مجلة البيان للبرقوقي/العدد 31/باب تدبير الصحة
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 31/باب تدبير الصحة
الإغماء
الإغماء عبارة عن توقف مؤقت للمراكز الحيوية يحصل كما يظهر من أنيميا (فقر دم) المخ التي تحصل عن عارض فيه نفسه أو خارجه كفقر دم عام - ويحصل الإغماء عادةً في أمراض القلب وأمراض الدم وضربة الشمس وبعد التخدير العام بالكلوروفورم - وحصوله إما أن يكون فجائياً أو يصيب المريض تدريجياً فيشعر بعدم راحة عمومية في جسمه ثم يشعر بدوار وطنين في الأذنين وظلمة في البصر ثم يبهت وجهه ويعرق عرقاً بارداً ثم يغمى عليه أي يفقد الإدراك فيكون الإغماء حينئذٍ تاماً فيصير الشخص ممتداً باهت اللون ساكن الحركة والحس ويكون التنفس والقلب واقفين تقريباً ثم بعد ثوان أو دقائق تعود دقات القلب وحركات التنفس شيئاً فشيئاً وتنتهي النوبة، واستمرارها إلى الموت نادراً وهذا غير الغثيان (السخسخة) فهو إغماء غير تام لأن التنفس وضربات القلب يبطئان ولكنهما لا يقفان ومدة الغشيان أطول من مدة الإغماء بكثير.
ولعلاج هذا الطارئ تخفض الرأس عن الجسم ويرفع الجذع أو توضع الرأس بين الركبتين إذا كان جالساً وينشق منعشاً كالنوشادر ويعطى متى أمكنه قليل من المنبهات كالكونياك أو حقنة الإستركين تحت الجلد ويستريح باقي النهار لأن المرض ربما عاد وإذا استمر الإغماء يعمل للمريض التنفس الصناعي ويستدعى الطبيب.
مرض غريب
ينتقل إلى الإنسان من الببغاء مرض يسمى بستاكورس وهو مرض نادر يشبه الحمى التيفودية في أدورها ويصعب على الطبيب جداً تشخيصه ومن غريب الأمر أن فحص دم المصاب بهذا المرض تشبه تماماً نتيجته فحص دم المصاب بهذه الحمى فيظهر جلياً مقدار الصعوبة في معرفة حقيقة المرض ولا يساعد على التشخيص شيء أكثر من الإستفهام عما إذا كان المريض يخالط ببغاء أولاً والمرض مجهول من أغلب الأطباء فلا عجب أن يكون غريباً.
الزهري الوراثي
يعتقد الكثيرون أن الطفل المولود من والدين مريضين أحدهما أو كلاهما بالزه غمره في الماء قبل الأربعين يوماً وهذا خطأ محض يجب أن يراعيه كل الناس إذ مثل هؤلاء أحق الأطفال بالتنظيف والحمام.
غرابة غذاء المريض بالحمى التيفودية
تنتشر الحمى التيفودية الآن ويعتقد الكثيرون أن غذاء المريض بها يجب أن يكون قاصراً على اللبن فقط ويعتقد كل الأطباء تقريباً أن هذا هو طريق السلامة الوحيد ولكن الأستاذ كولمان ويشاركه كثيرون في رأيه ينادون بوجوب تغذية المريض بهذه الحمى كما يشاء فهل يعجب هذا الرأي جماعة الحانقين على الأطباء والكارهين لهم كراهة في اللبن وهل آن لحضرات الأطباء أن يعدلوا رأيهم ولو قليلاً رعاية لخاطر المريض؟