وفيهن من ترغب عن لغتها القومية، واذا انصرفت اليها فانما تلقى بالها كله إلى المنقول من تلفيقات القصص وأحاديث المحترفين الفارغين. كما عكفت أفلام الموهوبات - إلا في القليل النادر - على ما كان ينبغي أن يتركه للجنس الآخر من الاحتفال بالشهرة دون العظمة، وعدم التفريق بين الطرافة والشذوذ حتى أصبح انتاجهن الأدبى كله مقصوراً أو يكاد، على التسلية العابرة وتزجية الفراغ الطويل.
ولا أريد أن أعلق نفسى فأزعم أن هذا الكتاب يصلح للثقافة العامة بما حواه من الأخبار الصادقة والروايات المحمصة، صلاحيته للقراءة في قاعات الدرس من معاهد الفتيات التي لا يكاد يوجد فيها كتاب واحد من تأليف امرأة، أو أزعم أنه يجمع بين الفائدة الراقية والمتاع الرفيع، وحسبه أنه عن أعطر سيرة بين نساء العالمين.
وهأنذا أرفعه إلى اخواني المثقفات، ومن يدرى فريما دفعني تشجيعهن الى المضى فى هذا السبيل
القاهرة في ٥ يونية ١٩٤٨
