من الحدب عليه ، والقيام دونه .
ورأت قريش ، النبي بين زوجه وعمه ، فمشى رجال من أشرافها إلى عمه وقالوا له : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فاما أن تكفه عنا . وإما أن تخلى بيننا وبينه ، فانك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه . فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه.
ومضى رسول الله ، على ما هو عليه ، يظهر دين الله، ويدعو اليه ، يلاقى ما يلاقى فى سبيل ذلك ، فاذا ما رجع إلى خديجة ، أخذ يقص عليها ما يجد من صعاب ، فتثبته ، وتهون عليه أمر الناس وهى تغالب نفسها و تستر خوفها ، فينشرح صدره ، وترتاح نفسه ، ويمضى فى نشر دعوته ، بقوة مجددة ، وروح عظيم .
وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها، وتذامروا فيه ، وحض بعضهم بعضا عليه ، ثم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى فقالوا له : يا أبا طالب ، إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك ، فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا،