٢
شبت خديجة وقد أخذت عن أمها فاطمة صباحة الوجه ، ووضوح القسمات ، وعذب الحديث ، وحب الخير للناس . وعن أبيها خويلد أناته وحزمه . وكان الأب يحس هذا ويعتز به في وقت توأد البنات فيه ، وكان الأخوة يعتمدون عليها في قضاء حوائجهم من الدار ، وكان الاماء والعبيد ، يحبونها لتلطفها معهم وعطفها عليهم.
وتمنى كل فتى فى قريش أن تكون زوجه وربة بيته وأم عياله ؛ ولكن خويلد كان يتغالى في صداق ابنته إعزازاً لها ، أن كان يشعر بجمالها ورضى أخلاقها .
يرى تنافس سراة قريش وأشرافها على طلب يدها ، فيوازن بينهم ليختار أحسنهم خلقا ومالا ونسبا ، وكان ابن عمها ورقة يود أن يتزوج منها ، وهو يعلم أنها تجله ونحترم رأيه . ولكنه لم يستطع إلى ذلك سبيلا . وتريث الأب كعادته فيما يواجه من أموره ،
— ١٢ —