النخيل في ذلك السهل إلى أن مررنا على قبر هناك عند البحر فوق تل من الرمال
يقال انه دفن فيه الشيخ حسن الأغبر وهو رجل من أهل الخير والصلاح: ثم سرنا
إلى أن وصلنا قبر الشيخ رضوان بن الشيخ ابو عرقوب بن الشيخ علي بن عليل
قدّس الله أسرارهم، ورأينا ضريحاً عليه المهابة والنورانية. وهناك بالقرب منه بعض القبور، وذلك المكان مملوء بالبهجة والنور. وقلنا في ذلك المقام من النظام. ومكان الشيخ مرتفع في أرض منبسطة، وهو قبر واسع عال، عليه قبة بأربع عقائد منفتح الجوانب، بحيث انه يشرف على اماكن بعيدة، فأشرفنا منه على قرية جباليا وهي قرية لطيفة الهواء، عذبة الماء، في أهلها الصلاح وحسن اللقاء. وقد انشدنا الفاضل الكامل الشيخ علي النخال بيتين من لفظه لنفسه. ثم ذهبنا إلى جنينة الدرويش أحمد بن عميرة وهو في داخل زاوية الشيخ شعبان ابي القرون. ثم عزمنا على الرحال، فخرج لوداعنا نائب البلدة حضرة أحمد افندي والشيخ علي النخال والشيخ محيي الدين المقدسي وجناب صديقنا الشيخ مصطفى افندي نقيب اشراف بيت المقدس وغيرهم» أهـ.
وقد هبطها مصطفى أسعد اللقيمي الحسني سبط العلامة نور الدين علي بن غانم المقدسي السعدي الخزرجي الحنفي. فقد . قام هذا برحلة من دمياط من أعمال مصر: وذلك في يوم الثلاثاء من ذي القعدة عام ١١٤٣ للهجرة، وعرج على غزة في طريقه إلى بيت المقدس، فقضى فيها بضعة أيام. وقد دوّن رحلته هذه في مخطوط1 أسماء: (سوانح الانس برحلتي لوادي القدس). فنقل عنه الأسطر التالية:
«. . . فوصلنا إلى خان يونس ممتطين ظهور الخيل، وكان وقت العصر قد حان. فبتنا في قلعته المنيعة، نكحل العيون بميل السهر، وندير ما بيننا كؤس السمر، مستبشرين بدنو المزار، وقرب هاتيك الديار.
فلما انقضت تلك الليلة التي كليلة القدر، قصدنا غزة، فوافيناها ضحوة النهار، وقد فاح شذا نسيمها المعطار. فأطلقت عنان الطرف في ناديها، وصلت بصولجان الفكر في واديها، فإذا هي بحبوحة جنان، وللحمايم بروض زهورها الحان، فأسرعت إلى نحوها المسير، وكدت من فرحي إليها أطير.
- ↑ عثرت عليه في مكتبة الصديق رشيد بك مكي من اعيان غزة.