انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 315/قصص العرب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 315/قصص العرب

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 07 - 1939



للأساتذة

جاد المولى بك، علي البجاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم

للأستاذ أحمد التاجي

أُثِرت عن العرب قصص يرجع أقدمها إلى الزمان الأول، كانت صدى لحياتهم ومرآة لأذهانهم، وجُماعاً لمعارفهم وأساطيرهم ولكنها تحتاج إلى إحياء وتجديد

أما إحياؤها فباختيارها من أسفارها ورفع الأنقاض عنها، وجمعها في كتاب واحد، وبتصحيح عباراتها، وتحقيق حوادثها، ثم يعرض كما قاله العرب، ليتأدب به الناشئون وليتخذوا منه مادة لإنشائهم، وغذاء لأفكارهم. وأما تجديدها فهو الخطوة الثانية وذلك بأن تطعّم بالأدب الحديث، وتسقى من المعارف التي وصلت إلينا، لتناسب أبناء جيلنا ولا تنبو عن أذواقنا

والكتاب الذي نعرض له الآن يخطو الخطوة الأولى، فيجمع قصص العرب كما حكوه وحدثوا به، ويفصّله في أبواب فيضع تحت كل باب ما ورد فيه من القصص

فقصص تدل على عقيلة القوم واعتقاداتهم في الآلهة، وقصص تستبين بها مظاهر حياتهم وأسباب مدنيتهم، وقصص تجلو علومهم ومعارفهم، وأخرى تظهر أخلاقهم من وفاء وكرم وحلم. وهكذا ينتقل من باب إلى باب، والذي يربط بين القصص أغراضها، وكنا نود أن ترتبط بعصورها، فتنفع مؤرخ الأدب وليرى فيها أحوال كل عصر وآدابه ماثلة في قصصه

وكنا نود أيضاً أن تبرأ من الأخبار البعيدة عن القصص فإن ذلك قد تكفلت به كتب الأدب، وما هي بقليلة

على أن للأساتذة جهداً مشكوراً إذ أتاحوا الفرصة لمن يدرس القصة العربية وتدرجها، وعرضوا لنا مادة زاخرة تصلح هياكل لقصص عربي حديث

وقد لاقوا عناء شديداً في تصحيح النصوص وتقويم الأشعار والتنقيب عن أصح الروايات، يشهد بذلك من اطلع على ذلك السفر الجليل الذي ظهر آية في إخراجه - عدا بعض هنات مطبعية - وهذا عمل يقدره من يكابد القراءة في الكتب القديمة، وطبعاتها السقيمة

فلهم ما يستحقون من الشكران

أحمد التاجي