انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 422/للحق والتاريخ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 422/للحق والتاريخ

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 08 - 1941



عبد القادر حمزة باشا

كلمة أخيرة عنه

(وعن (قومة) بحثه وراء (الحقيقة) في التاريخ المصري

القديم)

للأستاذ محمد السوادي

كلمة!!

دللت في مقالي الذي تفضلت (الرسالة) الغراء بنشره في (العدد 419) على أن عبد القادر حمزة إنما اتجه إلى دراسة (التاريخ المصري القديم) بحثاً وراء (الحقيقة) في ذاتها ولذاتها، وأن هذه الدراسة ملأنه - كمصري - زهواً بمصريته فكان هذا الشعور منه إيذاناً (بالقومية) التي حالفته في بحثه، وأن عبد القادر حمزة مؤلف كتاب (على هامش التاريخ المصري القديم) قرن بين (الحقيقة) إثباتاً (للقومية) ففعل.

وأثبت في مقالي الملحوظات الست - أو الحقائق المريرة - التي وضعها الرجل أمامه وخرجمنها بأن (الحقيقة) ضائعة فيجب إيجادها، و (القومية) ضعيفة فيجب إنماؤها. أما (الحقيقة) فهي أن مدينة مصر لم تقم كما اعتقد المؤرخون الأجانب (على أساس من الخرافات والعقائد الفاسدة)، بل قامت كما دلل هو (على أساس علمي وخلقي صحيح).

هذه هي خلاصة المقال الذي اختتمته بوعد مني لك أن ألتقي بك لندرس معاً (بالتطبيق) الطريق التي سلكها في البحث، والنتائج التي خرج بها، و (النظافة) العلمية التي حالفته في هذا البحث.

وأحب أن أضيف إلى ذلك الوعد (كلمة) لا بد منها كما يقولون، أحب أن أقول إن هذا (التطبيق) بالمعنى الذي أفهمه من هذه الكلمة يسوقنا إلى دراسة مستفيضة بدا لي أن أرحبُها إلى وقت يحفظ على (كرامتي) و (براءتي) بعد إذ ترامي إلى أن بعض خصوم البراءة، يزعمون أني إنما أنشر هذه الفصول ابتغاء مرضاة جريدة (البلاغ) التي أعمل فيها. وليس يسوءني أن تنشط الشياطين السود في أشباه الرجال لتسرد على مسمعي قائمة طويلة من الإفك، ما دمت مطمئناً إلى قدرة القراء على التفريق بين الصدق والكذب في أي اتهام يوجه إلى؛ ولكني إزاء اتهام كهذا لا أملك له دفعاً، وفي مجتمع تقوم الصلات بين جمرة بنية على النفاق، ويجد مثل هئذا الاتهام سبيله إلى بعض الأذهان، لايسعني إلا أن أجعل من هذا المقال خاتمة للبحث. ويعزز هذا العزم مني سبب آخر بل أسباب أخر. . . ليس من اللياقة أن أميط اللثام عنها اليوم؛ فإلى غد. . . إلى الغد المجهول الذي لا أدري متى يعلم!! وفيه - إن علم - أقوم ببعض ما يجب علي لهذا العظيم الراحل.

تاريخ ولكن

ولأعد الآن إلى (تطبيق) متواضع محدود لناحية واحدة يصح الوقوف عندها.

أدرك الرجل أنه مقدم على (تاريخ)، وهو لم يكن يوماً (مؤرخاً) ولكن الدراسات التي قام بها أهلته لهذا الإقدام، بل أنارت له السبيل إلى تصويب أخطاء المؤرخين العالميين، وإلى تفنيد الأباطيل التي أذاعها المغرضون منهم؛ فماذا يصنع؟.

رأي - كما يرى كل عالم زاد علمه فزاد تواضعه - أن يسمى جهوده (على هامش التاريخ المصري القديم)، فلما تمت له التسمية واطمأن إليها وأنس بها، وصارح الأخصاء من الأصدقاء بهذا الشعور، ونشر فصولاً ضمن هذا (النطاق الحر)، كف فجأة عن مواصلة النسر، وعاد يواصل الدراسة في صمت، لأن (فكرة جديدة) نبتت في ذهنه وحددت له (اتجاهاً جديداً) في بحثه. فما هو هذا الاتجاه؟.

