مجلة الرسالة/العدد 782/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 782/البريد الأدبي
حول (رائد التراث العربي) للأستاذ صلاح الدين المنجد:
ظهر كتاب (رائد التراث العربي) منذ حين، وهو كتاب بعضه ترجمة وبعضه تأليف، وعنوانه مخالف لعنوان الأصل المترجم عنه. ولعل الأستاذ المنجد اختار هذا العنوان الطريف اللطيف الجرس ليستر شيئا. بل لقد أراد أن يشهد قراء العربية على أنه أليس الكتاب ثوبا جديدا فاحتاج إلى عنوان جديد. وموضوع كتاب (رائد. . .) غير موضوع الكتاب الأصلي: لا يحوى من الأصل إلا النصف الأخير؛ ولم يكن له أن يقيم هذا النصف مشطورا مظلوما، يصرخ حسرة على نصفه الأول.
وقد نشرت مجلة (الرسالة) نقداً للكتاب، فيه بعض مآخذ على المؤلف وبعض مآخذ على المترجم، إن كان الأستاذ المنجد يعد مترجما (أنظر الرسالة عدد 31 مايو الماضي) والرسالة تفسح لنقد الكتب مكانا تشكر عليه، وتوليه من الاهتمام ما يؤثل لها الفضل على العلماء والباحثين.
ولكن لهذا الكتاب قصة طريفة نحب إشراك القراء فيها، ليتفكهوا بسير بعض العلماء، فلعل في هذه القصة عبرة لمن شاء أن يبلغ الشهرة بأيسر جهد. وقد بلينا في زماننا بجماعة يقعون على كتب أساتذتهم فيأخذون بعضها ويضيفون بعضا مهلهلا حبا في الصيت، ومفاخرة بعدد الكتب، وإدعاء للعلم الرخيص. وأتم هؤلاء كبير لأنهم يسدون الطريق على العاملين المخلصين في العلم. أخرج الأستاذ المستشرق العام جان سوفاجيه عام1942 كتابا بالفرنسية عنوانه (مقدمة في تاريخ الشرق الإسلامي (المراجع الأساسية)) ثم أعاد نشره عام 1946 بعد أن أدخل عليه إضافات وتصحيحات استغرقت ست صفحات.
والكتاب نفسه كتاب قيم عظيم الفائدة لطلاب التاريخ جميعا متبدئين وعلماء، وإنه ليذكر الحقائق البسيطة التي يدركها العالم بالمران ثم لا يجد لها ضابطا حتى ليعجز عن تلقينها جملة واحدة إلى تلاميذه؛ فالكتاب كله تواضع لأنه يذكر الحقائق المعلومة التي نمر عليها كراما فلا نعيرها ما تستحق من الالتفات مع عظم أهميتها. ولقد جعل المؤلف من هذه الحقائق مادة خصبة فأرانا كيف يكون جلال البسائط.
قسم المؤلف كتابه قسمين تناول في الأول طبيعة المصادر في التاريخ الإسلامي بالنسبة لمثلها في فروع التاريخ الأخرى، وعرض للمصادر المختلفة التي يجب الرجوع إليها من الروايات الشفوية والقصص التاريخية والحديث وكتب التاريخ والرحالة والجغرافيين ورجال الفعة، ومن النقوش والنميات والآثار، فبين لنا إلى أي حد نستطيع الاعتماد على كل مصدر من هذه المصادر، وحظ كل منها من الوثوق. فهذا القسم كما ترى خاص ببيان مناهج البحث التاريخي وبنقد المصادر.
وقد أجمع النقاد في أوربا على أن هذا القسم من أهم أقسام الكتاب وأعظمها فائدة وابتكارا؛ فإذا قرأت راعك ومنهج الأستاذ المستشرق العليم بطموحه إلى بناء التاريخ الإسلامي على أساس علمي متين دقيق. لأنه يرسم منهاجا علميا سلميا، ويصور لك ما يجب أن يتجلى به العالم من وسائل البحث والدرس والتمحيص والعرض. ولن تجد مؤلفا قبله تناول جمع المصادر الإسلامية فنقدها هذا النقد العلمي السليم. فجاء كتابه دعوة إلى منهج علمي دقيق جديد يخالف الطرق الارتجالية القدية، ويؤذن بابتداء الدراسة العلمية في التاريخ الإسلامي واتباع أمثل طرائق البحث والنقد والمقابلة. وإنما دعا الأستاذ إلى منهج طبقة بنفسه تطبيقا أدى إلى ابعد النتائج العلمية أثراً في التاريخ الإسلامي وأحراها بإظهار هذا التاريه في صورته العلمية الحقيقية. فمن من المتعالين في عصرنا قرأها؟
أما القسم الثاني من الكتاب فيتناول المراجع الأساسية العربية والإفرنجية ويعرضها عرضا شيقا حسب العصور التاريخية؛ فيبين كيفية الاستفادة منها، ووجوه النقص فيها، واتجاه الباحثين في درسها، ويبين ما درس وما لم يدرس، وقيمة ما ظهر من الدراسات. ولم يترك من المراجع الأساسية شيئا، أما المراجع الفرعية فلها مظانها المعروفة الكثيرة. وإنما أراد المؤلف بذكر الأصول تصوير علمنا بتاريخ وما بلغناه فيه فأظهر في ذلك براعة تدل على سعة العلم، وحب للتاريخ الإسلامي، وازدراء للبحث السطحي.
