بثلثةِ نَفَر قَددَّخَلُوا عَلَيَّ كَانَ وُجُوهَهُمْ أَقْمَارٌ وَفِي يَدِ أَحَدِهِمْ ابْرِيقٌ مِنَ الْفِضَّةِ وَمَعَ الآخر طشت مِنَ الزَّبَرْجَدِ الأَخْضَرِ وَفِي يَدِ الثَالِثِ حَرِيرَةُ بَيْضَاءُ مَطوِيَّةٌ فَنَشرَهَا فَإِذَا هِيَ خَاتَمُ يُحَيْرُ اعْيُنَ النَّاظِرِينَ مِنْ شِدَّةِ نُورِهِ حَمَلَ ابْنِي وَنَاوَلَهُ لِصَاحِبِ الطَّتِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَغَسَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ اللَّذِي فِي الابريق سَبْعَ مَرَّاتٍ ثمَّ قَالَ لِصَاحِبِهِ اخْتِمْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَهُوَ خَاتِمُ النَّبيِّينَ وَسَيْدُ أهْل السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَجْمَعِينَ * وَقِيلَ لَمَّا وُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَدَت تَلْكَ اللَّيْلَةَ نَارُ فَارِسَ بَعْدَ الصِّرَامِ وَلَم تَكُنْ خَمَدَتْ قَبْلَ ذلِكَ بِالفَي عَامٍ وَارْتَجَّ إِيوَانُ كِسْرَى وَسَقطتْ مِنْهُ ارْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَة وَغَاضَتْ بُحَيْرَهُ سَاوَةَ وَاصْبَحَتْ أَصْنَامُ الدُّنْيَا كُلُّهَا مَنْكُوسَة وَرُمِيَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ السَّمَاءِ بِالسُّهُبِ التَّوَاقِبِ وَانْبَلَجَ صُبْحُ الحَقِّ وَبَطَلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ كُلُّ كَاذِبِ وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى ابْن عُرْوَةَ أَنَّ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِهِمْ قَدِاتَّخَذُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا مِنْ أَيَّامِهِمْ يَنْحَرُونَ فِيهِ الجَزُورَ وَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَقَدْ عَكَفُوا عَلَيْهِ يَخُوضُونَ وَيَلْعَبُونَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَوَجَدُوهُ مَكْبُوبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَنْكَرُوا عِنْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ وَرَدُّوهُ إِلَى حَالِهِ فَانْقَلبَ انْقِلابَ صَاغِرِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ ثلاثا وَهُوَ لا يَسْتَقِيمُ * فَلَمَّا رَأَوْا ذلِكَ ابْدَوْا حُزْنًا وَتَألُمَّا
صفحة:Manqoos maulid original.pdf/5
المظهر