إليه ، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خلِّ سبيل الرجل . فأبى أبو جهل ، حتى نال أحدهما من صاحبه ، فأخذ أبو البخترى لحى بعير فشجه ، ووطئه وطئًا شديدًا ، وحمزة قريب يرى ذلك وهم يكرهون أن يبلغ ذلك المسلمين ، فيشمتوا بهم ويعرفوا أن القوم قد انقسموا على أنفسهم .
وانفقت خديجة مالها كله ، وأنفق أبو طالب ماله وكاد التلف يودى ببنى هاشم وبنى المطلب ، فأطلع الله ، سبحانه وتعالى ، رسوله ، على أمر صحيفتهم ، وأن الأرضة ، قد أكلت ما كان فيها من جور وظلم ، وبقى ما كان فيها من ذكر الله . فذكر النبى صلى الله عليه وسلم ذلك إلى خديجة فقالت : ما يمنعك أن تذكره إلى أبى طالب ؟
وخرج أبو طالب إلى كفار قريش وقال : إن ابن أخي قد أخبرني ، ولم يكن يكذبني قط ، أن الله عز وجل ، قد سلط على صحيفتكم الأرضة ، فلحست ماكان فيها ، من جور أو ظلم أو قطيعة رحم ، وبقى فيها كل ما ذكر به الله . فان كان ابن أخى ، صادقا نزعتم عن سوء رأيكم ، وإن كان كاذبا ، دفعته إِليكم،
فقتلتموه أو استحييتموه .