مجلة البيان للبرقوقي/العدد 53/تفاريق
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 53/تفاريق
أشهر مخترعي العالم
غوتنبرج: مكتشف الطباعة بالأحرف
جميس واط: مستعمل قوة البخار
بل: مخترع التليفون
أديسن: مخترع الفوتوغراف وكثير من المخترعات الكهربائية
ديزل: مخترع (المكنة) الهائلة المعروفة باسمه.
ألمانيا والتجارة
عجيب ما يأتينا من تلكم الأخبار المتضاربة عن ألمانيا. فبينما نحن نسمع عن إفلاسها وفاقتها وتدهور حالها الاقتصادية وما إلى ذلك مما أدهش عقولنا وجعلنا نظن أن ألمانيا قد دالت دولتها وأصبحت في خبر كان. أقول بينا نحن نسمع ذلك إذ توافينا أنباء أخرى على النقيض من هذا.
فقد أرسلت إحدى المجلات الإنجليزية رسولاً من قبلها ليستطلع طلع هذه البلاد الغريبة ويقف على جلبة أمرها. فعاد هذا الرسول. وأخذ يدبج المقالات الضافية ويصرح فيها بأن الحال في ألمانيا ليست من الظلمة والارتباك والتدهور في شيء بل على العكس نرى أن القوم هنالك هانئون في خير حال وعيشتهم راضية مرضية، وكلها أمل في المستقبل.
ولقد أعرب في مقال له بالعنوان السابق، عن عظيم دهشته من وفرة المال في ألمانيا وضخامة رؤوس الأموال واستعداد القوم لشراء المواد الخام بأي ثمن كان. وسرد لذلك أمثالاً كثيرة منها أنه جلس مرة مع تاجر من التجار المتوسطي الحال يجاذبه أطراف الحديث فأراه هذا أنه مستعد لشراء أربعمائة طن من النحاس لاستخدامها في بعض الأغراض الكهربائية وأنه مستعد أن يعقد أي شروط لذلك وأن يدفع الثمن المطلوب في أي وقت. . . . ثم سمع أيضاً بأن شركة قد تألفت لصنع (الكاوتشوك) من بعض المواد الكيمية ورأس مالها بلغ 000، 000، 5 من الجنيهات جمعت كلها من (برلين) فقط.
ولقد صرح له بول فون مندسون رئيس الغرفة التجارية في برلين بقوله: إن انخفاض سعر المارك في الوقت الحاضر ليس من الأهمية بمكان. لأنه لا شك سيرتفع حينما نبتدئ تصدير بضائعنا. أما الآن فكل مجهودنا موجه إلى شراء المواد الخام بأي ثمن وبأية طريقة، وعندنا لذلك المال الكافي. وسنناقش تجارة العالم كله. ومع ذلك سنربح ربحاً عظيماً.
ولقد أشيع مثلاً خبر اعتصاب المعدنيين في ألمانيا، وصارت الحكومة نفسها تصدر لذلك النشرات المطولة وتذيعها في العالم كله، مع أن الغرض من ذلك إنما هو حمل مؤتمر الصلح على إنقاص كمية الفحم المطلوبة من ألمانيا لفرنسا من 000، 000، 40 طناً إلى 000، 000، 21 فقط.
ثم قال المراسل أيضاً. ولقد كنت في برلين في الوقت الذي حدث فيه اعتصاب عمال السكك الحديدية في انجلترة. فكنت أرى الألمان على اختلاف طبقاتهم يقابلون أخبار اشتداد الأزمة في انجلترة بالضحكات والنكات.
ضيق الأرزاق في بلاد المغرب
أكلة في المطعم بصورة
يذكر القراء ما كتبنا قبل هذا عن رؤوس صلعاء للإيجار وما كان من ضيق المرتزق اليوم في بلاد المغرب من أثر الحرب، حتى أصبح أشد الناس حياء لا يستحي أن يبحث رزقه من أتفه السبل، ولو عرض نفسه بذلك لسخرية الناس، واستدف لضحكات القوم وقد قرأنا عن أمثلة أعجب من ذلك، وهو أنه يوجد في الحي اللاتيني بباريس عدة مطاعم صغيرة قد غطت جدرانها صور مختلفات ألوانها ورسوم بالزيت أو الدهن أو المداد، وكل صورة منها تمثل رجلاً جائعاً لا درهم يملك، ولا رغيف يأكل، وقد صور هذه الصور كثيرون من أهل الفنون الفقراء الذين عز عليهم القوت. فاتفق أصحاب تلك المطاعم على أن كل صورة بأكلة في المطعم من غير مقابل وليس على المصور المسكين كلما عضه الجوع، وعز عليه الطعام إلا أن يمشي إلى ذلك المطعم فيضيف إلى مجموعة تلك الصور الجائعة أقرب صورة إلى حالته، ومن هنا كانت هذه المطاعم متاحف كبرى لصور الجوع.
وأغرب من هذا كله أن نسمع بجندي في انجلترة من الذين سرحتهم الحكومة بعد انتهاء الحرب يعرف 6 لغات مختلفة ثم لم يجد في جميع سبل الرزق ما يستطيع به أن يسد أرماقه، إلا أن يجمع أعقاب السجائر.
هذه طائفة من ويلات تلك الحرب المدهشة، وهي ولا ريب معرة للإنسانية لا يمحوها شيء من صفحات التاريخ.