انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 200/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 200/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 03 - 05 - 1937



ملاحظات على التعليم في مصر

نشرت جريدة المنشستر جارديان في أحد أعدادها الأخيرة فصلاً طويلاً عن التعليم في مصر ومسائل الطلبة المصريين في حاضرهم ومستقبلهم بقلم الدكتور ماكلانهان عميد قسم الدراسات الشرقية بالجامعة الأمريكية استهله الكاتب بتقديم الإحصاءات الأخيرة عن عدد الطلبة المتخرجين في مختلف الكليات والمعاهد الفنية والخصوصية، وتبيان التقدم السريع الذي طرأ على سير التعليم العالي والفني. وفي رأييه أن هذا التقدم إنما هو نتيجة طبيعية مشروعة لآمال الشباب المصري الذي يرغب في مهن ومراكز رفيعة في الحياة العملية. بيد أن اضطراد هذا التقدم يثير مشكلة دقيقة، فهل تستمر مصر على ترك حبل التعليم العالي على غاربه؟ وهل تظل على تخريج هذه الجموع الحاشدة من الشباب الطموح المتعطل؟ أم أنها سوف تتخذ الإجراءات لتقييد بعض أنواع التعليم؟ يرى الكاتب أن مصر ستحذو حذو الأمم الأخرى في الاحتفاظ بحرية التعليم. على أن ما يثير القلق هو أن جماعة الطلبة قد اعتادت في الأعوام الأخيرة أن تأخذ الأمور بيدها وأن تطالب بأمور كثيرة فيما يتعلق بمصاريف التعليم ونظام الدراسة، وما سيكون نصيب الطلبة من إدارة الشؤون العامة ولم يشذ عن هذه القاعدة طلبة الجامعة الأزهرية الذين يبلغون وحدهم أثنى عشر ألفاً

وتبدي جماعة الطلبة رغبة قوية في الاشتراك في بحث المسائل السياسية والاقتصادية المصرية، بل يمكن القول بأنها تتأثر في حركتها بالنزعة الفاشستية، وذلك على رغم إرادة الزعماء السياسيين.

وقد اتخذت الحكومة بعض خطوات في سبيل ترقية التعليم التجاري ورفع مستواه، ولكن الشركات والمتاجر الأجنبية تصر على توفر معيار خاص من الكفاية. ومازال على مصر أن تبحث في المستقبل القريب عن حل هذه المشكلة الدقيقة، أعني مشكلة التعليم، وعما إذا كان من الواجب أن تسير في سبيل التوسع في شؤون التربية أم في سبيل تقييدها ولا ينكر أحد ضرورة التعليم كعامل في تقدم الأمة، بيد أنه يجب أن تتخذ بعض التحوطات؛ ويخشى أن يفضي التقدم السريع إلى أزمة. أما إذا كانت مصر قد عولت على السير الحثيث، فسوف يطلب إليها أن تؤدي الثمن. وقد أدركت بعض الدول الأوربية خطر تدخل الش في الشؤون العامة وتأثره بنفوذ الزعامات الشعبية الطافحة، فعملت على تجنبه

نقول. وهذه ملاحظات جديرة بالعناية والتأمل من كل أولئك الذين يعنون بتربية الشباب ومستقبله

