انتقل إلى المحتوى

مجلة المقتبس/العدد 47/أمالي تاريخية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 47/أمالي تاريخية

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1910



الضريبة

روى المحبي في خلاصة الأَثر: إن العوارض مظلمة سلطانية تؤْخذ من البيوت في الشام في كل سنة ويقال أنها من محدثات الملك الظاهر بيبرس أشار إليها الصفوري بقوله معتذراً:

يا من فضله والجود سارا ... مسير النيرين بلا معارض

وعدتك سيدي والوعد دين ... ولكن ما سلمت من العوارض

والأكرمي بقوله أيضاً وقد أجاد:

لحا الله أيام العوارض إنها ... هموم لرؤياها تشيب العوارض

يضيق لها صدري وإني لشاعر ... خليع وبيتي ما عليه عوارض

القشلق

وروى المحبي أيضاً أن القشلق من عسكر السلطان مراد بن أحمد كانوا قد عينوا لمحاربة شاه عباس فدهمهم الشتاء دون الوصول إلى خطة العجم فأمروا أَن يشتوا في دمشق وأَطرافها من القرى وضيقوا عَلَى الناس أمر المعيشة وبالغوا في التعدي والتجاوز ونهب أَموال الناس وكان قاضي القضاة بدمشق أحمد بن عوض العينتابي تولى هذا المنصب سنة 1041 هـ قسى بقمعهم وكف شرهم فقال إبراهيم الأكرمي في ذلك:

انظر إلى القشلق في ذلة ... العكس من حالهم الحائل

كم رجل منهم بسموره ... عَلَى جواد صائل صاهل

تحل بالجندي غلمانه ... وقد أتى يسأَل عن سائل

ووصفهم أبو بكر العمري بقصيدة بليغة مشيراً إلى عيثهم ومعاونة القاضي في دفع أذاهم مطلعها:

أواه مما حل في جلق ... من العنا في زمن القشلق

رامي البلى مد عَلَى أهلها ... قوساً له قال القضا فوّقي

حتى تنادي الناس مما هي ... باليتنا من قبل لم نخلق

ومنها: كانت دمشق الشام محسودة ... لكونها بالعين لم تطرق

آمنة من كل ما يختشى ... أْمنة للخائف المشفق

مائسة تزهو بسكانها ... مائدة للبائس المملق

لا يعرف الدخل لها مدخلاً ... ولا إلى عليائها يرتقي

وهي عَلَى ما تم من نعمة ... تتيه بالحسن وبالرونق

ومنها في وصف قشلق:

في رقعة الشام غدت خيلهم ... وذلت الأرخاخ للبيدق

أواه من خمدة نيرانها ... يا نار كيف اليوم لم تحرق

إلى أن قال:

يا ويح قوم دعسوا أرضنا ... وأَوقفونا في ردى موبق

وقد أغاروا وبنا أحدقوا ... يا غيرة الله إلينا أسبقي

أجلوا أهالي النور عن دورهم ... بالسيف والدبوس والبندق

واتخذوها سكناً دونهم ... بالفرش من خزّ ومن استبرق

واستوعبوا أكثر أموالهم ... ظلماً بلا عهدٍ ولا موثق

واقتنع الناس بأعراضهم ... فإنها بالثلب لم ترشق

وأرخ ذلك بقوله:

لقد غزينا دون وعد بلا ... لأم فارخ سنة القشلق

وأشار إلى وجوب إسقاط اللام من التاريخ فتبقى سنة 1041هـ 1631م.

زحلة:

عيسى اسكندر المعلوف.