مجلة الرسالة/العدد 124/سليل الأكابر
مجلة الرسالة/العدد 124/سليل الأكابر
بقلم رفيق فاخوري
حَسِبَ الدنَى قيدتْ له ... والكونَ مخلوقاً معهْ
يحيا له ويموتُ إذ ... تطوي الليالي أجمعَهْ
لم يبك من حظٍ يجدِّ ... د للفقير على المدَى
بؤساً ويرسم في محيّ ... اه اكتئاباً سرمداً
فإذا أصاب الدمعُ في ... عين الشجيّ مسيلَهُ
رقصتْ بكفيه المنَى ... فشفى بهنَّ غليله
ورثَ الجهالة فاستعا ... نَ على الجهالة بالغنَى
ويُرَى وضيعاً وهو في ... عُرْف الدراهم فوقنا
أبداً تواكبه وفو ... دُ السعد أنىَّ يمما
وتصوغ أحلامُ الفرا ... غِ له المكارة أنعُما
يمسي ويصبح سادراً ... يأتيه سعياً رزقُهُ
ونظل نطلب ما حَيي ... نا والمطالبُ حقهُ
تُفْدَى سلامته بأرْ ... واح لنا لا تفتدى
الويلُ للخَوَلِ الأصا ... غرِ إن أضاعوا السيدا
إنا بنو الفقر ابتني ... نا بالمساعي مجدنا
وشروا بماء الوج ... هـ حظاً خاسراً لا يقتنَى
ليس الغنَى ما أورثَ ال ... آباءُ أو ما خَلَّفوا
فاشحذْ قواكَ لغَدوةٍ ... تُندي الجبينَ وتُرْعف
يا ويحَ للقوم النيا ... مِ على تصاريف الزمن
الوادعينَ الآكلي ... ن جَنَى العِباد بلا ثمن
يغدو النعيمُ جسومَهمْ ... أبداً فتعتلُّ النُّهَى
لكأنهم إبِلٌ هوا ... ملُ غفلةً أو دونها
جمعوا فما أغناهمُ ... مالٌ عصارتُه الندمْ إن لم تكن بالنفس ذا ... مالٍ فأنت أخو العدم
حمص
رفيق فاخوري