخبار الطعام والأكل الخامس عشر في نوادر شتى مختلفة المعنى.
ومن نوادره: خرج الحجاج بن يوسف الثقفي يتصيد فرأى أعرابياً فقال له أيها الأعرابي كيف تقول في الحجاج وأفعاله فقال الأعرابي: إيش أقول في رجل غشوم ظلوم مشؤوم ما ولي هذا القطر اشر منه لعنه الله ولعن من ولاه علينا فبينما هو كذلك إذ أحاطت به الجند فقال الحجاج: خذوا لهذا قال الأعرابي لمن يليه: من هذا فقالوا له: الحجاج فحرك دابته حتى صار بالقرب منه ثم ناداه يا حجاج قال: قل ما تشاء قال له: السر الذي كان بيننا أحب أن يكون مكتوماً فضحك الحجاج وأطلقه.
وخرج الحجاج ذات يوم متنزهاً فرأى أعرابياً فقال له: ايها العرب من خير القرب قال قريش قال ولم ذلك قال: لأن النبي ﷺ منهم قال: فمن أشر العرب قال: ثقيف قال: ولم ذلك قال لأن الحجاج منهم قال أتدري من أنا قال لا قال أنا الحجاج قال الأعرابي جعلت فداك أتعرف من أنا قال لا قال أنا مولى بن عامر أجن في كل سنة ثلاثة أيام وهذا اليوم أشدها فضحك ووصله وأطلقه.
وقيل خطب المنصور يوماً بالشام فقال في خطبته ينبغي لكم أن تحمدوا الله عَلَى ما وهب لكم في أيامكم فإني منذ وليتكم صرف الله عنكم الطاعون الذي كان يجيئكم في أيام بني مروان فقام إليه أعرابي كان في المسجد فقال إن الله أكرم من يجمع علينا أنت والطاعون معاً.
وقف المأمون عَلَى باب طحان فنظر إلى حمار له بدور الرحى وفي عنقه جرس فقال للطحان: لم جعلت هذا الجرس في عنق الحمار فقال ربما أدركني النوم فإذا لم أسمع حس الجرس علمت أن الحمار قد وقف فأصيح عليه ليدور قال أرأيت لو وقف وحرك رأسه بالجرس فقال ومن أين للحمار عقل مثل عقلك أيها الأمير حتى يفعل مثل هذا.
وحكي أنه أمَّ رجلٌ من الظرفاء قوماً أياماً وكانوا من التغفل بمكان عظيم وكانوا يطعمونه الخبز والكامخ لا يزيدونه شيئاً فصلى بهم يوماً الصبح فقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تطعموا أئمتكم الكامخ بل لحماً وإن لم تجدوا لحماً فبيضاً وسمناً ومن يفعل ذلك منكم فقد خسر خسراناً مبيناً.
وقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة فإن لم تجدوا بيضاً وسمناً فسمكاً فإن لم تجدوا سمكاً فلبناً أو حليبا ولا تمخضوه تمخيضاً ومن لم يفعل ذلك فقد افترى إثماً عظيماً فلما فرغ من صلاته جاؤوا واعتذروا له عن التقصير في حقه وإنه لم يكن عندهم خبر بهذه الآيات العظيمات المومى بها في الأئمة ثم سألوه في أي سورة هذه الآيات الشريفات فقال لهم في سورة المائدة في حزب الأكل لأي شيء سميت سورة وهي تنبئ عن مثل هذا كثير.
والكتاب عَلَى هذا النمط وفيه من الحكايات ما لا يصح أنم يقرأ لكل إنسان لعدم الإلف بأمثاله في هذا العصر ومن الأشعار التي رواها قصائد هجوية لمصطفى بك الترزي وأهاجي عبيدي باشا وفيه رسالة لرجب الحريري مداعباً صديقاً له يقال له ابن الخليفة في بعلبك ورسالة الوهراني التي كتبها عَلَى لسان بغلته وعلقها في عنقها وسيبها في دار الأمير عز الدين ابن منوسك (المقتبس المجلد الأول) ورسالة أبي نواس الهزلية إلى بعض أصحابه ورسالة ابن الطليوني إلى القاضي عمر المغربي ورسالة أبي بكر الخوارزمي إلى البديهي إلى غير ذلك من النوادر والأشعار.
لغة العرب
يسرنا أن نرى الأعمال العلمية تنمو النمو المطلوب في بلاد العرب ولاسيما في مصر وتونس والعراق والشام أكثر الأقطار العربية مدنية وأقدمها في الأخذ بمذاهب العلم والتعليم. ومجلة لغة العرب لصديقنا الأب أنستاس الكرملي هي في مقدمة ما يفاخر به من الأعمال التي ظهرت في عهد الحرية الصحافية في الشام والعراق فإن المقالات التي تنشرها رصيفتنا في اللغة والنقد الأدبي وتاريخ العراق وعمرانها عَلَى جانب عظيم من التحقيق حري بأن يخلد في خزائن الكتب دليلاً عَلَى حالة العراق العلمية في هذا العهد وقد بلغ فيها صاحبا في مدة لم تبلغ الحولين مبالغ المجلات التي مضى عليها سنين كثيرة تعاني البحث والنقل وزادت أنها علمية محضة لا تتعرض للأبحاث الدينية فجدير بالمتأدبين والمستنيرين أن يستفيدوا مما تنشره الشهر بعد الشهر لخدمة الآداب العربية وأن تعد في الندية العلمية في جملة حسنات المحسنين في التأليف الذين يقدمون عَلَى خدمة العلم والأدب بعد أن يدرسوا موضوعاتهم ويمرنوا فيها أعواماً طويلة ليدخلوا البيوت من أبوابها ولو كتب العامة مجلاتنا التي صدرت منذ أربعين سنةً إلى الآن يكون منشئوها أكفاء لعملهم لما بارت بضاعة العلم هذا البوار المخجل ولنفعت في تثقيف العقول أضعاف أضعاف ما نفعت.
