٠٧٦٠
ولم يقف الباحثون بعد على أثر لهيكل داجون هذا ، غير ان بعضهم يذهب الى
الظن بأن قبر شمشون الجبار بين اطلال الهيكل القديم . واما الغزيون فانهم يعتقدون
ان المقام المعروف : ( أبي العزم ) الآن هو قبر شمشون .
٤- ولما ظهر الدين المسيحي في البلاد، كان انتشاره في غزة بطيئاً في بادىء الأمر . ولذلك لم يكن الصراع بين النصرانية والوثنية يومئذ عنيفاً ولكن عندما ازداد عدد المسيحيين في غزة، ازداد الصراع بينهم وبين الوثنيين ؛ وأصبح الاصطدام عنيفاً ، ودام طويلا . ونزلت بغزة والغزيين من جراء ذلك مصائب وأهوال . ملل
٥ـ ولما تولى الأسقفية برفيريوس (1) )Porplayry ) عام ٣٩٥ م خلق في غزة جواً مسيحياً جديداً . قناصب الوثنيين العداء ، وكرهه هؤلاء حتى أنهم نسبوا إليه المحل الذي أصاب زروعهم في تلك السنة . فأخذوا يسبونه ، وراحوا يصون عليه اللعنات ، ويدعون عليه في معبدهم مارنا . ثم تجمهروا ليهاجموا المسيحيين (۲) فالتجأ هؤلاء إلى كنيستهم الواقعة غربي المدينة ، وضحوا الضحايا . ولكنهم عند رجوعهم من الكنيسة صدوا من قبل الوثنيين . ويظهر أن الناس كانوا يومئذ في حاجة إلى المطر ، فهطل مدراراً، فساد الاعتقاد بأن الله أجاب دعوة المسيحيين. عندئذ فتحت لهم الأبواب ، ونادى المنادي في شوارع المدينة : « المسيح وحده هو الرب ! والرب قد انتصر ! »
. ويقول الشماس مرقس ، مرافق الاسقف ،برفيريوس، أنه قد تنصر من الغزيين، على أثر ذلك الحادث، ماية وسبعة وعشرون شخصاً : منهم ثمانية وسبعون رجلا، وخمس وثلاثون امرأة ، واربعة عشر ولداً وخمس بنات . ثم تبعهم في نفس اليوم ماية وخمسة اشخاص
٦ - وإذ كان حكام غزة في ذلك الحين وثنيين فقد كانوا يضطهدون المسيحيين، ويؤذونهم . ومن ذلك انه أرسل ) با روخاس ( تابع القديس برفيريوس يوماً إلى قرية في اقتضاء راتب كنائي ؛ فمانعه الوثنيون ، وضربوه ضرباً مبرحاً كاد يلقى
(١) راجع ما كتبناه عن هذا الاستف في فصل ( غزة والدين المسيحى )
(۲) تاریخ كنيسة اورشليم الارثوذكسية