هو أن يجمع بين (الحقيقة) كمؤرخ و (القومية في البحث) كمصري، ما دام المجال قد انفسح أمامه، ولم يعد مقيداً بالتاريخ في صميمه، بعد إذ أذاع أن كل جهوده ستكون وقفات (على هامش هذا التاريخ)، فضلاً عن أن هذا اللون من البحث يحمل طابع الأخذ والرد، وبحكم المنطق في رقاب الوقائع، ويخرج من المقدمات بنتائج، فيجيء البحث أدنى إلى العراك العميق الهادئ. . . عليه من طلاوة المنطق طابع، وله من ذات الحقيقة جمال. . . فيدرسه رجال (الحقيقة) على أنه (تاريخ)، ويدرسه أبناء الجيل بنفس الروح الذي يطالعون به جدلاً بديعاً أو قصة رائعة. . . فتنساب إلى أذهانهم حقائق مجلوة من تاريخ بلادهم، ويتغلغل إلى أعماقهم حب لهذا التاريخ يغدو على الأيام إعزازاً لهذا البلد، فتزكوا الوطنية فيهم، وينمو الشعور بحق بلادهم عليهم، فيصبح هذا النتاج (إنسانياً) من حيث (الحقيقة) و (وطنياً) من حيث (قومية البحث) وراء هذه (الحقيقة).

كانت هذه هي (الفكرة) التي حددت له (الاتجاه)، فاطمأن إلى أن للبحث هدفاً يهون دونه كل شقاء، وكانت هذه هي (الفكرة) التي استطعت أن أخرج بها من أحاديثي الكثيرة معه، وإن كنت - لوجه الحق - أقرر أنه لم يحددها بهذا الوضوح، لأنه كان يأنف أن يشعرك بأنه يقصد إلى مدح نفسه أو الثناء على جهده.

الجوهر

اختمرت (الفكرة) إذن وتحد (الهدف)، فكيف يدرك المؤلف هدفه، أو ماهي الوسائل التي تمكن له من إدراكه؟.

لم يصارحني بها، ولكني كتابه في جزأيه - ما طبع منها وما هو تحت الطبع - ناطق بهذه الوسائل التي أستطيع أن ألخصها لك فيما يأتي:

أولاً: حدد مدار البحث كما قلت لك بالتدليل على أن المدينة المصرية قامت على أساس علمي وخلقي صحيح، وحدد الحقيقة التي يحب أن يثبتها التدليل على أن المدينة الحديثة وما سبقها من مختلف المدنيات، وفي طليعتها المدنية اليونانية، إنما هي (سير مطرد) لمدينة مصر وأقباس مستمدة من نهضة المصريين؛ ثم حدد النتيجة التي يحب أن يبلغها التدليل على أن هذا العالم القائم الذي يتطاحن بسلاح التضليل، ونتيه فيه العنصرية الآرية من ناحية، والديمقراطية السياسية من ناحية أخرى، إنما يغفل عمداً الحقيقة الكبرى، وهي أن لا آرية هنا ولا ديمقراطية، وإنما هناك (مصرية) أمدتهم جميعاً بالفضل الذي يتنازعونه، وإذا صح أن للأصيل فضل المباهاة، فمن حقنا وحدنا أن نباهي بمصريتنا.

ثالثاً: آثر عبد القادر حمزة أن يختار من بين موضوعات هذا التاريخ القديم موضوعات بالذات، يركز فيها الجهود ويستخلص منها النتائج كما سيجيء في التطبيق.

رابعاً: رأى أن يكون نهجه علمياً إزاء المؤرخين، ومنطقياً إزاء القراء، ففي النهج يذكر الرواية التي ساقها المؤرخون الأجانب بأسانيدها، ثم يذكر المراجع ويحدد الكتاب ويعين الصفحات، ثم يعود إلى التفنيد ويضيف إلى الأسانيد كل سند جديد وفقت إليه الكشوف، ثم يخرج بالنتيجة وضاحة الجبين لا سبيل معها إلى دعاة الشك بعد أن انبلج منها صبح اليقين. . .

أمثلة للتطبيق

وإليك الآن بعض الأمثلة التي تحقق لك (التطبيق المتواضع) الذي وعدت به:

أراد أن يخلص ذهن قرائه مما علق بها أيام الدراسة من خرافات اختلقها المؤرخون الأجانب فاعترفنا بها كحقائق وحشونا بها البرامج فذكر قارئه بادئ ذي بدء بأن الكتابات التي تركها لنا الكتاب اليونانيون والرومانيون كانت الرجع الوحيد لمعرفة مصر القديمة منذ ضاع سر اللغة المصرية إلى أن كشفه شامبوليون الشاب أي مدى أربعة عشر قرناً؛ وهؤلاء الكتاب الذين زاروا مصر وكتبوا عنها في ما بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد شحنوا كتاباتهم بأشياء لم يفهموها فألبسوها لباس الغرابة والخرافة، مثلهم في ذلك كمثل الذين يزورون مصر الآن من الأجانب فيدعون عليها دعاوي لا وجود لها لأنهم لم يفهموا ما شاهدوه، أو لأنهم يريدون أن يثيروا دهشة قرائهم بما يقعونه من المبالغات.