كتاب طبقات الأمم
للقاضي أبي القاسم صاعد الأندلسي المتوفى سنة 462هـ نشر الأب
لويس شيخو طبع في المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة1912
(ص124).
هذا الكتاب النفيس الذي وفق رصيفنا منشئ مجلة المشرق إلى نشره تباعاً في مجلته هو أشبه بفهرست ابن النديم وقد أحسن الناشر نشره وطبعه وتعليق حواشي عليه عَلَى عادته في معظم ما نشره في كتب العرب. ومن هذا الكتاب يعرف الإنسان اشتغال العرب بالعلوم المختلفة وينصفهم ولا يغمطهم حقهم. وقد كنا في أحد إعداد هذه السنة أشرنا ما وقع للأب شيخو من التحريف وصححناه بما هدانا إليه النظر والفكر فتفضل الناشر المنوه به بإضافة بعضه إلى آخر كتاب الطبقات عَلَى عادة الباحثين المصنفين في إثبات كل عمل لعامله لا كالذين يحد بهم ضيق عطنهم إلى الاستئثار بما سبق له غيرهم ليقال أنهم هم كل شيء وغيرهم لا شيء وفق الله الناشر إلى نشر أمثاله لخدمة الآداب والمعارف.
أخبار وأفكار
هو عنوان كتاب وقع في 227 صفحة لمؤلفه أمين أفندي الغريب صاحب جريدة
الحارس
وهو مجموعة أدب وتاريخ نشره في جريدته في أوقات مختلفة وتم العمل. وحبذا لو حذا حذوه غيره من كتاب الصحف فإن في مقالاتهم ما ينبغي حفظه لتتداوله الأيدي في صورة الكتب عَلَى الدهر.
تاريخ بعلبك
أهدانا ميخائيل أفندي موسى ألوف نسخة من الطبعة العربية الثالثة من كتابه تاريخ بعلبك وفيه وصف مدقق لتاريخ هذه المدينة ولاسيما قلعتها الشهيرة نقلاً عن أصح المصادر الإفرنجية والعربية والتجارب الطويلة التي وقعت للكاتب وفي الكتاب صور بعض التماثيل والأحجار وما وجد عليها من النقوش والكتابات الأثرية مما دل عَلَى فضل وتدقيق وكان حرياً بأن يزدن به المكاتب. وأحق الناس بمعرفة تاريخ بلد أهله. فنشكر المؤلف عَلَى هذه التحفة التي طبعة عشر مرات باللغات الأجنبية مما دل عَلَى الإقبال عليها للانتفاع مما حوت.
دروس الأشياء
هو مختصر في هذا الفن فيه أبحاث عن الإنسان والحيوان والنبات وطبقات الأرض والحكمية الطبيعية والكيمياء تأليف فوزي بك العظم وسليم أفندي هاشم من أدباء دمشق وقد حلياه باثنين وثمانين شكلاً وبسطا عبارته بسطاً لا يعلو عن مفهوم المبتدئ فلنشكرهما عَلَى عنايتهما ونرجو لهما التوفيق إلى إكمال هذه السلسلة النافعة لطلاب المدارس ولاسيما الأهلية.
رسائل مختلفة
(أمثال الشرق والغرب) ليوسف أفندي توما البستاني
اختيارات شيخ الإسلام ابت تيمية جمعها تلميذه ابن قيم الجوزية
طبعت بمطابع روضة الشام
رسالة في مسائل الإسلام داود الظاهري جمعها الشيخ محمد الشطي المتوفى سنة 1317 طبعت بمطبعة روضة الشام.
ديوان تذكر الغافل عن استحضار المآكل لمحمد أفندي الخالد جلبي الحمصي جعل ريعه إعانة لبناء مدرسة الاتحاد الوطني بحمص.
طبع بمطبعة حماة سنة 1330.
كتاب الجرح والتعديل للشيخ جمال الدين القاسمي نشر في مجلة المنار بمصر.
كتاب العمل بالإصطرلاب لعلي بن عيسى المنجم من أصحاب الهيئة في القرن الرابع للهجرة عني بنشره في المشرق الأب لويس شيخو اليسوعي طبع في المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1913.
رسالة الخط الجديد ومنافعه وهو دعوة إلى كتابة الحروف منفصلة طبع عَلَى نفقة جمعية إصلاح الحروف ونشر المعارف في الآستانة سنة 1330.