انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٥٠-

وثابروا على رحلة الصيف التي اعتادوها ، وتجارتهم التي القوها منذ سنين واحقاب . وكانت غزة لا تزال تعتبر في نظرهم مركزاً تجارياً هاماً يربط جزيرة العرب بير الشام وشواطيء البحر الابيض المتوسط. ودامت الحال على هذا المنوال حتى تعربت غزة واصبح المؤرخون يعتبرون الغزيين عرباً اقحاحاً.

إن زجف العرب المستمر من جهة، وثورة الفنيفين من جهة أخرى، جعلت الفرس يفكرون في تقوية حاميتهم المرابطة في غزة فبنوا فيها قشلاقاً وكانوا يسمونها يومئذ ( هازاتو ). وكانت غزة في عهدهم مركزاً من المراكز الهامة لتجارة البخور.

٦- ليس ثمة أي دليل على أن غزة أو أية مدينة من المدن الفلسطينية الاخرى قد اشتركت في الثورة التي اضطرمت نارها ضد الفرس في سوريا عام ٤٤٥ ق . م ؛ وفي قبرص واليهودية وفينيقيا عام ٣٥٣ ق . م . إلا أنها ، على ما يظهر من روايات بعض المؤرخين ، كانت تعطف على تلك الثورة . وكانت البلاد الثائرة تحسب لها حساباً ، وترضى أن تحتفظ بحيادها.

۷- ذكرت غزة في فتوحات ارتاكسر كس الأول ( ٤٦٦ ق . م ) وداريوس الثاني ( ٤٦٤) ق . م ) وقد ظلت مخلصة لحكامها الفرس خلال حروبهم مع المقدونيين . حتى أن الاسكندر المقدوني عندما حاصرهـا عام ) ٣٣٢ ق . م ) قاومته وجنده شهرین كاملين. وقد كان المدافعون عنها يومئذ مزيجاً من عرب وفرس .

٨-ـكان قائد الحامية التي تولت الدفاع عن غزة في حرب الاسكندر (باتس) أحد قادة الفرس المشهورين. وكان شجاعاً . فعهد إليه ملك الفرس يومئذ داريوس الثالث بالدفاع عن غزة. فاستعد هذا الحصار طويل ، وصلح الغزيين ، وحشد في غزة كميات كبيرة من الذخائر والمؤن ، وعمر سورها ، وقد كانت محاطة بسور مرتفع لا تؤثر فيه المنجنيقات وآلات الحصار . حتى أن مهندسي الاسكندر أنفسهم اعترفوا بعجز منجنيقاتهم عن تخريبه .

ولقد كان القسم الجنوبي للسور ضعيفاً فاختاره الإسكندر نقطة مؤاتية لبدء الهجوم الذي أعده . وقد شيد بالقرب منه برجاً كبيراً أعلى من السور ؛ فوضع عليه آلات الحصار ، وأخذ يرمي غزة منه بالمنجنيق . ولكن الفرس وحلفاءهم العرب