أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ، فردّ ذلك علىّ إن استطعت.
ولما أبصرت خديجة رسول أشراف قريش ، يطلب النبى علمت أنه سوف يسرع اليهم ، لأنه كان عليهم حريصا ، يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم ، وأشرق وجهها، بنور الأمل إذ ظنت أن قد بدا لهم فيما دعاهم اليه رسول الله بداء، وأن القلق والاضطراب والخوف سينقشع من النفوس ، وأن الفرقة والإِنقسام سيذهبان وشيكا ، وأن الأمن والوئام واجتماع الكلمة ستسود الربوع جميعًا .
ولكنها ما لبثت ، أن رأت النبي صلى الله عليه وسلم ، يعود اليها حزينًا أسفا .. أخذ يقص عليها كيف قدم على هؤلاء الأشراف ، من كل قبيلة ، وقد اجتمعوا عند ظهر الكعبة ، فقالوا له : يا محمد ، إنا بعثنا اليك لنكلمك ، وإنا والله ، ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ، مثل ما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الآباء ، وعبثت بالدين ، وسببت الآلهة ، وسفهت الأحلام ، وفرقت الجماعة ، فمابقى أمر قبيح إلا قد جئته ، فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث ، تطلب مالا ،