انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 271/شك وأمل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 271/شك وأمل

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 09 - 1938



وقنعت منك بنظرة وبلفتة ... وطفقت أحلم بالنعيم المقبل

أصغي إلى رنات صوتك مثلما ... يصغي الغدير إلى هزيج البلبل

وشربت من هذا الحديث المشتهي ... كأساً ألذَّ من الرحيق السلسل

كاشفتك الحب الدفين فأشرقت ... عيناك تفحصني وتنكر مقولي

وظننتني ألهو بقوليَ مثلما ... يلهو الوري في خسة وتبذل

إني أمحضك الوداد فصدقي ... فالشك يطعن مهجتي في مقتل

لوددت أن يبدو فؤادي حاسراً ... لتريْ وفائي في هواك فتعدلي

ستجيئك الأيام بالخبر الذي ... ينبيك عن قلبي فلا تتعجلي

أو ما قرأت الحب في عيني وفي ... نبرات صوتي الواجف المتبلبل

وأبنت لي شطراً من الهم الذي ... يجثو على جنبيك مثل الجندل

فبكى فؤادي حسرة وعجبت من ... دنيا تغر الناظرين وتبتلي

أفمثل هذا الحسن يجرع في الأسى ... ويبيت في ليل بهيم أليل

أخشى عليك لهيب حب جامح ... فأصد عنك وفي صدودي مقتلي

ألقاك بالذكرى على رغم الألى ... بخلوا علينا باللقاء الأول

لأطعت فيك صبابتي مستهتراً ... لولا حديث المحنقين العذل

لكن بحسبي أن قلبك عالم ... بنوازعي وخوالجي وتعللي

إني لأهزأ بالعوالم كلها ... ما دمت أشعر أن قلبك صار لي

(الإسكندرية)

عبد الحميد السنوسي