-٦٠-
إن غزة أغنى المدن الفلسطينية بآثارها القديمة ، وكتاباتها المنقوشة على الحجارة والأعمدة والجدران وفي كل مكان . وإن هنالك مجالا للدرس أمام كل من شاء التوسع في هذا البحث. وليس ثمة أية ضرورة للحفر والتنقيب . بل إن نظرة بسيطة على بيوت غزة ومنازلها لتدلك على مبلغ هذا القول من الصحة.
ومما رآه الاستاذ غانو في غزة ) عام (۱۸۷۰) تمثال صغير من الذهب الخالص في صورة انسان تدل ملامحه على أنه ملك ، أو شخص ذو اعتبار ، أو ملك مؤله جالس على عرشه وعلى رأسه خوذة على غرار الخوذ المصرية ، وفي عنقه قلادة ذات صفين، ويداه موضوعتان على ركبتيه . وفي ظهر الصورة حلقة يظهر انها صنعت خصيصاً للتعليق . وأن هذا التمثال الذي لا يزيد طوله عن ٢٥ سنتيمتراً وجده عند صائغ من صاغة غزة ، إلا أنه لم يقدر على شرائه لقلة ما في يده من دراهم. وقد سمع مؤخراً أن المسيو دوصولی de Saulcy . اشتراه باسم متحف اللوفر بفرنسا.
وفي دار سلمان ظريفة عثر على قطعة من المرمر منقوشة نقشاً جميلا ، وهي معرفة بعروق خضراء طولها ٥٨ سنتيمتراً . وهي بشكل حيوان وهمي كالحياوين الخيالية التي جاء ذكرها في اساطير اليونان (۱) . وهذا المخلوق العجيب قائم على عمود قصير لا يمه منه سوى مخالبه الخلفية . ويقال أن هذه القطعة الأثرية وجدت في الاصل في خربة واقعة على بعد ساعتين من تل للنطار إلى الشرق .
وعثر على مرآة من البرونز في شكل علبة مسطحة مستديرة الشكل . قطرها خمسة عشر سنتيمتراً. وهي مزدانة بدوائر مستديرة ذات قرصين ، الواحد منهما متداخل بالآخر ، ولها حلقة تساعد على حملها . وعثر على شاطيء البحر بين الرمال وبالقرب من بناء المحجر الصحي على مكان مستدير مبني من حجارة مربعة الشكل ومحكمة الصنع . وفي هذا المكان تابوت صغير وحوض الجمع الماء . وهذا التابوت والحوض مصنوعان من صخر كلسي ممزوج بالصدف والرمل المتكتل . ومساحة التابوت متر طولا وأربعون سنتيمتراً عرضاً .
وهناك عند الصاغة وبين أيدي الاهلين قطع أثرية لا تعد ولا تحصى ، بعضها من
(١) كثيراً ما ذكرت الاساطير اليونانية حيواناً ظريفاً نصفه أسد ونصفه الآخر
عقاب ، أو وحشاً له رأس أسد وجسم عنزة وذنب تين ، وهذا كالفول الذي جاء ذكره
في الاساطير العربية .