مجلة الرسالة/العدد 224/نقل الأديب
مجلة الرسالة/العدد 224/نقل الأديب
للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي
259 - فافشر ما شئت
في (الغيث المسجم) للصفدي: حكي أن بعض الوعاظ كان على منبره يتكلم في المحبة وأمور العشق وأحواله، ومد أطناب الإطناب في ذلك فقام إليه بعض الجماعة وقال:
بعيشك هل ضممَت إليك ليلى ... قبيل الصبح أو قبّلتَ فاها
وهل رفّت إليك فروعُ ليلى ... رفيفَ الأقحوانة في نداها
فقال الواعظ: لا والله
فقال له: فافشر ما شئت. . .
260 - تغزل برجليها
قال ابن الجوزي في الشذور: قال ثابت بن سنان المؤرخ: رأيت في بغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين، ولها كفان بأصابع معلقات في رأس كتفيها لا تعمل بهما شيئاً، وكانت تعمل أعمال اليدين برجليها، ورأيتها تغزل برجليها، وتمد الطاقة وتسويها.
261 - وانه لمفوه
كن للمكارم بالعزاء مُقَنَّعاً ... فلعلّ يوماً لا ترى ما تكرهُ
فلربما أستتر الفتى فتنافست ... فيه العيون وإنه لمموَّهُ
ولربما خزن الكريم لسانه ... حذرَ الجواب وإنه لمفوَّهُ
ولربما ابتسم الكريم من الأسى ... وفؤاده من حرَّه يتأوَّهُ
262 - ألله، ألله
قيل لصوفي: لم تقول: ألله، ألله، ولا تقول: لا إله إلا الله؟
فقال: نفي العيب حيث يستحيل العيب - عيب
263 - بين إمامين
قال الحريري: قد غلظ الأصمعي في تصغير (مختار) غلطاً أودع بطون الأوراق، وتناقلته الرواة في الآفاق؛ وذاك إن أبا عمر الجرمي حين شخض إلى بغداد ثقل موضعه على الأصمعي إشفاقاً من أن يصرف وجوه أهلها عنه، وتصير السوق له، فأعمل الفكر فيما يغض منه فلم ير إلا أن يرهقه فيما يسأله عنه، فأتاه في حلقته، وقال له: كيف تنشد قول الشاعر:
قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فاليوم حين بدأن للنظار
أو حين (بدين)؟ فقال له: (بدأن) قال: أخطأت، فقال (بدين) قال: غلطت، إنما هو حين (بدون) أي ظهرن؛ فأسرها أبو عمر في نفسه وفطن لما قصده، وأستأني به إلى أن تصدر الأصمعي في حلقته، واحتف الجمع به، فوقف به وقال له: كيف تقول في تصغير (مختار) فقال: (مخيتير) قال: أنفت لك من هذا القول! أما تعلم أن اشتقاقه من الخير وأن التاء فيه زائدة؟ ولم يزل يندد بغلطه ويشنع به إلى أن أنفض الناس من حوله.
264 - إلا الماء
سئل جحظة البرمكي عن دعوة حضرها فقال: كان كل شيء بارداً فيها إلا الماء
265 - خذه عني
في (الأغاني): ولي قضاء مكة الأوقص المخزومي فما رأى الناس مثله في عفافه ونبله، فأنه لنائم ليلة في جناح له إذا مر به سكران يتغنى:
عوجي علينا رَبَّة الهودج
فأشرف عليه فقال: يا هذا، شربت حراما، وأيقظت نياما، وغنيت خطأ! خذه عني! فأصلحه وانصرف
266 - ردوها عليَّ
في (الغرر الواضحة) أريج على الحجاج في صلاته فلم يجسر أحد أن يهديه لما ضل عنه، فتلا قوله تعالى (رُدُّوها عليَّ) فردت عليه. فلله دره! ما أحسن ما أجال فكره حتى أدرك به الفهم العازب، ولم تبطل صلاته بكلامه. قيل للحسن (البصري): أتى رجل صاحباً له في منزل، وكان يصلي فقال: أدخل؟ فقال في صلاته (أدخلوها بسلام آمنين) فقال الحسن: لا بأس 267 - زلق وقع في الطين
في (صيد الخاطر) لابن الجوزي: ما زال المتيقظون يأخذون الإشارة من مثل هذا حتى كانوا يأخذونها من هذا الذي تقوله العامة ويلقبونه بـ (كان وكان) فرأيت بخط ابن عقيل عن بعض مشايخه الكبار أنه سمع امرأة تنشد:
غسلت له طوال الليل ... فركت له طول النهار
خرج يعاين غيري ... زلق وقع في الطين
فأخذ من ذلك إشارة معناها: يا عبدي إني حسنت خلقك وأصلحت شانك، وقومت بنيتك، فأقبلت على غيري فانظر عواقب خلافك لي. وقال ابن عقيل: وسمعت امرأة تقول من هذا (الكان والكان) وكان كلمة بقيت في قلقها مدة:
كم كنت بالله أقل لك ... لذا التواني غائلة
وللقبيح خميرة ... تبين بعد قليل
قال ابن عقيل: فما أوقعه من تخجيل على إهمالنا لأمور غدا تبين خمائرها!
268 - المتنبي الأول
في (المختلف والمؤتلف) للآمدي: كان الأخطل الضبعي شاعراً، وادعى النبوة، وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها. فأخذه عمر بن هبيرة فقال ألست القائل:
لنا شطر هذا الأمر قسمة عادل ... متى جعل الله الرسالة تُرْتَبا
قال: وأنا القائل:
ومن عجب الأيام إنك حاكم ... علي، وأني في يديك قصير
قال: أنشدني شعرك في الدجال. قال أغرب ويلك! فأمر به فضربت عنقه
269 - فرجت وكان يظنها لا تفرج
في (الغرر والدرر): أمالي أبي القاسم المرتضى: روي الصولي أن منشداً أنشد إبراهيم بن العباس وهو في مجلسه في ديوان الضياع:
ربما تكره النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال
قال: فنكت بقلمه ثم قال: ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذَرْعاً، وعند الله منها مخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكان يظنها لا تفرج
فعجب من جودة بديهته
270 - وما زالت الأشراف تهجي وتمدح
في (مؤنس الوحدة) لابن الأثير:
أهدى إلى سيف الدولة صدقة بن منصور بن مزيد كتاب ففتحه لينظر فيه، فوقعت عينه منه على هجاء بني أسد فأطبقه ثم قال:
وما زالت الأشراف تهجي وتمدح
إصلاح
في النقلة (250) في البيت الثاني: (وكيف) والصواب: (كيف)