لهفي على الفصحى
المظهر
ما زلت أسمع لحنَ ذا اللَّحَّانِ
حتى لكدتُ أذوب من أشجاني
لم يُلْقِ من بيتٍ على طلابه
إلا وشان البيتَ بالألحان
تدريسه الفصحى العزيزة جانباً
مما يُعرِّض عِزّها لهوان
خَدَعتْ بني قومي شهادتُه التي
شهدتْ له بالعلم والعرفان
وإذا بإصغائي إلى تدريسه
يعزو شهادته إلى البطلان
إن لم يكن نال الشهادة ذا الفتى
زوراً فآفتُه من النسيان
وعلى كِلا الأمرين ليس بصالحٍ
لسوى تتلمذه الجديد الثاني
فلينصرفْ من حيث جاء فلم يزل
منه التعلّمُ بعدُ في الإمكان
إنْ تعْلُ صبيانَ المدارس سنُّهُ
فالجهلُ يدنيه من الصبيان
لهفي على الفصحى يدرِّسها امرؤٌ
تدريسه ضربٌ من الهذيان
وعلى تلاميذٍ نُحِبّ ثباتَها
منهم مدى الأعمار في الأذهان
يا قومِ إن لم تُبْدِلوه بمحسنٍ
تعليمَه الأبناءَ ذي إتقان
عظُمَتْ ندامتكم على تفريطكم
وعلى التساهل مُعْقِبِ الخُسران
إنا لنأمل في بنينا أن يُرَوا
وهُمُ من الفصحى بخير مكان
كي يُظهروا من حسنها وجمالها
ما أضمرَتْهُ حوادثُ الأزمان
ويقومَ كلٌّ منهُمُ بنصيبهِ
من بثّها ما اسطاع في الإخوان
حتى يَتِمَّ ظهورها فظهورها
صِلَةٌ لقاصي قومنا بالدَّاني
الوحدةُ الكبرى التي تحقيقها
ما زال حتى اليومِ وهْو أماني
لغةُ الجدود أهمُّ ما يدنو به
ويُرَدُّ غائب وجهه لعيان
فعلامَ نتركها لذي جهلٍ غدت
منه تُكابد شِقْوةً وتعاني؟
أَوَ ما علمتم أنها ما بيننا
تُمسي وتضحي وهْي خير لسان
لم ندرِ لو لم نسعَ نحو حديثها
ما مَجدُ يعربَ أو عُلا عدنان؟
هذا العمل في الملك العام في الكويت وفق القانون رقم 64 لسنة 1999 في شأن حقوق الملكية الفكرية (الكويت) لأن مدة حماية حقوق المؤلف قد انقضت. |