انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 982/يا شعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 982/يا شعر

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 04 - 1952



للأديب كيلاني حسن سند

يا شعر، يا لحن القلوب، ويا نشيد الحائرين

يا نغمة جادت. . قيثارة الزمن الضنين

يا غنوة، طفحت بها. . كأس الصبابة. . والحنين

يا رعشة القلب الجريح، ويا صدى الروح الحزين

يا موجة غسلت جراحات الفؤاد من الأنين

يا وحي ليلي، والحياة يلفها حولي السكون

يا ابن الضلوع الحانيات على المواجع والشجون

يا دفقه الشوق الحبيس، وصرخة الأمل السجين

يا واحة بين الضلوع تنضرت فيها الغصون

آوى إليها - في الهجير - فأستريح وأستكين

يا من عصرتك من دمي لجنا فأنت له جنين

يا مشعلا بيدي يضئ لي الطريق فيستبين

لولاك يا شعري للذت من المواجع بالمنون

ولقت: ثوري يا رياح، وحطمي هذا السنين

عمري سواك نفاية في الأرض تحقرها العيون

الركب يضرب في الدجى وأنا مع المتخلفين

القانعين من الربيع، من الخمائل، بالدرين

الناظرين إلى المواكب وهي تستبق السنين

الناهلين من السراب، من الغواية، والمجون

الزارعين بوهمهم زهر الوساوس والظنون

العابدين رؤى الجمال، العازفين له اللحون

الساهرين وما غنوا. . حتى تقرحت الجفون

الراكضين مع النجوم، وهم على السفح المهين لكن لأجلك قد رضيت وقد قنعت بما يهون

وتركت دنياي الحبيبة الشباب. . الكادحين

وشللت كفي عن مناي وعشت في كهف الفنون

أبكي وأضحك عازفا لحن المسرة والأنين

كيلاني حسن سند