وهذا كلام يفهمه القارئ الحديث الذي كان يرى الشركات الأمريكية والأوربية تجيء إلى مصر قبل الحرب فلا تلتقط لأفلامها غير صور الطبقات في حي (زينهم) و (عشش الترجمان) بل تستأجر من الدهماء فقراء يطلب إليهم التزني بالطراطير وما إليها لتوهم الشركات شعوب الغرب بأن مصر لاتزال تتخبط في مثل هذه الأزياء.

يفهم القارئ الحديث هذا النحو من المنطق فهل قنع عبد القادر حمزة بهذا التدليل وترك المؤرخ أو المحقق يطالبه بالدليل؟ كلا. وإنما تناول أقوال شيخ أولئك الكتاب والمؤرخين - هيرودوت - ونقلها بأمانة، ثم دلل على فسادها. وحسبك منها أن أذكر لك بعضها في سطور:

أبان لك المؤلف أن هيرودوت نقل عن موظف مصري في معبد (المعبودة نيت) في ما الحجز أن النيل يولد بين (سيين) و (ابلفنتين) - وهذه كانت تجاور أسوان - وأن شطراً من مائه يجري إلى مصر والشطر الآخر إلى النوبة، وأن هذا الزعم كان يعقده المصريون، ثم دلل عبد القادر على أن هذا القول ليس سوى خرافة ما كانت تستحق أن يثبتها هيرودوت في كتابه بعد أن قال هو نفسه: (إنه يميل إلى الظن بأن ذلك الموظف الذي نقل عنه هذا القول كان يمزح. (وقال المؤلف إن المصرين (الذين كانت سيين وابلفنتين من مدنهم كانوا يوقنون من غير شك أن النيل لا يجري شطر منه إلى مصر وشطر منه إلى النوبة، بل يأتي من النوبة جارياً إلى مصر. وقد أرسل المصريون قوافلهم التجارية وحملاتهم العسكرية وسفنهم التجارية والحربية إلى النوبة وإلى ما وراء النوبة منذ الدولة القديمة. . . فهم إذن ركبوا النيل إلى ما وراء الشلال الرابع. . . فالادعاء عليهم بأنهم كانوا يعتقدون أنه يولد عند أسوان هو ادعاء زور، والاعتماد فيه على حديث قال هيرودوت إنه سمعه من موظف مصري هو اعتماد على سند ساقط)).

ثم لم يشأ المؤلف أن يقول له قائل: (ولماذا تتجاهل أن بعض المؤرخين تأولوا هذه الرواية، فقالوا إنها كانت اعتقاداً للمصريين قبل أن يفتحوا النوبة، ويركبوا النيل إلى ما وراء الشلال الرابع). بل أثبت عبد القادر هذا التأويل، ورد عليه بأن هيرودوت لم يقدم إلى مصر إلا في مختم الحضارة المصرية. أي بعد أن كان المصريون قد فتحوا النوبة في عصر الدولة القدية فالموظف الذي نقل عنه لا يمكن أن يكون إلا جاهلاً أو مخرفاً، وهيرودوت لا يدل بنقله هذا التخريف إلا على أنه كان يلتقط ما يقال له بغير احتياط ولا تمحيص.

ثم نقل المؤلف عن هيرودوت قوله إنه وصل في تجواله إلى بلفنتين وقوله: (فما أكتبه وصفاً لمصر إلى هذه المدينة رأيته بعيني) ثم قطع عبد القادر بأن هيرودوت كاذب) لأنه لو كان قد وصل إليها وشاهد مجرى النيل عندها لعلم أنه ليس له مجريان متعارضان أحدهما يتجه إلى صمر والثاني إلى النوبة).

ولم يشأ المؤلف أن يدع هيرودوت (الكذب) في هذه الرواية كذاباً على طول الخط وبسوء نية، بل راح يلتمس له المعاذير ويقلب الأمر على مختلف وجوهه، حتى اهتدى - أي المؤلف - إلى الأناشيد التي وجدت منقوشة على الأهرام موجهة إلى النيل وفيها:

(لقد انتفحت الصخرتان وظهر المعبود. إن المعبود يضع يده على جسمه (يريد أنه يضع يده على أرض مصر)). ورجح عبد القادر أن تكون هذه الخرافة قد انبعثت من هذا النشيد، لأن الصخرتين قائمتان عند ابلفنتين. ورجح أن يكون غرض الشاعر أن النيل يدخل حدود مصر عند هاتين الصخرتين؛ فكأنه يولد عندهما بالنسبة لها وهو تعبير شعري جائز، والمصريون كانوا مشغوفين بالمجاز، أما إذا قلنا إن الشاعر لم يرد معنى مجازياً فهو على كل حال قال بأن النيل يظهر من بين صخرتين، ولم يقل إن شطراً منه يجري إلى مصر وشطراً إلى النوبة. والعلماء اتفقوا على أن نقوش الأهرام تسجل أساطير كانت عامة المصريين تعتقدها فيما قبل التاريخ يوم كانت المدينة المصرية تحبو كالطفل.

