انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 329/إلى نجمتي النائية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 329/إلى نجمتي النائية

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 10 - 1939



للأستاذ صالح الحامد العلوي

حنانكِ! يا نجمتي الزاهرة ... ويا نزهةَ القلب والباصرهْ!

ومن لم تزل رغم طول النوى ... على الصبِّ ناهيةً آمره!

ومن غرست في الحشا دوحةً ... من الحبِّ مزهرةً ناضره

ومَن هي من حسنها تحفةٌ ... بَرَتها يد القدرة الباهره!

بروح تكاد لها خفَّةً ... تطير مع النَّسمة الخاطره

ومن ساقها الحظُّ لي نعمةً ... من الله سابغةً وافرة!

عرفت بها كيف معنى الحنانِ ... وما لذّة الخلدِ في الآخره!

رعى الله وجهاً كساهُ الجمالُ ... غدوتِ به في الورى نادره!

وعيناً من السِّحر مكحولةً ... عليها معاني الهوى زاخره

بها قد أرى فيك أمي الحنونَ ... وحيناً أرى اللبوة الخادرة

معانٍ من السِّحرِ لا تهتدي ... إليها سوى الأعين الشاعره!

ألا حبَّذا عهدك المشتهى ... ولله أيامكِ الزاهرة!

وتَجْوالُنا بين تلك الرُّبي ... وطوراً على الضّفّة الساحره

وذاك المراحُ، وحلو المزاح ... وضحكاتنا العذبةُ الطاهرة!

نخبُّ ونطفر بين الحقول ... ونضحكُ للموجةِ الساخرة

ونشدو ونرقصُ مِلَء الصِّبا ... من اللهو في نشوةٍ غامره

كأنّا - وقد شبَّ فينا الشباب - ... صبيان لم نبلغ العاشره!

شريطٌ لماضيَّ لا تَأتلي ... تمدَّ الخيالَ به الذاكره

لعهد من اللهو قضَّيتُهُ ... يفاضلُ أوَّلُه آخرَه

متى يا قضاء ترى عوده؟ ... على رغم أيامنا الغادره!

(حضرموت: سيوون)

صالح الحامد العلو