ـ٦٧ـ
- والعمران . وقد ظلت مزدهرة ، وعاشت حرة مستقلة طيلة الحكم الروماني ، وكانوا يطلقون عليها إسم ( مينوآ ) . وكانت عبادة الأوثان منتشرة فيها، كما كان للفلسفة الافلاطونية فيها مدارس عديدة.
٣ -- وقد سك الرومان اثناء احتلالهم لهذه البلاد من زمن اغسطس حتى حكم ثيلا غابالوس تقوداً في غزة ، وكانت لهم فيها مصانع لك النقود ؛ وعلى هذه النقود ذكروا إسم المدينة غزة ، وعلى الوجه الآخر حرف (( إشارة للصنم M المعبود ( مارنا ( أو المعبد الذي فيه الصنم مارنيون، وعلى بعض القطع المسكوكة حضرت صورة القيصر ) انطونيوس ) ، وعلى الوجه الثاني صنم الحظ ) تيخائون ( يحمل على رأسه صورة غزة المحصنة ، واسم غزة . وعلى بعض النقود تجد صورة القيصر ) هادريانوسن ) ، واسم غزة ، ومدخل هيكل مارنا ، وما إلى ذلك مما يدل على أن غزة كانت يومئذ تحتل المقام الاول في تاريخ هذه البلاد .
٤ - وقد بقيت غزة والبلاد الاخرى تحت حكم امبراطوريتي الرومان الشرقية والغربية، وازدهرت على أساس مبادىء الثقافة اليونانية ؛ وظل هذا الازدهار ملازماً لغزة طيلة أيام الحكم الروماني. ولم ينزح إليها في عهد الرومان إلا عدد قليل منهم . وكان هؤلاء من فئة الحكام والموظفين والتجار وأرباب العلم. وكانت اللغة الرسمية هي اللاتينية . وأما لغة الاهلين فكانت الآرامية .
٥- وقد انقلبت الآية بعد ذلك ، فأصبحت مستعمرة عسكرية للرومان . وكثيراً ما ذكرت بهذا الوصف في الكتب والأسفار التي بحثت عن ذلك العهد وكانت يومئذ تدار من قبل امبراطور روما رأساً بواسطة مندوب سام ينوب عنه ، . ويدير المدينة باسمه . وما كان المجلس الاعيان في روما أي دخل في هذه الادارة .
٦٠ - ويظهر انه كانت هناك مؤسسات (۱) قومية محلية مستقلة في داخل المدينة. وكانت هذه التشكيلات معتبرة من قبل الرومان ، فكانوا يلقبونها : ( Demos ) وفي النقود التي سكت في ذلك الحين إشارة إلى بعض هذه المؤسسات. وما كان لاحد ان يعتبر مواطناً في المدينة، سوى العناصر الوطنية التي كانت تعيش في البلد منذ القديم. حتى ان الامبراطور (بومي) الذي منح هذا الحق للوطنيين الأصليين لم يمنحه اليهود.
Meyer (1)