انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 982/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 982/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 982
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 28 - 04 - 1952



مأساة عربية:

هذه قصة من صميم الواقع أنقلها إلى القراء الكرام كما رواها لي صديق شاعر قد زار شرق الأردن وبض الأقسام العربية من فلسطين التي ضمت إلى الأردن مؤخرا، وليس لي فيها سوى الرواية. قال محدثي ونحن جلوس في (مقهى الزهاوي) ببغداد نتسمع إلى آخر الأنباء في السياسة الدولية: -

عند طوافي في شرق الأردن بصحبة زعيم فلسطين زرنا مدينة نابلس. وفي الطريق مررنا باللاجئين العرب الذين شردتهم السياسة اللعينة من ديارهم وكانوا يسكنون الخيام بمجموعتهم الغفيرة، وهم حفاة بألبستهم المهلهلة القذرة، وقد أردت أن أستفسر عن حالهم من صديقي الفلسطيني فأخبرني أنه يريد أن يريني صورة صادقة، ثم جذبني من يدي ودفع باب إحدى الخيام المبثوثة في طريقنا ودخل وأنا وراءه. وبعد السلام وإبداء التحية هتف صديقي، قومي يا (فلانة) لاستقبال صديقنا هو عربي عراقي جاء يستفسر منك لينقل إخواننا العرب في شتى الأقطار حالتكم. وما فرغ من كلامه حتى شرقت الفتاة بالدمع وهي تحتضن طفلا صغيرا بجانبها وكانت فتاة في أوج أنوثتها وشبابها، فلم أتمالك نفسي من التأثر، فأخرجت من جيبي بعض المال وسلمته إلى الطفل وخرجت وأنا ألعن الجامعة العربية وحكوماتنا على هذه السياسة اللعينة التي جلبت علينا العار والشنار، وفي الطريق روى صديقي الفلسطيني قصة هذه الفتاة قال:

- هذه (فلانة) بنت (فلان) وهو من كبار شخصيات فلسطين تخرجت من جامعات بريطانيا، كانت تملك من الأرض وبيارات الفواكه ما لا يحصر، استشهد أبوها وأخوها الأكبر في إحدى المواقع، أما أمها فقد ماتت كمدا، ولم بيق لها غير هذا الطفل وهو أخوها الصغير، وعندما استولى اليهود على فلسطين أصبحت هذه الآنسة الثرية لاجئة تعيش على الصدقات! فهل من مأساة أبشع وأفظع من مأساة هذه العربية؟! فقلت وأنا أشرق بدموعي: لتحل علينا اللعنة ما دامت عجلة الحياة تدور

هذه القصة انقلها إلى القراء، تاركا لهم التعليق وللجامعة الفخر والتبجح بالماضي المجيد

عبد القادر رشيد الناص تصويب أخطاء

منذ يومي قرأنا في العدد 973 من مجلة (الرسالة) الغراء مقالاً للدكتور محمد بهجت تحت عنوان (امرأتان عظيمتان من دولة المغول). وقد وقع في هذا المقال القيم أخطاء من جهة نقل الأسماء لبعض الأعلام. وغالب الظن أن منشأ هذه الأخطاء عدم معرفة الدكتور الفاضل الفارسية، ولعله أخذ معلوماته من بعض ما قرأ من الكتب الإنكليزية. بلى نذكر ما جاء في هذا المقال من الأخطاء معقبين عليها بالتصحيح

1 - (نور جاهان) أصل الكلمة (نورجهان) ومعناها نور العامل، فإن كلمة (جهان) معناها العالم بالفارسية

2 - (على كولي) أصل الكلمة (على قلى)

3 - (شر أفغان) أصل الكلمة (شير أفكن) أي مصارع الأسد، فإن شير معناه الأسد وأفكن معناه المصارع

4 - (جاهان جير) أصل الكلمة (جهان كير) أي القابض على العالم، فإن (جهان) معناه

العالم (كير) معناه القابض. وما كانت كلمة (جهان كير) هذه منية للملك نور الدين وإنما كانت لقباً لقب بها نفسه عند اعتلائه عرش المملكة، شأن غيره من الملوك المغوليين في الهند

5 - (كرام) أصل الكلمة (خرم)

6 - (بارفر) أصل الكلمة (برويز)

7 - (دلكوشا) أصل الكلمة (دل كشا) أي فاتح القلب

8 - (شاه دارا) أصل الكلمة (شاهدره)

باكستان

محمد عاصم الحداد

لسان العرب بين ابن سينا وابن منظور

جاء في تحيتك للشيخ ابن سينا أنه ألف لسان العرب، والذي أعلمه أن الذي ألف لسان العرب هو (ابن منظور الأفريقي) عبد الله مرسي الطحان

(الرسالة) لسان العرب الذي ألفه ابن سينا غير لسان العرب الذي ألفه ابن منظور. نقل القفطي في كتابه (إخبار العلماء بأخبار الحكماء) عن عبيد الجوزجاني صاحب الشيخ الرئيس قوله: (صنف الشيخ في اللغة كتاباً سماه بلسان العرب لم يصنف في اللغة مثله، ولم ينقله إلى البياض حتى توفي، فبقى على مسودته لا يهتدي أحد إلى ترتيبه)

العيد الألفي للجامع الأزهر:

تلقت مشيخة الأزهر رغبة ملكية كريمة خاصة بالاحتفال بالعيد الألفي للجامع الأزهر، احتفالا يليق بمكانة هذه الجامعة العلمية الإسلامية التاريخية بين جامعات الأمم المتحضرة وبرسالتها الدينية الكبرى في مختلف الأزمنة والعصور

