انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 1022/لغويات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1022/لغويات

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 02 - 1953



القدوم

في القدوم لغتان: (الأولى) ضم الدال من غير تشديد مثل (رسول) وهي التي يستعملها أهل القاهرة والوجه البحري وجمعها (قدم) يضم القاف والدال مثل (رسل) و (قدائم) مثل عجائز.

(الثانية) تشديد الدال مثل (نبوت) وجمعها (قداديم) مثل (نبابيت) وهي لغة أهل الصعيد.

بقي شيء آخر وهو أن اللغويين حكموا على القدوم بأنها مؤنثة واستشهدوا بقول الشاعر:

قلت أعيراني القدوم لأنني ... أخط (بها) قبر الأبيض ماجد

وعززوا هذا بأنها (آلة - أداة) والمعنى له تأثير في الحكم على الشيء تذكيراً وتأنيثاً واكن المصريون يذكرون القدوم فيقول: هو - هذا - كبير - صغير - انكسر - ضاع - وأرى أنه صحيح وقد يكون وراثياً عند العرب أو جاليتهم التي نزلت بمصر. وله نظائر في التذكير والتأنيث مثل السكين. ولو طبقنا نظرية الأداة والآلة لحكمنا على كثير من الآلات والأدوات الموجودة من علامة التأنيث بأنها مؤنثة مثل المنشار والساطور. . . ولا يخفى ما في هذا من الخطأ والفوضى.

كنكة

الكنكة: هي أداة معروفة مصنوعة من الصفيح ونحوه لعمل (القهوة) ونحوها وهي محرفة عن (التنكة) وبعض أهل الصعيد يقولون (تنكة) بالتاء من غير تحريف وإليك النصوص التي تثبت صحة ما ذهبت إليه:

جاء في (محيط المحيط) التنك: صفائح من الحديد تطلى بالقصدير اهـ

وجاء في (المنجد) التنك صفائح من حديد رقيقة تطلى بالقصدير وصانعه تنكجي اهـ

وجاء في (البستان) التنك معدن أبيض لين واحدته تنكة اهـ

وجاء في تفسير (الألفاظ الدخيلة): تنك تركي (تنكة) وهو حديد ممزوج بالقصدير يدق صفائح، وتنكجي: صانعه اهـ

وهذه التسمية مجازية من قبيل إطلاق اسم الأصل (التنك - التنكة) بمعنى الصفيح على فرعه المنوع منه أعني الأداة المعروفة.

وأما تنكجي فهي نسبة إلى (التنك أو التنكة) على الطريقة التركية مثل قصبجي

علي حسن الهلالي