المؤمنين من أهلها على إيمانهم وأن يهدى المشركين منهم ، وهى تعلم عائدة زوجها ، وصلته وصفحه ، والاسلام يجبُّ ما قبله
۱۲
خفف الله من روع خديجة وزاد من طمأنينة نفسها على النبى صلى الله عليه وسلم أن قيض له واحدا من أقرب الأقربين اليه، هو حمزة عمه ، وأخوه فى الرضاع ، وهو إلى هذا ، أعز قريش ، وأشدها شكيمة .
وما كان أسعدها ، عند ما أنبأها رسول الله ، بأن أبا جهل مرّ عليه ، وهو جالس عند الصفا ، فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما ينكره من العيب لدينه والتضعيف له ، فلم يكلمه رسول الله ، ومولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها ، فوق الصفا ، تسمع ذلك ، ولم يلبث حمزة أن أقبل متوشحا قوسه ، راجعا من قنص له . فلما مر بالمولاة : أخبرته بما كان ، فاحتمل حمزة الغضب و خرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع ، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به . فلما دخل المسجد ، نظر اليه جالسا في القوم، فأقبل نحوه ، حتى إذا قام على رأسه ، رفع القوس فضربه به
فشجة وقال :