ثلاثة كتب عن الحرب الحبشية

ظهرت أخيراً عن الحرب الحبشية ثلاثة كتب هامة، أولها وأهمها كتاب المارشال دي بونو وعنوانه: (السنة الرابعة عشرة. فتح إمبراطورية) أعني السنة الرابعة عشرة لقيام النظام الفاشستي في إيطاليا وهي سنة 1936 التي تمم فيها استيلاء إيطاليا على الحبشة، والثاني بقلم الماجور بولسون نيومان المعروف بمؤلفاته عن مصر والشرق الأدنى وعنوانه: (فتح إيطاليا للحبشة) ' والثالث بقلم الصحافي الأمريكي هربرت ماتيوس وعنوانه (شاهد عيان في الحبشة) وكتاب المارشال دي بونو هو بلا ريب أهم هذه الكتب وقد نوهت عنه الرسالة في عددها الماضي؛ فقد كان المارشال كما نعلم أول قائد للحملة الإيطالية على الحبشة، وقد قاد هذه الغزوة في أشهر الحرب الأولى؛ وأهمية الكتاب في أنه يميط اللثام عن حقائق سياسية وعسكرية خطيرة؛ مثال ذلك أن المارشال يعترف لنا في كتابه أن مشروع غزوة الحبشة يرجع إلى سنة 1933 أعني قبل حادث وال وال الذي اتخذته إيطاليا حجة لغزو الحبشة بعامين، وإن موسوليني وضع هذا المشروع خفية مع المارشال، وفكر في تحقيقه أولاً بالعمل على إضرام نار الثورة في الحبشة، ثم التدخل بحجة المحافظة على السلام؛ وقد أنفقت إيطاليا في سبيل هذه المحاولة مبالغ طائلة، ولكن القبائل لم تثر في وجه النجاشي كما أريد وحبط المشروع، فلبث موسوليني وقائده يتربصان بالحوادث حتى وقع حادث وال وال، وزعمت إيطاليا عندئذ أن الحبشة تنوي الإغارة على المستعمرات الإيطالية، ووقع الاعتداء الشنيع على الحبشة وقد عجب الرأي العام حين صدر كتاب المارشال ولم يعترض موسوليني على ظهوره متضمناً لهذه الأسرار التي تفضح مشاريع إيطاليا الاستعمارية ونياتها المبيتة على الاعتداء ولكن الظاهر أن السياسة الفاشستية لم تعد تقييم للرأي الدولي وزناً ولا ترى في لومه أو مؤاخذته عاملاً يحسب حسابه. ومن جهة أخرى فقد اعتبر التصريح للمارشال بإصدار كتابه حراً طليقاً تعويضاً أدبياً عما أصابه من آلام العزل خلال نشوب الحرب وانتداب المارشال بادوليو لإتمامها وفوزه بشرف الظفر دونه.

وأما كتاب الماجور نيومان فهو كباقي كتبه عرض للحوادث من الوجهة الاستعمارية، وفيه يحبذ افتتاح الحبشة ويعرب عن ثقته بأنها سوف تستقبل في ظل الحكم الأوربي عهداً جديداً، وأن الزمن كفيل بتسوية الأخطاء التي ارتكبت

وأما الكتاب الثالث، فهو كتاب (شاهد عيان في الحبشة) فهو مشاهدات صحفي، صحب الحملة الإيطالية منذ بدء الحوادث وتنقل معها في جميع الميادين. فهو ليس تاريخاً بالمعنى المقصود ولكنه جريدة يومية للوقائع مشبعة بروح العطف على الغزاة.

دار لنوادي القلم في باريس

كان الكاتب الفرنسي الكبير جول رومان رئيس نادي القلم الدولي قد أذاع في إحدى خطبه منذ اشهر إن الحكومة الفرنسية ستنشئ في باريس داراً لأعضاء نادي القلم من كافة أنحاء العالم. وقد تحقق نبأ المسيو جول رومان؛ ففي أنباء باريس الأخيرة أن الحكومة الفرنسية قد اختارت في حي الشانزليزيه داراً عظيمة فخمة، وخصصتها للوافدين على باريس من أعضاء نوادي القلم في أنحاء العالم؛ وستحتوي الدار المذكورة على غرف للنوم، وأبهاء للمطالعة والاجتماعات، وستزود بمكتبة عظيمة؛ وسيكون بها قلم سكرترية دائمة تعاون الضيوف على زيارة معالم باريس وقضاء مهامهم. وللدار المذكورة شرفة عظيمة تسع خمسين شخصاً خصصت لجلسات الصيف؛ وسيقدم طعام الإفطار للضيوف الذين يبيتون في الدار

ولما كان مؤتمر نادي القلم الدولي سيعقد هذا العام في باريس بدعوة من نادي القلم الفرنسي فإنه من المنتظر أن يفد كثيرون من أعضاء نوادي القلم في مختلف أنحاء العالم على باريس لتمثيل هيأتهم في المؤتمر؛ وسيكون نادي القلم المصري ضمن النوادي الماثلة في هذا المؤتمر على يد ثلاثة أو أربعة من أعضائه؛ وسيعقد المؤتمر المذكور، وهو الخامس عشر من نوعه، في شهر يونيه القادم

وهذا الخطوة التي تتخذها الحكومة الفرنسية لتكريم الكتاب الأجانب هي من أثر المساعي الجمة التي يبذلها مسيو جول رومان لتقوية نفوذ هذه الهيئة الأدبية الدولية

