أسلم عمر ؛ فلما أسلم ، قاتل فريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلى المسلمون معه .
ورأت قريش أن أصحاب رسول الله ، قد نزلوا بلدا ، أصابوا به أمنا وقرارا ، وأن النجاشى قد منع من لجأ اليه منهم، وأن عمر قد أسلم ، فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله ، وجعل الاسلام يفشو فى القبائل ، فاجتمعوا وائتمروا ، أن يكتبوا كتابا ، يتعاقدون فيه على بنى هاشم وبنى المطلب، على أن لا يصاهروهم ، ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا ، ولا تأخذهم بهم رأفة ، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ، وكتبوا هذا كل في صحيفة ، وعلقوها في جوف الكعبة ، توكيدا على أنفسهم .
وانحاز بنو هاشم ، وبنو عبد المطلب ، مؤمنهم وكافرهم إلى أبى طالب ، فدخلوا معه فى شعب من شعاب الجبل خارج مكة ، وانتقلت خديجة وأهل بيتها إلى تلك الشعب راضية مرضية هادئة النفس وأقامت معهم ما أقاموا .
أما أبو لهب بن عبد المطلب الهاشمي ، فقد كان حقده على
رسول الله وأهله ، أعظم من ولائه لقبيله ، وكانت استجابته