٧٠
كلما اجتمع شملهم فيها واعتزت قوتهم تحموا للثورة ضد الرومان طمعاً في الاستقلال)
فقد عول القيصر ها دريانوس على قهرهم . وجرت بينه وبينهم حروب وثورات
و قلاقل كان النصر فيها حليف هذا مرة وذاك اخرى . وعندما تكون دفة اليهود
هي الراجحة كانوا يكرهون المسيحيين على الدخول في دينهم ، والاشتراك معهم في
الثورة . إلى أن تغلب عليهم ها دریانوس بعد حرب دامت ثلاث سنوات فقتل منهم
خلقاً كثيراً . ومات كثيرون . ولم تقم لليهود قائمة بعد ذلك التاريخ ( ١١٥ م ) .
وبعد أن أحمد ( ها دريانوس ) فتنة اليهود ، تلك الفتنة التي اشعلها (بار قوخيا) سي نساءهم ، وباع الذين أسرهم من رجالهم بثمن بخس ، هو حصان واحد عن كل رجل ، وأخذ الباقين منهم على قيد الحياة إلى غزة . حيث أقام النوادي والملاعب الرياضية . وفي هذه الملاعب أشار بتمزيق أجساد اليهود الأسرى إربا إرباً . ومن لم يمزق منهم باعه في سوق العبيد . وقد كان سوق غزة من الاسواق المشهورة ببيع العبيد في ذلك الحين .
۱۳ - ولكن ها دريانوس هذا كان يكره المسيحيين (١) أيضاً كما يكره اليهود. حتى أنه بني في البلاد هياكل من شأنها أن تغيظ المسيحيين (٢) . فتكونت في البلاد ثلاثة مراكز للديانات المختلفة : ( قيسارية ( للديانة المسيحية و ( طبرية ) للديانة اليهودية و ) غزة ( للديانة الوثنية ، وقد كانت غزة يومئذ ) وفرضتها ميومه (۳) ) من المدن الشهيرة في فلسطين ( ١٣٤ م )
١٤ - وكان الامبراطور غورديانوس الثالث عام ٢٣٨ - ٢٤٤ للميلاد شغوفاً بإدارة الولايات التابعة له ) سوريا ، وأفريقيا، وبلاد العرب ) . حتى أنه استوطن عزة برهة من الزمن . وقد حفرت على قاعدة النصب الذي أقامه الغزيون تخليداً لذكراه كلمات تدل على حبه لغزة ، وعطفه على آلهتها . وظلت غزة تعامل من قبل قياصرة الرومان معاملة ممتازة حتى سنة ٢٤٤ للميلاد
(۱) (۲) راجع الوجه ٧ من تاريخ كنيسة اورشليم الارثوذكية . (۳) على بعد ميلين من غزة على الشاطيء