۱۷ - ولما كان قد حظر على اليهود دخول القدس في اواخر حكم الرومان ، فقد جاءوا إلى غزة لتأدية الصلاة (۱) . وهناك من يقول انهم كانوا يغشون اسواقها بقصد التجارة . غير أن المؤلف الانكليزي ماير يقول في كتابه ( History of the City of Gaza ) أن اليهود كانوا في ذلك العهد يتجنبون دخول هذه المدينة بسبب مبادىء سكانها ، وعقائدهم الدينية . إذ كانوا في تلك الأيام لا يزالون يعبدون الأوثان .
۱۸ -. ولم تقم لليهود قاعة في فلسطين بعد حادث تيطس (۲) المتقدم ذكره. . كما أنهم لم يكونوا لهم في غزة كياناً اجتماعياً مستقلا . وكل ما فعلوه بعد ذلك التاريخ ، أنهم كانوا يزورونها افراداً وجماعات منفردة والمدد قصيرة الأجل ؛ ثم لا يلبثون أن يغادروها إلى مكان آخر
١٩ - وقد كان الفتح الاسلامي ، عهد سلم وبركة لليهود. إذ ذكر التاريخ أنه كان في غزة، في القرنين السابع والثامن ، يهود كثيرون . ولما كان القرآن قد حظر صنع الخمر وشربه ، فقد احتكر اليهود هذه الصناعة في غزة خلال القرون الوسطى ، وظلت تجارتها بأيديهم زمناً طويلا ، حتى أنه كان لهم (أي لتجار الحمر من اليهود ) مستعمرة خاصة في ميناء ميوما
۲۰ - وفي اوائل القرن التاسع عاش في غزة حاخام يهودي يدعى موسى هنقش الغزاوي 700 27 وكان هذا رئيساً للطائفة اليهودية ؛ وقد هاجر يومئذ عدد كبير من أفراد هذه الطائفة إلى مصر ، فاستوطنوها . وكان رئيسهم فيها افرايم بن سمحا الغزي .
٢١ - وفي عام ١٠٢٦م كان يعيش في غزة شاعر يهودي يدعى ( يشوع بر بی ناتان ) 71 2772 172 وقد ألف هذا كتاباً رثى فيه إبنه النيه لاقى حتفه في غزة . ويظهر أنه كان عضواً في محكمة كنائية شرعية يهودية .
(١) ٦٦٦٥ ٢٠٦٧ - ٦٦٣٠ للكاتب اليهودى ويلائي .
(۲) قال (کرمان) غانو ) : « لما دخل المسلمون أرض اليهودية لم يجدوا فيها يهوداً . حروب فسباسين ، وتبطس ، وتراجان ، وادريانوس ، واضطهادات ملوك النصرانية لم تترك حجراً على حجر من اليهودية السياسية.. وزالت من فلسطين جميع التقاليد اليهودية . » لأن