اكتشاف مدينة مصرية قديمة روت الصحف السويدية نبأ اكتشاف أثري هام وفقت إليه البعثة الأثرية السويدية التي تقوم بالحفر في مصر برياسة الدكتور يلمار لارسن؛ وكانت حفائر البعثة هذا العام في منطقة أبو غالب، فكشف المنقبون عن مدينة مصرية قديمة ترجع إلى نحو أربعة آلاف عام؛ وظهر من أحيائها جانب يشمل عدة منازل، ومنها منزل ظهرت به سلالم كاملة، ومخازن للغلال؛ ووفقت البعثة أيضاً إلى اكتشاف عدة آنية وتحف أثرية أخرى؛ بيد أن الحفر لم يكشف عن كل شيء بعد؛ ويرى الدكتور لارسن أن هناك منطقة أثرية هامة سيكشف عنها قريباً، وقد توفق البعثة إلى اكتشافات عظيمة الشأن من الوجهة التاريخية، وتؤمل الدوائر السويدية أن ينال متحف ستوكهولم الوطني شيئاً منن الآثار المكتشفة في قيمة مجموعته المصرية

متحف لحياة الطلبة

من أنباء ألمانيا أن مدينة فرزبورج قد قررت أن تنشئ في قلعتها الشهيرة معهداً لتاريخ الجامعات الألمانية، وسيلحق به متحف هو الأول من نوعه، لأنه سيخصص لاستعراض حياة الطلبة في الجامعة؛ وقد جمعت إلى الآن نحو ألف وستمائة قطعة مختلفة من جامعات ألمانيا من صور وأدوات وأسلحة وغلايين وبرانيط، وثياب، مما يستعمل الطلبة في مختلف العهود والفصول؛ هذا إلى كثير من الدفاتر والمحابر والأوراق والقصائد والصور التذكارية، وأدوات اللعب المختلفة نسقت جميعها في أروقة وأبهاء تمثل حياة الطلبة أثناء الدرس وأثناء اللعب والتريض

مشروع معجم للأعلام عن مصر

تصدر شركة إنكليزية قاموساً للأعلام في أوربا الوسطى وأوربا الشرقية بعنوان وهو مرجع الأعلم الوحيد من نوعه. وقد فكرت الشركة الناشرة أخيراً أن تضع ملحقاً لهذا المعجم عن الأعلام في مصر في طبعته القادمة؛ وأوفدت بالفعل أخيراً إلى مصر مندوباً خاصاً لها للمقابلة الشخصيات البارزة في مصر وجمع المعلومات اللازمة عنها لوضع التراجم الخاصة بها

ونظام هذا المعجم على نظام المعجم العالمي الكبير في وضع تراجم موجزة تدرج بها أهم الخواص عن الشخص مثل تاريخ ميلاده، وشهاداته، ووظائفه وعنوانه الدائم

المبرد

كنت أخذت على الأستاذ إبراهيم مصطفى في أسبوع الجاحظ أنه نطق المبرد بالفتح، فكتب (أحد القراء) الكرام إلى الرسالة ينتصف فيها إلى الأستاذ وينصره، الواقع أن هذا خطأ شائع في ألسن الناس حتى في الألسن المثقفة، وإني لأجعل الحكومة في هذه القضية لحجة اللغة والأدب أستاذنا المرصفي إذ يقول في تقدمة كتابه رغبة الآمل في شرح الكامل: (كثيراً ما يتساءل الناس عن كلمة المبرد، أبكسر الراء أم بفتحها؟ والقول الثابت عندنا ما ذكره ياقوت في كتابه معجم الأدباء قال: وإنما لقب بالمبرد لأنه لما صنف المازني كتاب الألف واللام سأله عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب فقال له المازني: قم فأنت المبرد بكسر الراء أي المثبت للحق، فحرفه الكوفيون ففتحوا الراء؛ وعن السيوطي في مزهره أن شيخه أبا عثمان المازني سأله عن عويصة فأجاب بجواب برد به غليله) فقال له: قم فأنت المبرد، فهو الذي لقبه به، وكان الكوفيون يفتحون الراء تهكماً به!

قلنا: ولذلك كان الرجل يقول: برد الله من بردني، والرجل أدرى بحقيقة لقبه، ونعوذ بالله أن تحق فيينا كلمته فنكون من المبردين

محمد فهمي عبد اللطيف

إحياء ذكرى المنفلوطي

لجنة إحياء ذكرى المنفلوطي تناشد أساطين الأدب وأعلام البيان العربي باسم الوفاء لفقيد اللغة والأدب المرحوم السيد مصطفى لطفي المنفلوطي أن يتفضلوا بالكتابة عن أدبه الخالد من شتى نواحيه بمناسبة مرور ثلاثة عشر عاماً على وفاته وتمهيداً لإقامة مهرجان أدبي لإحياء ذكراه في 16 يوليو القادم

