وحاصرها بجيوشه ؛ وصنع دبابات وأدناها من المدينة ؛ وضرب أحد البروج واستولى عليه ؛ وهجم الذين في الدبابة على المدينة فوقع اضطراب عظيم في المدينة وصعد الذين في المدينة مع النساء والأولاد إلى السور ممزقة ثيابهم ، وصرخوا بصوت عظيم إلى سمعان يسألونه الأمان؛ وقالوا لا تعاملنا بحسب مساوثنا ، بل يحسب رأفتك. فرق لهم سمعان ، وكف عن قتالهم ، واخرجهم من المدينة ، وطهر البيوت التي كانت فيها أصنام ؛ ثم دخلها بالتسبيح والشكر ، وأزال بها كل رجاسة . واسكن هناك رجالا من المتمسكين بالشريعة ، وحتها ، وبنى له فيها منزلا.))
١٣ - ولما اختلف الاخوان المكابيان ( ارسطو بولس وهركاتس ) من أجل الملك أخذ كلاهما يتقرب من القائد الروماني (بومي ) ويرسل إليه الهدايا ويقدم له الطاعة على أمل أن يفوز على أخيه . فاهتبل بومي هذه الفرصة وقضى على استقلالهم ( عام ٦٥) ق . م . ثم جاء إلى غزة التي كانت خاضعة للمكابيين ، فأعاد إليها حريتها. وبعمله هذا قضى على حرية الشعب اليهودي قضاء تاماً تلك الحرية التي لم تدم زمنا طويلا.
١٤ - وكذلك فعل المكابيون في زمن (يوليوس قيصر ) فقد قدم إليه ( انتيباتر ) (۱) مستشار هركاتس جيشاً ليعاضده في حربه ضد المصريين . ولما انتصر يوليوس قيصر اقامه نائباً عنه في فلسطين سنة ٤٨ ق . م ولكنه قتل بايعاز من مركاتس
١٥ - ولما تولى انتيباتر امر البلاد تصرف بها كما شاء . وأقام أولاده حكاماً عليها . ومنهم هيرودوس الشهير .
١٦ - يقول المؤرخ يوسيفوس أن اهالي قيسارية ذبحوا عشرين الفا من اليهود واخلوا المدينة منهم . فثار ثائر اليهود في الانحاء الاخرى انتقاماً لاخوانهم و ازدادت نيران غضبهم ، عندما أراد الرومان إلحاق فلسطين بولاية الشام الرومانية . فتمردوا وقاموا بعض الأعمال التخريبية في بعض المدن ومنها غزة . إلا أن الرومان قهروهم على يد ( تيطس ) وكان ذلك عام ٦٦ ب . م .
ويقول شورر Schurer مؤلف ( تاريخ الشعب اليهودي في زمن المسيح ) إنه لم يخرب يومئذ من غزة سوى قسم منها . إذ لا يعقل أن تتمكن عصابة مؤلفة من فلول اليهود من تخريب حصن متين كحصن غزة في ذلك الحين
(1) كان انتيباتر هذا آدومى الأصل يهودى المذهب