ثم جاء الأستاذ المنجد، فحذف القسم الأول الهام كله لم يكد يبق منه شيئا، وترجم القسم الثاني ثم أضاف أليه ما شاء من عنده، وجعل هذا كتابا!
فالأستاذ المنجد مسئول عن كتابه وحسده، والأستاذ سوقاجيه برىء منه كل البراءة. وقد تبرأ منه بنفسه علنا، ونشر رأيه في المجلة الأسيوية هذا العام. وكان يجب على ناقد (الرسالة) أن يطلع على المجلة الأسيوية ليعلم أن أستاذنا سوقاجيه لم يأذن للأستاذ المنجد بترجمة. وذنب المترجم أعظم لأنه مسخ الكتاب، فلم يكن بارا بنفسه ولا بأستاذه.
وكنت عرضت على الأستاذ المنجد أن نشترك في إخراج الكتاب كاملا، لأني ترجمته فعلا، وراجع المؤلف ترجمتي ولكني لم أنشرها بعد. غير أن الأستاذ المنجد أبى واستكبر واعتبر ما ترجم ومسخ جزءا من حلقة علمية طويلة نرجو أن تمتد لها أيامه، وإن كانت طلائعه لا تنذر بخير كثير.
فإن يجد النقاد مآخذ على (رائد التراث الإسلامي) فكتاب سوفاجيه منها برئ.
محمد عبد الهادي شعيرة
أستاذ مساعد بكلية الآداب بالإسكندرية
مباراة في القصة:
نظمت مجلة (الأديب) البيروتية مباراة في القصة أعلنت عنها في عددها الصادر في مستهل الشهر الحالي (يونيو - حزيران) ويمنح الفائز فها 150 ليرة لبنانية تبرع بها الأستاذ أحمد عويدان.
وتتضمن شروط المسابقة ما يلي:
1 - الاشتراك مباح للجميع.
2 - يجب ألا تزيد القصة عن أربع صفحات من (الأديب) ولا تنقص عن اثنتين على أن لا تكون نشرت أو أذيعت قبل الآن.
3 - تكتب القصة على الآلة الكاتبة أو تكتب بخط واضح من ثلاث نسخ.
4 - تنتهي مدة قبول الاشتراك في أول سبتمبر (أيلول) 1948 وتذاع النتيجة في عدد شهر أكتوبر (تشرين الأول) من مجلة الأديب.
5 - تحكم بين المتبارين لجنة تختارها (الأديب) وتعلن أسماء أعضائها مع إعلان النتيجة.
6 - للأديب أن تختار من القصص ما تشاء للنشر على صفحاتها بعد إعلان نتيجة المباراة.
7 - ترسل القصص إلى (الأديب) ص. ب رقم 878 بيروت - لبنان ويكتب على الغلاف الخارجي (مباراة القصة) وتذيل القصة بإمضاء مستعار ويوضع الإسم المستعار والإسم الحقيقي في غلاف صغير يرفق بها.
والمجلة ترحب باشتراك الأدباء وكتاب القصة المصريين في هذه المسابقة ويمكن الاطلاع على شروطها الكاملة في عدد شهر يونيو.
وديع فلسطين
وكيل الأديب في مصر
في قصيدة:
في عدد الرسالة الغراء (779) قصيدة مانعة للأستاذ الشاعر حسن الظريفي بعنوان في أخريات الشباب) مطلعها
أصبحت لا غضاً ولا ذاوياً ... أحيي شبابا لم يعد زاهيا
ولقد استوقفني منها قوله:
سقياً لشرخ من سباب مضى ... ما كنت في يوم (له ساليا)
إذ لا يقال (سلا - أو سلي - له) وإنما يقال (سلا عنه).
قال المتنبي:
فقلت إذا رأيت أبا شجاع ... (سلوت عن) العباد وذا المكان
وحروف الجر والتعدية وإن كان ينوب بعضها عن بعض، إلا أن المقام هنا ليس مقام نيابة على كل حال، والسلام.
(الزيتون)
عدنان
تصحيح:
وقع في قصيدة الأستاذ محمود غنيم (يا أخت عمورية) المنشورة في العدد الماضي، هناك مطبعية يدركها القارئ بفطنته، ولكن قافيتي المبينين الآتيين حرفت تحريفا بعيداً عن الأصل، وصححتهما:
ليس الشرى للشاردين بمسكن ... رحب ولا للمتعبين مقيلا يا اخت عمورية ليك قد دقت للحروب طبولا