انتقل إلى المحتوى

صفحة:Khadījah Umm al-Muʼminīn (Dār al-Fikr al-ʻArabī, 1948).pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ينعمن في بيوتهن ومع بعولتهن. وانصرفت جلدة صابرة إلى تربية ولديها وتدبير مالها، ولم تزدها مسحة الحزن التى ارتسمت على وجهها إلا جمالا على جمالها.

ولكن ذكرى أبى هالة كانت تعاودها بين حين وحين تثير كوامنها وتؤرق جفنها، وانها لترى ولديها وقد حرما عطف الأب ورعايته. ولولا ما جبلت عليه من حزم وجلد لغلبها الهم وسود صفحة الدنيا فى وجهها.

عاد فتيان قومها كل يريدها لنفسه. وأخذ اقبالهم عليها يتزايد يوما بعد يوم، يشجعهم على ذلك، غير شبابها ووسامتها، قوة بدأت تظهر فى شخصيتها، ثم وفرة فى مالها. . كيف تفكر فى الزواج وهى لا تزال تذكر أبا هالة؟ وكيف تفكر فى الزواج وولداها لا يزالان فى حاجة إلى كل اهتمامها ورعايتها؟..

بيد أن أباها وعمها عمرو بن أسد كانا يلحان عليها في أن تعيش فى كنف رجل يحميها، أن كان أبوها وعمها شيخين هامة اليوم أو غد، وهاهم فتيان مكة يطلبون يدها فهلّا اختارت منهم السيد الجواد قبل أن يذوي جمالها، ويولى شبابها ويذهب مالها.

ورضيت خديجة بعد لأى فزوجت من فتى من سراة

— ١٤ —