انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 443/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 443/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 443
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 29 - 12 - 1941


مجلس التعليم الأعلى

عقد مجلس التعليم الأعلى اجتماعه الأول للدورة الحالية في الأسبوع الماضي برئاسة معالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا وزير المعارف فأفتتح معاليه الاجتماع بخطبة ضافية من جوامع الكلام عرض فيها مشكلات التعليم المختلفة وما يراه من أوجه علاجها.

وبدأ معاليه الحديث معرباً عن سروره بتحقيق المشروعات التي أقرها المجلس في دورته الماضية وأقرها البرلمان لنظم الامتحان والقوانين المتصلة بها، ورجا أن تنتهي الوزارة والبرلمان من إقرار قانون التعليم الإلزامي ونظام المجان قريباً.

ثم تكلم عن التعليم الأولي وتعدد ألوانه بين نظام اليوم الكامل، ونظام نصف اليوم، ورياض الأطفال، وما تجره هذه الألوان من تشكيل مختلف لعقلية التلاميذ؛ وانتقل إلى الكلام عن غرض هذا التعليم وهل هو محو الأمية أو تزويد عامة الشعب بقسط من الثقافة.

وبعد ما عرض لتاريخ التعليم الأولي في مصر قال أن وزارة المعارف في عهده حاولت الاستفادة من التعليم الإلزامي واتخاذه أساساً للحياة العملية فلن توفق في بعض التجارب وكان نجاحها محدوداً في بعضها الآخر.

وعالج أسباب هذه الحالة وهل هي في التعليم الإلزامي نفسه مع ما أسداه من خدمات للبلاد في استنارة الشعب، وتنزيه عامته عن كثير من العادات السيئة، أو مرجعه إلى عوامل أخرى.

وقال بعد ذلك: أن الوزارة بحثت أوجه النقص فرأت أن تتوحد السلطة التي تشرف على التعليم الإلزامي، وإن يستبدل بنظام نصف اليوم نظام اليوم الكامل، وأن تكون مدة التعليم الأولى ست سنوات تبدأ من سن السادسة، وأن توحد خطة الدراسة، فيما خلا اللغة الأجنبية، بين التعليم الأولي والتعليم الابتدائي، فإن تعذر توحيدها فالتقرب جهد المستطاع

وانتقل معاليه إلى الحديث عن مشكلة التغذية والحالة الصحية لتلاميذ الإلزامي وأوجه علاجها وما يقام في طريقها من عقبات مالية، وترك إبداء الرأي لحضراتهم في هذه المسألة

وأستطرد إلى موضوع تعليم اللغات الأجنبية في المدارس الابتدائية، وسأل: هل نأخذ برأي القائلين بعدم تعليم الطفل لغة أجنبية قبل الحادية عشرة من سنه؟ أم أن أحوال مص الخاصة تقتضي التجاوز عنه والأخذ بما يخالفه؟

وبعد هذا تحدث عن معهد التربية الابتدائي وما تراه الوزارة من ضرورة أعادته؛ ثم قال: وموضوع هذا المعهد من المسائل المعروضة على حضراتكم في هذه الدورة؛ وأكبر رجائنا أن تتعجلوا درسها والبت فيها، حتى إذا أقررتموها دخلت في ميزانية الوزارة للعام المقبل.

ثم عرض للمسألة الأخيرة التي سيعرض بحثها في هذه الدورة وهي مسألة التعليم الثانوي والغرض منه ومدى نجاحه في الإعداد للجامعة وللتعليم العالي الفني وغيره

وختم معالي الوزير خطبته بقوله: إذا بحثنا هذه المسائل نكون قد حددنا أغراضنا من التعليم في حياة مصر الحاضرة، ووضعنا الأساس السليم لسياستنا التعليمية، وأعددنا أمتنا لمستقبل نرجوه كلنا زاهراً مجيداً

كيف تفسر معجزات داود وسليمان عليهما السلام

ذكر الأستاذ عبد المتعال الصعيدي في العدد (442) من مجلة الرسالة الغراء، أن بعض المفسرين ذهب إلى أن المراد من تسخير الجبال وتسبيحها مع داود أنها كانت تسبح كما يسبح كل شيء بحمده، وكان هو عليه السلام يفقه تسبيحها فيسبح، وأن المراد من تسخير الريح لسليمان أنه راض الخيل وهي كالريح، وأن المراد من إلانة الحديد وإسالة القطر استخراجهما بالنا واستعمال الآلات، وأن المراد من الشيطان التي سخرت له ناس أقوياء. ثم ذكر أن نظام الدين النيسابوري جعل ذلك حذلقة لا داعي إليها، لأن قدرة الله في باب خوارق العادات أكبر من أن تحتاج إلى هذه التكلفات

وفي رأي أن هذه التأويلات حذلقة حقاً، ولكن النيسابوري لم يوافق في الرد عليها. فأما أنها حذلقة فلأن صاحبها لم يحمله عليها إلا إرادة حملها على غير بابها من خوارق العادات، فجرى في التفسير وراء ميله وهواه، وللتفسير أصول متبعة، وقواعد مرسومة وشأنه في ذلك كشأن كل العلوم، فليس هوى النفس من سبيل العلم، ولو اتخذناه أصلاً في ذلك لأدى بنا إلى إنكار المعجزات كلها، كما فعل بعض الناس قديماً وحديثاً. ومن المقرر أنه لا يصح تأويل النقل ألا عندما يعرضه العقل، فحينئذ يجب التوفيق بينهما بالتأويل، لأن دلالة النقل ظنية، ودلالة العقل قطعية، والواجب حمل الظن على القطع، ولا يصح العكس

وأما أن النيسايورى لم يوفق في الرد على هذه الحذلقة، فلأن معجزات الأنبياء لا يكفي في إثباتها الاعتماد على إمكانها وقدرة الله عليها، ذلك لأن الله تعالى يقدر على ما لا وجود له، فقدرته على معجزة من المعجزات لا يكفي في إثبات وجودها

وفي رأي أنه يجب الرجوع في معجزات داود وسليمان عليهما السلام إلى تاريخهما الصحيح، لا ألا ما أحاط بتاريخهما من خرافات التاريخ، فإذا ثبت من تاريخهما الصحيح أنهما عورضا في الدعوة إلى الأيمان، وطلب منهما هذه المعجزات دلالة على نبوتهما، كانت هذه الآيات من باب المعجزات، لأنها استوفت أركان المعجزة من خرق العادات، والاقتران بالتحدي مع عدم المعارضة. وإذا لم يثبت من تاريخهما الصحيح شئ من ذلك، كان لنا تأويل هذه الآيات بمثل ما أولت به أو غيره، ولم يكن ذلك في شئ من الحذلقة

ولكن أنى لنا هذا في عصر طغى فيه الجمود، وأسكت فيه الجامدون صوت الإصلاح، كفانا الله شرهم، وهداهم إلى ما فيه مصلحتنا ومصلحتهم، إنه الهادي إلى سواء السبيل

(عالم)

أخطاء في كتاب المنتخب

وقع نظري في (المنتخب من أدب العرب الجزء الثاني - تأليف بعض رجال المعارف -) على أخطاء في النحو والفهم في قصيدة ابن الرومي التي مطلعها:

يا أخي أينَ عَهدُ ذاك الإخاءِ ... أين ما كان بيننا من صفاءِ

1 - فأما الخطأ الأول فهو:

وأرى أن رُقعةَ الأدمِ الأحمر (م) ... (أرضاً) علّلتها بدماءِ!

فكلمة (أرضاً) خطأ واضح - والصواب (أرضٌ)

2 - أما الخطأ الثاني فهو:

تقتل الشاة حيث شئت من الرقعة (م) ... (طِباً) بالقِتْلةِ النَّكراءِ

هكذا بكسر الطاء ثم قالوا في الحاشية: طِبا علماً. . .

والأصوب بل الألين بمقام المدح، والأنسب للفن الشعري أن تكون (طَباً) بفتح الطاء أي عالماً خبيراً. وقد وجدت في (شرح ديباجة القاموس) الطبُّ بالفتح الماهر الحازق بعمله.

وجاء في (أساس البلاغة) أنا طبّ بهذا الأمر عالم به.

كما ورد في المصباح؛ ويقال للعالم بالشيء طَبّ

وعلى هذا يكون المعنى: إنك لتقتل الشاة خبيراً عليماً بالقتلة النكراء حيث ما شئت من رقعة الشطرنج

3 - وأما الخطأ الثالث فهو:

راحةِ النفس والصيانةِ والعفةِ ... والأمنِ في حياءٍ (رُوَاء)

هكذا بضم الراء. . . وجاء بالحاشية (حياء رُواء أي جميل) والصواب: حياءِ رَوَاء. . . بفتح الراء أي حياء جم كثير

فقد سُمع حياء جم. . . ولمُ يسمع حياء جميل

حسين محمود البشيشبي

(حاشية): ورد في كلمتنا (صبري وابن دريد)

خطأ مطبعي هو: (وأما بيتان أبي بكر ابن دريد)

والصواب: (وأما بيتا أبي بكر وابن دريد. . .)

المباراة الاجتماعية لرابطة الشباب المصري

تبرع حضرة صاحب السعادة صالح عنان باشا رئيس رابطة الشباب بثلاثين جنيهاً مصرياً - كعادته في كل عام - لتوزع على حضرات الكتاب المشتغلين بالمسائل الاجتماعية. وقد رأت الرابطة أن يكون موضوع مباراة هذا العام عن (تأثير المرأة في توجيه الشعب) وقد حددت الرابطة يوم 31 يناير سنة 1942 آخر موعد لقبول إجابات هذه المسابقة، واشترطت إن تكتب على وجه واحد من الورق وألا تزيد على عشرين صفحة من حجم الفولسكاب، وأن يكتب اسم المتسابق وعنوانه على ورقة مستقلة، وترسل باسم الأستاذ أحمد إبراهيم خطاب سكرتير رابطة الشباب (بوسنة القلعة بمصر). أما جوائز هذه المباراة فسيمنح الفائز الأول خمسة عشرة جنيهاً مصرياً، والثاني عشرة جنيهات، والثالث خمسة جنيهات، أما لجنة التحكم في هذه المباراة فمكونة من الأساتذة: خليل ثابت بك رئيس تحرير المقطم وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور أمير بقطر عميد قسم المعلمين بالجامعة الأمريكية، والأستاذ محمد مظهر سعيد المفتش بوزارة المعارف وستعلن نتيجة هذه المباراة في شهر فبراير المقبل عند انعقاد مؤتمر الشباب الاجتماعي بقاعة بورت التذكارية.