وقد تضمنت هذه الرغبة السامية أن يكون الاحتفال بهذا العيد عالميا تشترك فيه الشعوب الإسلامية، لأن رسالة الأزهر قد شملت هذه الشعوب جميعاً؛ ولا يزال الأزهر يستقبل من أبنائها من ينتهلون من معينه ليعودوا إلى بلادهم وأممهم رسل حضارة ودعاة هداية وإرشاد. وتشترك فيه كذلك الجامعات العلمية في مختلف الأمم بوصف كونه جامعة علمية ساهمت بالنصيب الموفور في تغذية العقل البشري برسالة المعرفة

وقد عطف فضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، تنفيذا لهذه الرغبة الكريمة، على دراسة هذا الموضوع منذ بدايته حتى اليوم، وأمر بإعداد مذكرة تشتمل على بيان المقترحات التي سبق أن وضعت في صدد هذا الاحتفال في مختلف مراحل التفكير فيه، والإعداد له، وبخاصة تلك المقترحات التي وضعت في عهد المغفور له فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي يوم كان شيخاً للجامع الأزهر

وقد علمنا أن هناك اتجاهاً يرمي إلى وضع تاريخ مفصل لما درس من أمهات اكتب الإسلامية في الأزهر، في مختلف العصور، مع بيان الطريقة التي يمتاز بها كل عصر على حدة، في نظام الدرس والتدريس، ومع وضع دراسة خاصة للأعلام من الفقهاء والأئمة المسلمين الذين ألفوا هذه الكتب أو ساهموا في شرحها أو التعليق عليها، في مناسبة هذا الاحتفال التاريخي الكبير وكذلك يرمي هذا الاتجاه إلى وضع تاريخ شامل للمذاهب الإسلامية الأربعة، كل مذهب منها على حدة، مع بيان المسائل المشتركة بين هذه المذاهب والمسائل التي اختلف عليها، وتوضيح ظروف هذا الاختلاف

والغاية التي يهدف إليها هذا الاتجاه هي أن يكون هذا المهرجان الإسلامي التاريخي مقترناً ببيان حقيقة الغاية من رسالة الإسلام في مختلف النواحي والوجوه

وسترفع هذه المذكرة إلى فضيلة الأستاذ الأكبر ليتخذ فضيلته على ضوء ما فيها من البيانات الخطوة التنفيذية الأولى نحو تنفيذ هذا المشروع الكبير

ويقال إن هذه الخطوة التنفيذية ستكون في أن يؤلف فضيلة الأستاذ الأكبر لجنة عليا من بعض جماعة كبار العلماء وبعض كبار المشتغلين بالعلوم العربية والدينية في الجامعات المصرية وغيرها من مختلف المعاهد الأخرى، وسيكون لهذه اللجنة أن تؤلف لجانا لدراسة مختلف الموضوعات كما تشاء

لغة الشاشة

لاحظت أثناء عرض الجريدة الأخبارية على الشاشة البيضاء أن اللغة التي تصحب العرض لا تراعى فيها القواعد النحوية، فقد ينصب الفاعل أحيانا. . وقد يرفع المفعول به أحيانا أخرى. . وهذا نقص نوجه إليه عناية المسئولين، لأن هذه الجريدة الأخبارية تعرض في أكثر من بلد عربي. . فماذا عساهم يقولون عنا. . ونحن نأبى إلا أن نتبوأ الصدارة من أمم الضاد!. . . كثيراً ما طرأت هذه الأخطاء اللغوية أذني فآلمتني. . ولا شك أن الغيورين على اللغة يشاركوني رأي. . ويضمون أصواتهم إلى صوتي!. .

إن المخرجين يبذلون عناية كبرى في إخراج هذه الأفلام، ويولونها جانبا غير قليل من جهودهم. . فيا حبذا لو ظفرت لغة العرض بمثل هذه العناية والرعاية!. . .

عيسى متولي

كاف التشبيه:

يضع كثير من الأدباء حرف الكاف في غير موضعه فيقلب

المعنى إلى النقيض وهم لا يشعرون. من ذلك مثلا أن الأديبة بنت الشاطئ نشرت كلمة في أهرام 341952 وردت بها هذه

العبارة (تخرج الفتاة بشهادة تبيح لها احتراف التمريض

والتدليك كوسيلة للرزق) وتريد أن تنتقد اتخاذ هذا الفن وسيلة

للرزق فقط، مع أن التعبير لا يؤدي المعنى الذي ترمي إليه؛

إذ أن الكاتبة تعلم كل العلم أن التشبيه يقتضي أن يكون المشبه

غير المشبه به، ولا يمكن أن يستقيم المعنى مع هذا الوضع،

بل يستقيم تمام الاستقامة إذا قالت (وسيلة للرزق) أي بحذف

الكاف

إن فشو هذا الخطأ بين خاصة الأدباء اضطرني إلى أن أنبه إليه حتى وأنا بسبيل البحث في تيسير الكتابة، فلقد أشرت إليه في تقريري الذي رفعته منذ بضع سنين إلى المجمع اللغوي خاصا بتيسير الكتابة العربية، حتى لا يظن ظان أن إجازة الخطأ نوع من التيسير، وإلا كنا كمن ينصب جمع المؤنث السالم بالفتحة زاعماً أن فيه تيسيراً كبيراً، والواقع - كما قلت في تقريري هذا - أنه هدم لقواعد اللغة من أساسها ولا يمت إلى التيسير بصلة قريبة أو بعيدة

عبد الحميد عمر