انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة أبكار. فقالت وقد بلغها ما تتحدث به قريش كلها عن فضله وأمانته: لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب..

عاد العم لابن أخيه يذكر له الأمر ويقول له:

هذا رزق ساقه الله اليك.

ذهب محمد الى خديجة،.. لم يرها قبل ذلك ولم تره، ولكنه سمع بجمالها ومالها، كما سمعت هي بشمائله الغر، وحديثه العذب. فلما التقت به، رأت أمامها شاباً مشرق الطلعة، وضاح الجبين، واسع العينين أدعجهما، فى نظرته سلطان الآمر الذى يخضع الناس لأمره.

ورآها هو، فوق ما تحدث الناس جمالا ورقه، فأعجب كل منهما بالآخر، وارتاح اليه...

وعرضت عليه أن يخرج فى عيرانها الى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار. وانتدبت غلامها ميسرة لصحبته وقضاء حوائجه.

خرج محمد بالعير، وجعل أعمامه يوصون به أهلها. خرج الى الصحراء يطويها فى طريقه الى الشام، ومرَّ بالبقاع التى مرَّ

— ۲۲ —