ملحوظات

هذه خلاصة متواضعة لنقطة تافهة وردت عرضاً ضمن كتاب هيرودوت، فما بالك إذا عدت إليها في الكتاب وقرأت أسانيدها ولمست مدى الاهتمام الذي أخذها به المؤلف ليقضي عليها؟ ثم ما بالك حين تتبعه في تناوله الحقائق الكبرى. ألم تلاحظ معي أن للمؤلف (ضمير المؤرخ) يمشي جنباً إلى جنب مع (حماسة القومية) في الذود عن المصرية، حتى لقد راح يلتمس العذر للمؤرخ اليوناني إرضاء للضمير العلمي، فإذا وجد له سنداً خيل إليه أنه راجح أثبته؛ فإذا أثبت التفنيد أنه مرجوح قضى عليه ثم ترك لقارئه الحكم على رواية هيرودوت.

ثم ماقيمة مسألة تافهة كهذه يعني بها هذه العناية؟

القيمة أنك - بها وبأخواتها التي تلتها - تعرف أقوال هؤلاء المؤرخين وقيمتها، فتظهر ذهنك من الإيمان الخاطئ بالتاريخ الذي درسته تلميذاً وشاباً وكهلاً وشيخاً لتستقل معه بحوثه الكبرى وراء الحقيقة الخاصة بالتاريخ المصري القديم.

ومن هذا (التطبيق المتواضع) ترى أن الرجل لم يكن يثبت حرفاً - بله البحث - من غير أن يرمي به إلى نتيجة. وقد ترى الكلمة مثبتة في مقدمة الكتاب للعودة إليها في خاتمته.

ميزة

وكان للمؤلف ضمن الميزات ميزة لا يسعني إغفالها على الرغم من ضيق النطاق واعتزامي اختتام البحوث، ميزة العودة إلى الحق شأن العالم الثبت، وميزة مسايرة أحدث البحوث وآخر الكشوف بحيث إذا عثر على كشف يصوب نتيجة بلغها قبلاً عاد فصارحك بخطأه وأرشدك إلى الكشف الذي هداه إلى الصواب.

وفي الجزء الأول مجالان للتطبيق أرجو أن تعود إليهما: أحدهما في صفحة 223 تحت عنوان (ملحق للتقويم المصري) ضمنه نصوصاً اهتدى بعد أن فرغ من طبع الكتاب إلى أنها عثر عليها أخيراً ودلت على أن الكهنة ورجال الحكومة كانوا يدونون أيام المواسم الزراعية طبقاً للتقويم وأمام كل واحد منها اليوم المعادل له طبقاً لدورة الشعرى اليمانية: (الامر الكانوبي) الذي أصدره بطليموس الثالث بتعديل التقويم على أساس إضافة يوم كل أربع سنوات إلى الخمسة الأيام الإضافية.

والآخر في ص227 وهو تصحيح خطأ وقع فيه في قوله: إن من المباحث التي بحثها برستيد أنه حفر في مدخل الدلتا حتى وصل إلى عمق 20 متراً أو 30 فوجد أن الإنسان الذي عاش حيث وجدت تلك الجمجمة وتلك الأواني والقوالب يرجع إلى 16 ألف سنة مضت. فقال عبد القادر إن هنا أسماً سقط وكان يجب أنيذكر لأن صاحبه هو الذي حفر مدخل الدلتا وهو هو شوينفورت، وأما برستيد فقد درس نتائج هذا الحفر وحسب طبقات الطمى التي يكسو بها النيل أرض الدلتا كل سنة فوجد أن الإنسان الذي عاش حيث وجدت الجمجمة يرجع إلى 16 ألف سنة مضت.

كلمة أخيرة

ها هو ذا (التطبيق المتواضع) انصب على موضوع واحد ومنه رأيت أن (التطبيق الدراسي المشبع) يقتضي كتاباً ضخماً أو فصولاً يستغرق نشرها عامين، فاعذرني - إزاء القيل والقال الذي ألمعت إليه - إذا أنا أعفيت نفسي من هذه المهمة المضنية التي أخذت بها نفسي عن طواعية ولوجه الوفاء، وأرجأنها إلى وقت يحفظ على الكرامة ولا يدع سبيلاً للمطاعن الرخيصة في العمل المحمود.

وقد ألتقى بك بين الحين والحين؛ على صفحات (الرسالة) الغراء ولكن في أحاديث أدبية أخرى بعد أن أثارت بحوثي الأخيرة شهية التحدث إليك. فإلى لقاء قريب.

محمد السوادي