وترجو حضرات الكتاب والأدباء أن يعدوا مباحثهم الأدبية التي سيلقونها في مهرجان إحياء الذكرى وليتكرموا بمخابرتنا بمصر بشارع ذهني رقم 8 بالظاهر. وسنعلن فيما بعد عن المكان الذي سيقام فيه الاحتفال في الموعد المحدد علنا نكفر عن تقصيرنا في حق الفقيد الراحل ثلاثة عشر عاماً سكرتير اللجنة

متولي حسنين عقيل

كتب الرحلات

كتب الرحلات من الأسفار التي يعنى الأوربيون بالإكثار منها لأنها وسيلة من وسائل إيقافهم على مجرى أساليب الحياة في الأقطار الأخرى، ولعل أكثر الأمم اهتماماً بذلك الشعب الإنجليزي، فقد جبل على حب المخاطرات والتنقل بين بلدان الشرق والغرب، وهذان كتابان أصدرتهما مطبعة في الشهر الماضي أما الأول فهو رحلة إلى سمرقند وبعض البلدان الأسيوية لسيدة إنجليزية هي إثيل مانين وهي تذكر في كتابها هذا ما لاقته من صعاب البيروقراطية الروسية في منعها من الدخول هناك، وتقص كيف تمكنت من عبور الحدود ودخول تركستان الروسية من (كراسنوفدسك) الواقعة على بحر قزوين ثم منها إلى تاشقند، وذلك ففي أسلوب يستهوي القارئ وتصف معيشة أهل السهوب والقفار وتقول في سياق حديثها (وفي القوقاز، كنا أول سيدات إنجليزيات يزرن هذه البلدة الألمانية الصغيرة جراندنبرج، تلك الواحة المنسية في بحر مترامي الأطراف من العشب) كما تلم بعادات القبائل الكردية والفارسية والقوقاز، والأزْبك والتتار، وتصف حياة النساء مما يدل على أنها تغلغلت بين طبقات هذا المجتمع الذي يعد حلقة اتصال بين البداوة في صورها الأولى والحضارة الغربية وتقول إن الحرية التامة متوفرة بين هذه الشعوب الشرقية، وإن الحضارة الأوربية إنما تفقدهم الكثير من صفاتهم الجميلة ولكنها لا تصيرهم غربيين.

أما الكتاب الآخر فعن ألمانيا الهتلرية وعنوانه ألفه شاب إنجليزي حدث يدعى سمع الكثير عن ألمانيا النازية من مدح وقدح فأحب أن يلمس ذلك عن قرب فسافر إليها، وفي الفصول الأولى تقدمة تاريخية عن ألمانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر ويصف فيه محاسن النازية ومثالبها، وإن كان يميل في الغالب لاستحسان أعمالها على وجه الإجمال

حفلات غنائية هائلة

تقام في شهر يولية القادم بمدينة برزلاو بألمانيا حفلات غناء هائلة يشترك فيها مائة وعشرون ألف مغني؛ وتنظم فيها جماعات للغناء والنشيد المشترك تضم الواحدة ثلاثين ألفاً أو أربعين ألفاً من المغنين؛ وهذه أعداد ضخمة لم يسمع باجتماع مثلها من قبل في حظيرة واحدة للغناء؛ ولهذا اتخذت إجراءات غير عادية لتنظيمها وتدريبها، ومهدت لها أبهاء فسيحة يجري إعدادها منذ أعوام؛ وقد تم منها بهوان عظيمان أحيط أحدهما بالمنابر وبلغ مسطحه 140 ألف متر مربع، ويمكن أن يتسع لأربعمائة ألف وعشرين ألفاً من الناس، وأقيمت في البهو الثاني منصة هائلة تتسع لثلاثين ألفاً من المغنين؛ وإنه لمن الصعب أن يتصور المرء كيف تجتمع هذه الألوف الحاشدة من الفنانين في حظيرة واحدة، وكيف ترتفع هذه الأصوات بالغناء المنسق المنتظم؛ ولكن عصرنا أضحى أهلاً لكل أعجوبة وكل مدهش

كتاب عن الرهبنة

ظهر أخيراً بالإنكليزية كتاب عن الرهبنة والرهبان في إنكلترا عنوانه (الرهبان الإنكليز وإلغاء الأديار) بقلم المستر جوفري باسكرفيل وهو كتاب شائق في موضوعه وفي أسلوبه، وقد لعبت الأديار في العصر القديم دوراً هاماً في تاريخ إنكلترا كما لعبت دورها في تواريخ الأمم الأخرى؛ ومن ثم كانت أهمية هذا الكتاب؛ ولدينا نحن بالعربية أكثر من كتاب عن تاريخ الأديار والكنائس